IMLebanon

بعد بعبدا.. عين التينة تحتضن الفصل الثاني من مصالحة قبرشمون

مع رعاية عين التينة للمصالحة بين الحزب “التقدمي الاشتراكي” و”حزب الله” المُقررة مبدئياً غداً-اذا لم يطرأ طارئ- كتتويج لجهود قادها الرئيس نبيه بري بعد مصالحة رئيس الحزب وليد جنبلاط ورئيس الحزب “الديموقراطي اللبناني” النائب طلال ارسلان في قصر بعبدا برعاية رئيس الجمهورية ميشال عون، تكتمل سلسلة المصالحات حول حادثة قبرشمون لتثبيت امن واستقرار الجبل واستطراداً كل المناطق، لتطوى صفحتها الاليمة وتفتح اخرى عنوانها التفاهم وربط النزاع وإبعاد الخلافات عن عمل المؤسسات.

ومنذ ان اطلق جنبلاط تصريحه الشهير حول مزارع شبعا وقوله “انها ليست لبنانية”، كُسرت الجرّة بين المختارة والضاحية الجنوبية ليأتي اعلان الوزير محمود قماطي من دارة ارسلان في خلدة بعد ساعات على حادثة قبرشمون “عن ان زمن الميليشيات قد ولّى” ليُذكي الخلاف ويُوسّع مساحات التباعد معطوف عليها اطلاق جنبلاط سلسلة مواقف في مرحلة ما بعد الحادثة يعلن فيها انه لا يتحاور الا مع الاصيل “الحزب” وليس الوكيل (ارسلان).

وفيما كان الطرفان يراكمان خلافاتها كان الرئيس بري يعمل على حياكة خيوط مصالحتهما بعناية بعيداً من ضجيج الاعلام والمواقف، مستفيداً من محطات تهدئة عدة تلت مصالحة بعبدا كان ابرزها غداء بيت الدين “العائلي” الذي جمع عائلتي الرئيس عون وجنبلاط وحضور الوزير جبران باسيل، تضاف اليها مواقف جنبلاط الاخيرة الشاجبة للاعتداء الاسرائيلي على معقل الحزب في الضاحية.

ولعل ما سرّع في إنضاج طبخة المصالحة الرغبة المشتركة من قبل طرفيها بالتهدئة وعدم اسر البلد بالمناكفات السياسية التي لا طائل منها بل “ترييحه” بالمصالحات وهو ما تؤكده مصادر حزب الله لـ”المركزية”، مشيرةً الى “ان الهدف الاساسي للمصالحة “تطمين” جنبلاط بان لا احد يريد عزله او إقصاءه من المعادلة السياسية وفق معادلة ان لكل فريق حجمه الشعبي والتمثيلي”.

وفي حين اثنت على دور الرئيس بري في ترتيب المصالحة، اشارت الى “انها ضمن شروط ومعايير معيّنة ابرزها “الخطوط الحمراء” التي تجاوزها جنبلاط من خلال إساءته الينا( تصريحه عن مزارع شبعا) ولحلفائنا”.

ومع اتمام المصالحة بتجاوز حزب الله التصريح “السيّئ” لجنبلاط عن مزارع شبعا كما تؤكد مصادره، تتعزّز اجواء التهدئة والتوافق في وقت تحتاج الساحة الداخلية لشدّ اواصر التفاهم بين مختلف القوى السياسية لمواجهة التهديدات الاسرائيلية شبه اليومية للبنان.

وتشير مصادر الحزب الى “ان ترتيب البيت الداخلي امر ضروري في هذه المرحلة، لاننا مؤمنون بأهمية استقرار البلد الذي نعتبره المظلة لتحرّكنا وهو ما يشدد عليه الامين العام السيد حسن نصرالله في اطلالاته”.

الاشتراكي: من جهته، اكد عضو “اللقاء الديموقراطي” النائب بلال عبد الله لـ”المركزية” “ان لقاء الاشتراكي وحزب الله، هو استكمال للاجتماع الاول الذي عقد سابقا عند الرئيس بري والذي تأخر بسبب الظروف التي حصلت في قبرشمون-البساتين”.

وكانت جريدة “الانباء الالكترونية” التابعة للحزب التقدمّي اشارت الى ان في إطار مساعي الرئيس بري الدائمة لتدوير الزوايا بين القوى السياسية وإبقاء قنوات التواصل مفتوحة بين الجميع، تلتقي قيادتا الحزب التقدمي الاشتراكي وحزب الله، السبت، في عين التينة، في سياق التأكيد على سياسة الانفتاح التي لطالما انتهجها “التقدمي” مع كل الفرقاء”. واوضحت “ان العلاقة بين “التقدمي” وحزب الله رغم التباينات الكبيرة في المواقف لا سيما في الملفات الاقليمية، الا ان الفريقين سبق واتفقا على تنظيم الخلاف بينهما لا بل التعاون والتنسيق الى حد كبير في الملفات اللبنانية الداخلية، وهذا ما التزم به “التقدمي” إنطلاقاً من إقتناعه بالحوار السياسي ورفضه لسياسة القطيعة مع اي طرف”.

ويشارك في اللقاء عن الحزب “التقدمي الاشتراكي” وزير الصناعة وائل ابو فاعور والوزير السابق غازي العريضي، وعن الحزب المعاون السياسي للأمين العام لحزب الله حسين الخليل، ورئيس وحدة الارتباط والتنسيق في الحزب وفيق صفا.