IMLebanon

إهتمام الفاتيكان بلبنان يتزايد

يتابع البابا فرنسيس بقلق شديد المصير المأساوي للسكان المدنيين ولاسيما الأطفال ضحايا القتال في منطقة الشرق الأوسط. ويقول: “لا يمكن تجاهل المناطق التي لا تتمتع بالاستقرار بعد في سوريا، حيث يظل خطر الأزمات الإنسانية أكثر حدة”.

وذكر رئيس الأساقفة برنارديتو أوزا برسالة البابا فرنسيس إلى الرئيس السوري بشار الأسد والتي أعرب فيها عن قلقه الكبير إزاء الوضع الإنساني في سوريا وخاصة إزاء الظروف المأساوية التي يواجهها سكان إدلب. ويذكر رئيس الأساقفة أيضا بتجديد البابا فرنسيس النداء “من أجل حماية هؤلاء المواطنين وإلى احترام القانون الإنساني الدولي”. وأشار الى الأمر الآخر المثير للقلق ألا وهو “الوضع الإنساني في اليمن والمتزايد سوءا ، خصوصا افتقاد أكثر الأشخاص عوزا إلى الطعام والرعاية الطبية”.

وقال أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان بييترو بارولين في حديث الى موقع “فاتيكان نيوز” ردا على سؤال حول هدف البابا فرنسيس من هذه المبادرة الجديدة: “الحرب للأسف مستمرة ولم تتوقف ويستمر الدمار، وقد دمرت في تلك المنطقة بنى صحية عديدة فيما أجبرت بنى كثيرة غيرها على إيقاف نشاطها بشكل كامل أو جزئي”.

وأضاف: “إن الكرسي الرسولي قد أصر دائما على ضرورة البحث عن حل سياسي قابل للتنفيذ من أجل وضع حد للنزاع يتخطى مصالح الأطراف. وهذا الامر يتم بواسطة أدوات الدبلوماسية والحوار والمفاوضات بمساعدة الجماعة الدولية”.

وأشار في كلمته إلى حديث سابق لمنسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف عن المخاطر أمام عملية السلام. ثم انتقل الحديث إلى “مواصلة المجتمع الدولي العمل من خلال الهبات السخية عبر وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى “أونروا” على توفير التعليم والرعاية الصحية وغيرها من الخدمات الأساسية للاجئين الفلسطينيين”.
ولفت المراقب الدائم في هذا السياق إلى مشاكل مثل “البطالة المرتفعة ومحدودية الآفاق بالنسبة للأجيال الشابة، إلى جانب الحاجة المتزايدة إلى الغذاء والمياه”.

أما بالنسبة للبنان فلا يمر يوم دون أن تبرز أخباره في وسائل الإعلام الفاتيكانية. ويعتبر الكرسي الرسولي أن لبنان “هو الرسالة وهو جسر الحضارات”.

وفي حديث الى “الوكالة الوطنية للإعلام” قال الكاتب والصحافي سعد كيوان: “تربط الفاتيكان بلبنان علاقة تاريخية تعود الى نظرة الكرسي الرسولي الى بلد الأرز باعتباره يحتضن الكنيسة المارونية اكبر وأهم الكنائس الكاثوليكية في الشرق، ولأنه يجسد تجربة مميزة في العيش المشترك ومكانا للتفاعل والحوار بين مختلف الأديان والطوائف”.

وأضاف: “وقد أعطى لبنان اهتماما وأهمية خاصة للعلاقة مع الفاتيكان بأن كان يرسل اهم الشخصيات كسفراء لتمثيله لدى قداسة البابا، ومنهم من اصبح فيما بعد رئيسا للجمهورية. كما ان السفير البابوي هو منذ عقود عميد السلك الدبلوماسي في لبنان. والعلاقة لها في الأساس مستويين الأول مع الدولة اللبنانية والثاني مع بكركي اي البطريركية المارونية، ففي ما يخص الدولة فقد وقف الفاتيكان دوما الى جانب سيادة واستقلال لبنان ولم يتدخل في شؤونه الداخلية ، ويقوم بما له من تأثير في المحافل الدولية للحفاظ على جوهر الصيغة والتجربة التي قال عنها الراحل البابا يوحنا بولس الثاني عندما زاره عام 1997 ان “لبنان ليس مجرد بلد انه رسالة”.

وتابع كيوان: “الكرسي الرسولي لا يتوان عن التعبير عن امتعاضه عند الضرورة وبطرقه الخاصة وهذا حصل اكثر من مرة وبالأخص في السنوات الأخيرة. اما في ما يتعلق بالكنيسة المارونية فهو صاحب سلطة ودور كونه المرجع الديني لها. والعلاقة يحكمها عاملان: روحي كنسي والآخر وطني له علاقة بالخيارات. والعاملان في هذه الفترة ليسا على ما يرام مع نهج البابا فرنسيس الإصلاحي الذي لم تسلكه بعد الكنيسة المارونية كما يجب لا على الصعيد الكنسي ولا على الصعيد الاجتماعي. كما ان الفاتيكان أبدى في اكثر من مناسبة تأكيده على التعايش وضرورة انخراط مسيحيي الشرق في مجتمعهم وبيئتهم وعدم حاجتهم الى اي حماية من احد. كما وأكد بالمقابل معارضته لاي “حلف للأقليات الدينية ولأي اصطفافات للكنائس الشرقية في المنطقة”.