IMLebanon

تسعير الأقساط بالدولار: السلطة تغطي الجامعات

من مقر المفكرة القانونية، ردّت شبكة مدى الطلابية، التي تضم الأندية اليسارية والعلمانية في الجامعات الخاصة، على «استخفاف» الإدارات بعقول الطلاب بالإصرار على التقليل من شأن معركة «تسعير» الأقساط بالدولار الأميركي والقول مجدداً إنها تقبض القسط بأي عملة يريدها الطلاب. وبدا لافتاً التأكيد أنّ سياق القرار لا ينفصل عن توجه السلطة السياسية لخفض ميزانية الجامعة اللبنانية والسكوت عن تجاوزات الجامعات الخاصة.

وبحسب داني رشيد، الطالب في الجامعة الأميركية، يفسح القرار المجال أمام أي مؤسسة لديها نفوذ أن تتصرف كما يحلو لها بغطاء من هذه السلطة، كي تحمي نفسها من خطر أي انهيار مالي وتلقي بثقله على الناس». ليس مقبولاً، كما قال، أن «يحدث ذلك في جامعتنا على مرأى من وزارة التربية التي لا تحرّك ساكناً ولا تتدخل للوقوف على مخاوفنا». وأكد أننا «مصرّون على تحركاتنا مع جاهزيتنا للتعاون مع الإدارة ومجلس الطلاب للوصول إلى حل إيجابي، ولكن ليس على حساب مصلحة الطلاب.

وردّ رشيد على ما سمّاه ادعاءات الجامعة لتبرير القرار إن لجهة أن المشكلة في عملة القسط وليس في عملة الدفع، وعدم وجود أي علاقة بين التطبيق المتعلق بالقبول في الجامعات والذي انضمت إليه الجامعة أخيراً وبين عملة الأقساط، مشدداً على أن سبب التغيير، ببساطة، هو تسجيل أسوأ الأرقام على مستوى المؤشرات الاقتصادية. وجدد المطالبة بتسعير القسط بالليرة اللبنانية، باعتباره إجراءً يزيد الثقة بالعملة الوطنية وليس العكس.

أما آية أبو صالح، الطالبة في جامعة القديس يوسف، فرأت أنّ الأزمة تذكّر بأن «جيلنا يضطر في كل يوم إلى أن يدفع ثمن فشل الاقتصاد والسياسات الاجتماعية، وخطورة سياسات الدولة التي تعطي الحرية المطلقة للمؤسسات الخاصة بزيادة أرباحها على حساب الفئات الضعيفة». ولفتت إلى أن الطلاب يواجهون خيارين لا ثالث لهما، إما القدرة على دفع القسط في جامعة رسمية مهمشة، وإما الذهاب إلى جامعات خاصة تزيد أقساطها وتشجع القروض وتفتح فرصاً أكبر للهجرة.

وإذا كانت جامعة سيدة اللويزة لم «تسعّر» قسطها بالدولار الأميركي، إلاّ أنها فاجأت الطلاب بزيادة على الأقساط بحجة غلاء المعيشة، وهو ما دفع الطالب في الجامعة جورج غابريال إلى القول إن الدولة تطبّق غلاء المعيشة لمصلحة الشركات الخاصة وليس لمصلحة المواطن اللبناني.

طلاب الجامعة اللبنانية حضروا من باب التضامن مع طلاب الجامعات الخاصة المتضررين، وعلى قاعدة أن «تلقّي الصدمات كجسم طلاب موحد هو السبيل لاستعادة الدور التاريخي للطالب»، كما قال جواد حمية، عضو نادي الصالون الثقافي في الجامعة اللبنانية المنضوي إلى إطار شبكة مدى الشبابية. وأشار حمية إلى أنّ قرار الجامعة الأميركية تسعير الأقساط بالدولار «لا ينسجم مع رؤيتنا للجامعات كبيئة حاضنة لهذا الدور». بحسب حمية، تتقاطع أزمة الأقساط في الجامعات الخاصة مع الإجراءات المجحفة بحق ميزانية الجامعة اللبنانية التي تزامنت مع طرح موازنة العام 2019؛ فالسلطة جعلت الجامعة اللبنانية الخيار الأخير للطالب، ودفعته نحو الجامعات الخاصة التي استفادت من هذا الواقع، وبدأت تتلاعب بالأقساط بما يضرب مصالح الطلاب.