IMLebanon

34 مليون قتيل خلال 3 ساعات.. حرب نووية بين أميركا وروسيا

تقرير جمال نازي في “العربية”:

قام فريق من الباحثين بتطوير محاكاة مرعبة تُظهر كيف ستندلع حرب نووية متصاعدة بين الولايات المتحدة والناتو (حلف شمال الأطلسي) من جانب، وروسيا على الجانب الآخر. وبحسب ما نشرته “ديلي ميل” البريطانية، يتنبأ نموذج المحاكاة، استنادًا إلى بيانات واقعية عن مواقف القوة النووية وأهدافها وتقديراتها السببية، بأن 34.1 مليون شخص سيقضون في غضون ساعات.

ويمكن أن يؤدي النزاع المأساوي إلى سقوط ما لا يقل عن 55.9 مليون مصاب، وهي أرقام لا تشمل الوفيات الناجمة عن الآثار النووية وغيرها من التداعيات.

في الـ180 دقيقة الأولى وحدها، سوف يتم تدمير أوروبا وسيصل عدد القتلى أو الجرحى إلى حوالي 2.6 مليون شخص.

وخلال الـ90 دقيقة التالية، ستشهد المدن الرئيسية في كل من الولايات المتحدة وروسيا انفجار ما بين 5 إلى 10 قنابل نووية لكل منها، تاركة حوالي 88.7 مليون قتيل أو جريح.

ويبدو أن العديد من الدول في نموذج المحاكاة ستفلت من كونها الهدف المباشر لسلاح نووي، مثل تلك الموجودة في نصف الكرة الجنوبي وإسكتلندا. ولكن ستكون آثار التداعيات النووية، والتأثيرات طويلة الأجل على مناخ الأرض وسكانها وإنتاج الغذاء ذات نطاق واسع.

آثار مروعة

ويأمل الفريق الذي قام بإعداد مقطع الفيديو في أن تسلط المحاكاة الضوء على النتائج المروعة والتكلفة البشرية للحرب النووية بين الكتلتين. قام بإعداد المحاكاة خبير الهندسة والشؤون الدولية أليكس غليسر من جامعة برنستون وزملاؤه، وتم إطلاق اسم “الخطة أ” على مقطع الفيديو الذي تبلغ مدته 4 دقائق.

وتم وضع المحاكاة بناءً على تقييمات مستقلة مختلفة للقدرات العسكرية الأميركية والروسية الحالية، وخطط الحرب النووية وأهداف الأسلحة المضادة.

وتضمنت المحاكاة بيانات مستفيضة حول عدد الأسلحة النووية التي يتم نشرها حاليًا، والقدرة التدميرية للقنابل النووية، والتسلسل المُحتمل أن يتم اتباعه في مثل هذه الحرب.

مراحل الحرب المحتملة

ومن المرجح أن تنتقل الحرب النووية من مرحلة أولية من الاستهداف التكتيكي إلى فترة استراتيجية تهدف إلى القضاء على القدرات النووية الهجومية لكل جانب، ثم يعقبها مرحلة استهداف المدن الرئيسية لإعاقة رد فعل العدو.

وتبدأ المحاكاة في سياق نزاع تقليدي غير نووي. ووفقا للسيناريو الخاص بالمحاكاة تطلق روسيا طلقة تحذيرية نووية من قاعدة بالقرب من كالينينغراد على البحر الأسود، بهدف وقف تقدم للولايات المتحدة والناتو. وسيقوم الناتو بالرد على التحذير النووي الروسي بضربة جوية تكتيكية واحدة، يتصاعد بعدها الصراع ويتحول إلى حرب نووية تكتيكية في جميع أنحاء أوربا.

في هذه المرحلة، تتوقع المحاكاة أن تقوم روسيا بإطلاق حوالي 300 رأس حربي نووي، تحملها مقاتلات هجومية أو صواريخ قصيرة المدى، ضد قواعد الناتو والقوات المتقدمة. وسيرد التحالف العسكري الدولي بحوالي 180 سلاحًا نوويًا تحمله المقاتلات الهجومية.

وسيقوم الناتو بتحريك أساطيل الغواصات الأميركية والأوربية النووية، حيث يشن ضربة نووية استراتيجية تستخدم حوالي 600 رأس حربي بهدف القضاء على القدرة النووية لروسيا.

وقبل أن تقع هذه الضربة، ستطلق روسيا القنابل النووية من مكمنها في صوامع الصواريخ والغواصات ومنصات الإطلاق المحمولة. ويشير نموذج المحاكاة إلى أن عدد ضحايا تلك المرحلة التي تصل مدتها إلى 45 دقيقة سيبلغ 3.4 مليون نسمة.

وفي المرحلة الأخيرة من محاكاة الحرب النووية، يستهدف الجانبان المدن الثلاثين الأكثر اكتظاظًا بالسكان والمراكز الاقتصادية، بحوالي 5 إلى 10 رؤوس نووية لكل منها في محاولة لضمان عدم نجاة الطرف الأخر من الحرب. وخلص الباحثون إلى أن مثل هذه الخطوة، ستشهد سقوط 85.3 مليون ضحية في غضون 45 دقيقة.

وتتجاوز تقديرات العدد الإجمالي للقتلى بشكل فوري في هذا السيناريو نحو 34.1 مليون شخص، وهذا لا يشمل الوفيات اللاحقة التي من شأنها أن تحدث بشكل تلقائي نتيجة للتسرب النووي والآثار الأخرى ذات الصلة على المدى الطويل.

تحذير من فناء البشرية

وقال الباحثون إن المشروع يهدف إلى تسليط الضوء على العواقب المدمرة المحتملة لخطط الحرب النووية الحالية، التي تحتفظ بها القوات العسكرية الأميركية والروسية.

وأضاف الباحثون أن “خطر الحرب النووية زاد بشكل كبير في العامين الماضيين،” مشيرين إلى أن “الولايات المتحدة وروسيا انسحبتا من معاهدات طويلة الأمد للحد من الأسلحة النووية، وبدأتا في تطوير أنواع جديدة من الأسلحة النووية مع التوسع في الظروف التي يمكن أن تستخدم فيها الأسلحة النووية”.