IMLebanon

مبايعة للحريري في “الأوسط”

كتب أسامة القادري في “نداء الوطن”:

في خطوة هي الأولى من نوعها منذ تأسيس “تيار المستقبل” أطلق الأمين العام “للتيار” أحمد الحريري حملة الانتساب تحت عنوان “آفاق المستقبل.. سياسياً وتنظيمياً”، وللمرة الأولى من دون أن يشن هجومه المعهود على “حزب الله” وقوى 8 آذار، في سابقة ربما ترسم لـ”تيار المستقبل” خريطته السياسية، وانتقاله إلى اعتماد السياسة الوسطية.

الاحتفال أقيم بدعوة من منسقية البقاع الأوسط، وهيئة بلدة سعدنايل، في محطة القطار في البلدة، وشكل إعلان “المبايعة”. استهلها رئيس بلدية سعدنايل حسين الشوباصي، والذي قال إن “كل سعدنايل معك وتبايعك، إن واجهت الصخر طحنوه وإن خضت البحر خاضوه”، كما أطلق المنسق العام “للتيار” في البقاع الأوسط سعيد ياسين، دعوة مبايعة قائلاً “إني أبايع دولة الرئيس سعد الحريري البيعة المطلقة، أخوض الحرب إن خاضها، وأجنح للسلم إذا جنح، فمن يبايعه منكم على مثل هذا، فلينتسب لـ”تيار المستقبل”، ليحدد ياسين في كلمته أن الاحتفال هو “إعلان مرحلة جديدة من واقع “التيار”، وإعلان للإنتساب إليه خلافاً للذي كان سائداً، مما يعطي انطباعاً أن “التيار” ذاهب الى هيكلة وضعه بآلية حزبية تنظيمية لا بآلية تيار”، لتأتي كلمة الحريري، التي حدد فيها آفاق “التيار” بأبعاد ثلاث اجتماعية وتنظيمية وسياسية، وتحدث عن البعد الاجتماعي أن “لبنان ليس المرة الأولى التي يواجه فيها أزمات اقتصادية واجتماعية، ولأن “التيار” جزء لا يتجزأ من المجتمع اللبناني يشعر بأوجاع اللبنانيين وبالأزمات في كل القطاعات المباشرة للمواطن”.

وفند البعد التنظيمي والمقصود منه، فقال على مستوى هيكلة “التيار” ومأسسته، “لأن عنده من الأهمية ما يجبرنا على المراجعة الشاملة في كل مرحلة، لنرى أين اخطأنا وأين أصبنا لنبحث عن الاسباب للمعالجة”، واعترف الحريري بالأخطاء اذ قال: “اخطاء محصورة وأخطاء شاملة، المهم أن نتعلم”.

وعن البعد السياسي أسهب الحريري في الحديث عن هوية “التيار” السياسية المرتكزة على ان الرئيس الحريري لم يكن صدامياً، وبقي دائماً في الوسط وقال: “تيار المستقبل دايماً بالوسط، وبالسياسة من حماية اتفاق الطائف والضامن لوحدة اللبنانيين بعدما طوينا صفحة الحرب الأهلية”. كما أعلن أن الرئيس سعد الحريري سيزور البقاع أواخر الشهر المقبل لوضع حجر أساس لأكبر محطة تكرير في لبنان. وأشارت مصادر مستقبلية إلى أن “زيارة الأمين العام للبقاع الأوسط لم تأت من الفراغ، إنما كانت جولة ميدانية وتنظيمية بامتياز، لوضع آلية وهيكلية في البقاع الأوسط، تنطلق من التعبئة السياسية وإلتزام قضايا الناس”، مضيفة: “نحن تيار ولسنا حزباً، قدمنا نقداً ذاتياً ومراجعة اعترف فيها الرئيس الحريري، وأكدها أحمد الحريري في كلمته، تدل على أن “التيار” متجه لبناء هيكليته الحزبية والتنظيمية بصيغة متجددة، ترتكز على التوعوية والاستنهاض السياسي لا العاطفة”، وأشار إلى أن عدم تطرق الحريري في كلمته لـ”حزب الله” و”قوى 8 آذار”، “ناجم من أن الجولة هدفها تنظيمي بحت، لا إستنهاض العواطف”، ما يعطي دلالة أن “الأزرق” مقبل على لعب دور تقاربي على “مسافة واحدة من الجميع”، يضيف المصدر أن “المستقبل” تخطى كل التجاذبات السياسية والمناطقية.

وأشار قيادي بقاعي أن المقاربة في الأوسط مختلفة عن أي منطقة أخرى، بإعتباره “في الأوسط لا يوجد خصم سياسي في الشارع السني”، إنما يرتكز عمل المنسقية وشخصية المنسق، وكيفية تقاربه ولعبه الدور للربط بين الخدمات والتأهيل التنظيمي، وقال “يبدو أن المرحلة المقبلة ستكون مختلفة كلياً لأن العمل فيها وضع هذه المرة على السكة الصحيحة”.

وخلال اتصال مع “نداء الوطن”، لفت منسق البقاع الأوسط سعيد ياسين إلى “أن عجلة “التيار” في البقاع الأوسط أطلقت وحملة الانتساب “للتيار” لم تعد تتوقف، فبعد المراجعة التي قدمها الرئيس نحن اليوم أمام ورشة تنظيمية كبيرة، الكل يجب أن يشمّر عن زنوده ليعمل”، وقال: “المنسقية علاقتها مع جميع القوى ممتازة باستثناء “التيار الوطني الحر” الذي لم يبد أي تجاوب وتقارب، سوى أن النائب سليم عون في كل مرة ينبري ليشن هجومه على من أوصلوه إلى الندوة البرلمانية ولا يستهدف في كلامه إلا “التيار”. وأكد أن “الرئيس الحريري سيزور البقاع خلال الشهر المقبل إيفاءً منه بوعده للبقاعيين بتنظيف الليطاني”.