IMLebanon

لبنان بقيادة خامنئي

كتب طوني أبي نجم في “نداء الوطن”:

أعلنها الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله في خطاب العاشر من محرّم، وبما لا يقبل أي شك، أن لبنان بات تحت إمرة المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية السيد علي خامنئي. قالها حرفياً: “نحنا هنا من لبنان نقول للعالم كله إن إمامنا وقائدنا وسيدنا وعزيزنا وحسيننا في هذا الزمان هو سماحة آية الله العظمى الإمام السيد علي الحسيني الخامنئي دام ظله”!

الأمر محسوم. لبنان غير موجود بالنسبة إلى نصرالله، لا كدولة ولا مؤسسات ولا مواقع دستورية بدءاً برئاسة الجمهورية حيث رئيس الجمهورية هو بحسب الدستور القائد الأعلى للقوات المسلحة. القائد الوحيد وصاحب الإمرة الوحيد بالنسبة إلى نصرالله هو خامنئي ولبنان ساحة تابعة للمرشد الأعلى ليس أكثر.

لم يعد من حاجة للشكليات. لا ضرورة لموقف رسمي لبناني من هنا، أو بيان للمجلس الأعلى للدفاع، ولا حتى لموقف من الحكومة اللبنانية التي ستتصرّف كالنعامة حكماً. الموقف يتخذه السيد نصرالله بناء على أوامر السيد خامنئي: “نرفض أي مشروع حرب على الجمهورية الإسلامية في إيران، لأن هذه الحرب ستشعل المنطقة وتدمّر دولاً وشعوباً ولأنها ستكون حرباً على كل محور المقاومة وتهدف إلى إسقاط آخر الآمال المعقودة لاستعادة فلسطين والمقدسات!”.

هكذا يبدو وكأن لبنان بات “غزّة ثانية” نتيجة مفاعيل “انقلاب ناعم” بدأ مع التسوية الرئاسية وأنتج وضع يد إيرانية بالكامل على لبنان عبر “حزب الله”. لن ينفع أن يقول رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري أنه يختلف مع “حزب الله” حول قرار الحرب والسلم وإمكان إشعال البلد، طالما أنه يوقّع له “شيكاً على بياض” في المجلس الأعلى للدفاع. ولن يستطيع أحد أن يقنع اللبنانيين حول من يحكم لبنان طالما أن الكلمة الفصل في السياسة الخارجية أصدرها نصرالله بالإعلان عن انضمام لبنان إلى محور إيران، وأيضاً الكلمة الفصل في السياسة الدفاعية حيث أعلن الانخراط إلى جانب إيران في مواجهة أي حرب تستهدفها. ووصل الأمر بنصرالله إلى اقتحام السياسة الاقتصادية والمالية من خلال دعوة الدولة اللبنانية إلى التصدي للعقوبات الأميركية، ومن خلال رفعه شعار “استعادة الأموال المنهوبة” الذي يحاول الأمين العام لـ”حزب الله” التهويل على بعض رؤوس الأموال في محاولة ابتزاز واضحة لتأمين حصة مالية تعوّض عليه نتائج العقوبات!

في 25 أيار 2013 وجّه السيد نصرالله دعوة إلى أهل طرابلس بالقول: “من أراد ان ينصر المعارضة فليذهب ليقاتل في سوريا ومن يريد ان ينصر النظام فليذهب الى سوريا لكن دعوا طرابلس لأهلها”. فليسمح لنا نصرالله بأن نوجه له دعوة مماثلة في 12 أيلول 2019: “من أراد أن ينصر إيران فليذهب إلى إيران ويقاتل من إيران ومن أراد أن ينصر أميركا فليذهب إلى أميركا… لكن دع لبنان للبنانيين لأننا شبعنا حروباً باسم إيران وخامنئي الذي لم ولن نقبل يوماً بأن يكون قائدنا!”