IMLebanon

«اجتماع بعبدا» مؤتمر تأسيسي بوجه اقتصادي كرَّس الإستراتيجية الدفاعية

 

غطت «حالة الطوارئ» الاقتصادية التي اعلنها رؤساء السلطات اللبنانية والاحزاب والكتل النيابية المجتمعون في القصر الجمهوري اول من امس بدعوة من الرئيس ميشال عون على حالة التوتر العابرة على الحدود الجنوبية، حيث يرى حزب الله انه خرج بمكسب استراتيجي تمثل بخرق «اعرض الخطوط الاسرائيلية الحمراء» مع لبنان.

وتشير مصادر «حريرية» في بيروت إلى ان الرئيس سعد الحريري، وخلال اتصاله بوزير الخارجية الاميركية مايك بومبيو، ابلغه قلقه البالغ من وصول العقوبات الاميركية الى وزير الخارجية اللبنانية جبران باسيل المحسوب كصديق لحزب الله، وغيره من الوزراء والمسؤولين، معتبرا ان مقاربة باسيل ـ وهو صهر رئيس الجمهورية وزعيم تياره السياسي ـ يمس بموقع الرئاسة، ويضع مصير الحكومة على المحك، وواضح ان كلمة الحريري كانت مسموعة لدى الوزير الاميركي.

تويتريا، سأل رئيس حزب القوات اللبنانية د.سمير جعجع الرئيس ميشال عون ورئيس الحكومة سعد الحريري عما اذا كان حزب الله احاطهما علما قبل او بعد كلام السيد حسن نصرالله امس بإلغاء القرار الدولي 1701، وهل انتم موافقون على ذلك؟

هذه التطورات الجنوبية تهمشت او كادت امام حالة الطوارئ الاقتصادية المعلن عنها في الاجتماع المالي والاقتصادي العام الذي دعا اليه الرئيس ميشال عون في بعبدا، والذي يكتسب اهميته لا من حيث مقرراته الاقتصادية وحسب انما من الحجم السياسي للمجتمعين، وهم رؤساء السلطة الثلاثة، اضافة الى رؤساء التيارات والاحزاب والذين هم رؤساء الكتل النيابية في الوقت عينه، ما جعل بعض المصادر المتابعة ترى لـ «الأنباء» في هذا الاجتماع المهم اشبه

بـ «لويا جيرغا» لبنانية، او هو المؤتمر التأسيسي الذي طرحه الايرانيون منذ بضع سنوات كمقدمة لاعتماد نظام المثالثة في لبنان.

واضافت المصادر ان جمع اقطاب الطوائف السياسية في لبنان، حلفاء واخصام، حتى ان بعضهم من لم يصافح البعض الآخر، يتجاوز بخلفيته الحدود الاقتصادية مهما بدت مهمة وفي وضع صعب، ولو ان الامور الاقتصادية هي الاساس لما كان من داع لحضور رئيس مجلس النواب نبيه بري الممثل بالحكومة وفي الاجتماع بوزير المال علي حسن خليل، ولا حتى رئيس الجمهورية العماد ميشال عونالممثل في السلطة التنفيذية، اي في الحكومة، بأحد عشر وزيرا.

وضمن الاهداف التي قرأتها المصادر المتابعة في اجتماع بعبدا الرغبة الواضحة في الاظهار للمجتمع الدولي وللامـيركيين خصــوصــا ان الوضع اللبناني تحت السيطرة السياسية والأمنية، فوجود رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد في الاجتماع الى جانب رئيس القوات اللبنانية د.سمير جعجع ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية ورئيس حزب الكتائب سامي الجميل ورئيس التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل وحاكم البنك المركزي رياض سلامة ورئيس جمعية المصارف سليم صفير والرؤساء الثلاثة وهي بغالبيتها اطراف متنازعة داخل الحكومة وخارجها، يعني ضمنا ان الاستراتيجية الدفاعية التي يطالب بها السياديون اصبحت قائمة.