IMLebanon

جسور “قوّاتية” – روسية… و”الإشتراكي” يشكر “الرفيق بوتين”

كتب ألان سركيس في صحيفة “نداء الوطن”:

تتّجه روسيا إلى أن تكون مقصداً لرجال السياسة نظراً إلى الدور الذي تنفرد به في سوريا والمنطقة. ومعروف أن هناك قوى أساسية وفاعلة لها علاقات تاريخيّة مع موسكو، وقد تعزّزت هذه العلاقات في السنوات الماضية. ومع استمرار الحرب السورية المندلعة، يبقى الدور الروسي أساسياً ويتفوّق على بقية الدول.

أما من الطرف اللبناني، فقد كانت مواقف روسيا طوال الفترة الماضية معتدلة، وهي وإن كان يربطها تحالف قديم مع النظام السوري منذ أيام الحرب الباردة والصراع بين المعسكرين الشرقي والغربي، فإنها في محطات عدّة وقفت إلى جانب لبنان خصوصاً في مرحلة ما بعد 2005، حيث كانت من الدول الكبرى الداعمة لقيام المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، كما إنها صوّتت على القرار 1701 في آب 2006 والذي أنهى حرب تموز، وتطالب دائماً بحماية أمن لبنان واستقراره.

وإذا كانت كل القوى اللبنانية تزور موسكو، فقد برزت زيارة رئيس “اللقاء الديموقراطي” النائب تيمور جنبلاط ولقاؤه المبعوث الخاص للرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى الشرق الأوسط وأفريقيا، نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف، بحيث دارت محادثات تناولت الوضع اللبناني والوضع في المنطقة.

وبحسب المعلومات المتوافرة عن الزيارة لـ “نداء الوطن” فإنّ زيارة تيمور جنبلاط أتت تأكيداً للعلاقات التاريخية التي تربط المختارة و”الرفاق” في موسكو والتي تأسست منذ أيام المعلّم كمال جنبلاط، وعلى الرغم من مراحل التوتر بينهما بسبب مواقف رئيس الحزب “التقدّمي الإشتراكي” وليد جنبلاط و”التويتات” المنتقدة لتدخّل روسيا في سوريا وإنقاذها نظام الرئيس السوري بشار الأسد، عادت العلاقة واصطلحت مع زيارة وليد جنبلاط الروسيّة منذ سنتين ولقائه وزير الخارجيّة الروسي سيرغي لافروف.

ويحرص تيمور جنبلاط على مواصلة العلاقات التاريخية مع موسكو وتوطيدها إستناداً إلى دور روسيا الأساسي في المنطقة وفي سوريا تحديداً وتدخّلها في ملفات مهمّة وخصوصاً وساطتها أثناء خطف دروز السويداء حيث كانت المساهم الأكبر في إطلاق سراحهم.

ومن جهة أخرى، تأتي زيارة تيمور جنبلاط والوفد المرافق الذي ضمّ وزير الصناعة وائل أبو فاعور وحليم أبو فخر الدين لشكر موسكو على الدور الذي لعبته أثناء أحداث الجبل الأخيرة، حيث كان الموقف الروسي واضحاً في عدم السماح لأحداث قبرشمون بالتأثير على أمن لبنان واستقراره، ومن جهة أخرى رفض الهجوم على جنبلاط ومحاصرته ومحاولة إلغائه، وقد ساهمت موسكو بفكّ الحصار عن جنبلاط خصوصاً وأن فريق العهد و”حزب الله” كانا يريدان النيل منه، فأتى التدخّل الروسي حاسماً في هذا الموضوع.

وباتت زيارات “الإشتراكي” إلى روسيا تُعتبر عاديّة ودوريّة، لكن الجديد هو دخول “القوات اللبنانية”، التي تواجه بدورها محاولات العزل والإنقضاض عليها، على خطّ الرحلات إلى موسكو.

وفي السياق، برزت زيارة نائبي “القوات” زياد الحوّاط وفادي سعد إلى روسيا، بالتزامن مع زيارة تيمور جنبلاط. ويرى البعض أن هناك رابطاً بين الزيارتين خصوصاً تزامنهما في الوقت نفسه، في حين أن زيارة الحوّاط وسعد أتت تلبيةً لدعوة من وفد برلماني روسي زار لبنان منذ أشهر ولا علاقة لها بزيارة جنبلاط، وقد زار الحوّاط وسعد السفارة اللبنانية في روسيا وأقام السفير شوقي بونصّار مأدبة غداء على شرفهما.

وعلمت “نداء الوطن” أنّ “الحوّاط وسعد هما من افتتحا العلاقة مع روسيا عبر برلمانيين روس، وتهدف الزيارة إلى ترسيخ هذه العلاقات، وقد تناولت اللقاءات مواضيع عدّة أبرزها الحرب السوريّة وتأثيرها على لبنان، أزمة النزوح السوري والدور الروسي في حلّها، والعلاقة القواتيّة – الروسيّة.

وفي المعلومات أيضاً أن “القوات” تسعى إلى تطوير علاقاتها مع موسكو، وهناك مهمّة كبرى تنتظر الحوّاط وسعد على هذا الصعيد، كذلك فإن الطرف الروسي يُبدي رغبة أيضاً في هذا المجال خصوصاً وأن “القوات” طرف فاعل وأساسي في اللعبة السياسية اللبنانية.

ويبدو أن الزيارات القواتيّة إلى موسكو ستتكرّر، وستتم متابعة العلاقات مع السفير الروسي في لبنان ألكسندر زاسبكين ومع المسؤولين الروس، علماً أن “القوات” تحاول توسيع مروحة علاقاتها الخارجيّة، وسط نفي أن يكون هذا الأمر له علاقة بمحاولة عزلها.