IMLebanon

هايتايان لـIMLebanon: هذه أفق “الترسيم” و”شطارة” لبنان بعدم ربط الملفات (يورغو البيطار)

مع استعداد لبنان لاطلاق عملية بدء الحفر في البلوك النفطي رقم 4 المقابل لشاطئ جبيل – البترون، قبل بدء مسار استكشاف البلوك 9 في الجنوب وفض عروض مقدمة لدورة التراخيص الثانية التي تضم فتح البلوكات الحدودية، تتواصل المساعي الدولية لحل المشكلة الحدودية بين لبنان وإسرائيل خصوصًا في البحر. وفي هذا الاطار، انشغلت الاوساط السياسية بمتابعة زيارة المبعوث الأميركي، مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى، ديفيد شينكر، والمكلف بمتابعة مفاوضات ترسيم الحدود بين لبنان واسرائيل، الى بيروت. وفي وقت افادت معلومات ان شينكر طرح مسألة ضرورة انجاز عملية الترسيم خلال 6 اشهر، ذكرت معطيات اخرى ان زيارة شينكر استطلاعية فقط، لكن الابرز ما اعلنه رئيس الجمهورية ميشال عون عن امل لبنان “في استئناف الولايات المتحدة وساطتها للتوصل إلى ترسيم الحدود، من حيث توقفت مع السفير ديفيد ساترفيلد”. فما هي أفق هذا الملف وهل يؤثر بأي شكل على المسار الاستكشافي المتواصل في مناطق أخرى؟

توضح الخبيرة في مجال حوكمة النفط والغاز في الشرق الاوسط وشمال افريقيا لوري هايتايان في حديث لـIMLebanon ان زيارة شينكر تحيط بها ظروف مختلفة عن تلك التي رافقت زيارات خلفه دافيد ساترفيلد الاخيرة، فالوضع في المنطقة كان مختلفًا تمامًا عن الوضع اليوم، اذ ثمة حديث عن تغيير قواعد الاشتباك بين “حزب الله” وإسرائيل وسط حديث عن إلغاء خطوط حمر واشتداد العقوبات الاميركية التي لم تعد تطاول فقط الحزب او شخصيات قريبة منه انما وصلت ايضا الى القطاع مصرفي وهنا التغيير الاول.

وتتوقف هايتايان عند الموقف الذي اعلنه رئيس الجمهورية بعد لقائه شينكر، اذ انه بذلك يؤكد الا رجوع الى الوراء في هذا الملف حيث ان “لبنان ما زال يعتبر ان الورقة التي قدمها صالحة ولا يريد البدء من الصفر في هذا المجال”، مشيرةً كذلك الى ان الملف ان رئيس المجلس النيابي نبيه بري لم يتحدث عن هذا الموضوع بعد لقائه شينكر على الرغم انه كان من يتولى هذا الملف حسب ما ذكرت المعلومات. فبري تحدث عن قيام لبنان بواجباته تجاه الاجراءات المطلوبة ماليًا خصوصًا في ملف المصارف ما يعني انه شدد على ملف العقوبات اولًا.

وعمّا يجب ان يركز عليه لبنان في هذا الملف في الفترة المقبلة، تشدد هايتايان على ضرورة ان يحافظ اللبنانيون على موقف يقضي بعدم ربط ملف ترسيم الحدود بالملفات الاخرى العالقة خصوصًا وان الكثير منها ملفات اقليمية مرتبطة بدور “حزب الله” لا قدرة فعلية للبنان على حلها، لذلك فمن مصلحة لبنان الدفع نحو فك الارتباط بين هذه الملفات عن بعضها وفصل ملف الترسيم عنها، مضيفةً: “شطارتنا تكمن بفك الارتباط كي لا يتحول الملف الى موضوع للمساومة”.

من جهة اخرى، تعتبر هايتايان ان ملف الترسيم لن يعود الى زخمه قبل انتهاء الانتخابات الاسرائيلية وتشكيل حكومة، خصوصًا وأن التوجهات والسيناريوهات المحتملة متعددة خصوصًا في ظل ما يجري من احداث خطرة قبيل الانتخابات يمكن ان تؤثرع لى مصير بنيامين نتنياهو، مذكرة ان الترسيم كان على نار حامية ثم خفت بعد فشل نتنياهو بتشكيل حكومته بعد الانتخابات والآن طبعًا لن يفاوض في ظل حملة انتخابية حامية في اسرائيل.

كما تدعو الى التمييز بين مرحلة ما قبل المفاوضات، اي المرحلة الحالية، والتي تشهد وضع المعايير التي سيدخل لبنان على اساسها الى المفاوضات، وبين المحادثات الفعلية في وقت لاحق والتي تحتاج الى آلياتها الخاصة لناحية الوفد والطرح وغيرها، وهذا كله يحتاج الى جهوزية كاملة فالحل النهائي لا زال بعيدًا.

وعن امكانية تأخر الحفر النفطي في ظل توقف مسار الترسيم، تؤكد هايتايان ان “القطاع ماشي بغض النظر عن ترسيم الحدود، لكنها تلفت الى ان لبنان يتأخر بـ4 سنوات عن بقية دول المنطقة بسبب الخلافات السياسية التي كانت سائدة. وتشدد على ان القطاع بطيء لكن يجب عدم ابطاء الامور أكثر، آملة ان يحصل لنان على بئر يمكن استخراج النفط منه في البلوك 4 وهذا سيكون ايجابيًا حتمًا.

يورغو البيطار