IMLebanon

“مستقبليّو” الغربي لمراد: وزير بلا مشاريع لا نفع من زيارته!

كتب أسامة القادري في صحيفة “نداء الوطن”:

لم يسعْ “تيار المستقبل” في البقاع الغربي الوقوف متفرجاً على تحرك وزير الدولة لشؤون التجارة الخارجية حسن مراد نجل النائب عبد الرحيم مراد أحد أبرز أخصام “المستقبل” السياسيين في الشارع السني، لينبري الوزير السابق محمد رحال أحد قياديي “المستقبل” في البقاع الغربي، إلى أن يكون رأس حربة في وجه مراد الابن، حيث أن الأخير لم يكتف بدعوة زملائه الوزراء، كل في وقت مختلف (لبنان القوي، حركة أمل، حزب الله)، وآخرها حضور وزيرة الدولة لشؤون المرأة فيوليت الصفدي المحسوبة على الرئيس سعد الحريري، إلى دارة والده في شتورا، ما أشعل المستقبليين والتساؤلات عن قبولها الدعوة، حتى بلغ عدد الوزراء 14 وزيراً بحضور مواطنين بقاعيين من الغربي والأوسط واختصاصيين كل حسب حقيبة الوزير، لأن بحسب ما قاله مراد في لقاءاته مع المواطنين أن خطوته هذه تأتي من قناعة “أنه يعمل على مبدأ أن يأتي بالوزير إلى المواطنين لا أن يأخذ المواطنين إليه”، كما أنه لا يخفي أن نشاطه هذا هو لتحفيز القوى الموجودة المنافسة على العمل، غامزاً من قناة عدم قدرة “المستقبل” على مجاراته في النشاطات والتقديمات، ودعوات الوزراء والمواطنين.

رحّال يواجه

في المقابل واجه تحرك مراد “الإبن”، دعوة وزير البيئة السابق محمد رحال لوزير الاتصالات محمد شقير إلى البقاع، ولقاء قيادات وفاعليات بقاعية الأسبوع الفائت واعداً بافتتاح العديد من المشاريع خلال الأسابيع القليلة المقبلة، إضافة إلى اختتام جولة شقير برعايته حفل تخرج لطلاب الشهادات الرسمية في مركز المحافظة في جب جنين، والتي فتح فيها رحال النار على مراد من دون أن يسميه، متهماً إياه بأنه “يتاجر بأصوات ناخبيه، ويمنن الأهالي والطلاب بخدمات مؤسساته التعليمية”، مما حدا برحال لأن يعلن عن منح تعليمية في بعض الجامعات الخاصة تصل إلى 100% للمتفوقين ولذوي الاحتياجات الخاصة. وأشارت مصادر مقربة من رحال أن تحركه لن يكون شكلياً وإعلامياً، إنما ميدانياً على الأرض ومدروساً “ما لم يأت الوزير بمشاريع لا نفع من زيارته”، وكشف المصدر أن وزيرة الداخلية ريا الحسن ستلبي خلال الأيام المقبلة دعوة رحال لافتتاح بعض المشاريع التي لم يفصح عنها.

ويؤكد قيادي مركزي في تيار المستقبل لـ”نداء الوطن” أن “خطوة حسن مراد باستقدامه وزراء إلى مائدته لا تعالج للمواطنين شيئاً مما يعانونه، كما لم يسعف المرضى حضور وزير الصحة، ولا المزارعين حضور وزير الزراعة، ولم تأتِ لهم بالكهرباء والمياه وزيرة الطاقة، سوى إثباته أكثر فأكثر أنه يعاكس الشارع السني بتبعيته لسوريا الأسد وولائه المطلق لـ”حزب الله”، وهذا يسجل عليه وليس له” في البقاع الغربي، وتابع القيادي مبرراً عدم تأثر “الأزرق” بحركة مراد لافتاً إلى أنّ الوزيرة الصفدي المحسوبة على الرئيس الحريري “حضرت من دون أن يعترض أحد على تلبيتها الزيارة، ما يدلّ على أن “التيار” لا يرى أي تحدٍ بهذه الخطوة”.

زيارات بلا مردود خدماتي

كما لم ينفِ قيادي في البقاع أن “التيار” لم يمنع حضور العشرات من المنتسبين ورؤساء بلديات ومنسقي قرى إلى دعوات مراد، “الأمر الذي يعني أن “التيار” يمارس سياسة مد اليد من دون تحدٍ أو كيدية”، وقال: “نحن مع مصلحة الناس فإن كانت هذه الدعوات لها مردود خدماتي نحن معها”. وكشف القيادي المستقبلي أن “التيار” بصدد إعادة هيكلة وضع “التيار” التنظيمي في البقاع الغربي بعد حالة الترهل التي أصابته، وخلال أسابيع سيعلن عن إطلاق حملة الانتساب، معتبراً أنّ مراد لا يمكن أن يجاري “التيار” في الخدمات والإنماء، وأضاف موضحاً: “لدى “التيار” شخصيات تستطيع تقديم الخدمات في مؤسساتها الخاصة مثل النائب محمد القرعاوي من خلال مرفقه الصحي، عدا عن الخدمات في كافة القطاعات الأخرى حيث لا يستطيع مراد، ولا حتى في التوظيف، سوى أن يساعد بعض المواطنين الذين لديهم مشكلة مع الأمن السوري”.

ومن جهة أخرى، لفت مصدر مقرب من مراد إلى أنه لا يتعاطى بكيدية “دائماً يعلن اعتماده سياسة مد اليد ولا يريد أن يتحدى أحداً، فالتكامل ينتج للناس إنماءً وعملاً، ولكنه للأسف يواجَه من قبل الآخرين بسياسة الإلغاء والإقصاء”، ليردف: “والدليل أن الوزير مراد للمرة الثالثة يطلب لقاء الرئيس الحريري والأخير يرفض”، وختم: “برنامجنا هو دعوة جميع وزراء حكومة “إلى العمل” لزيارة المنطقة بمن فيهم وزراء المستقبل”.