IMLebanon

6 بلديات في بعلبك تستعدّ للمعركة… هل تنجح حيث فشلت سابقاً؟

كتب يوسف منصور في “نداء الوطن”:

 

كثر من ثمانٍ وسبعين بلدية بين منحلّة ومستحدثة ومؤجّلة منذ انتخابات العام 2016 تستعدّ لخوض غمار الانتخابات البلدية الفرعية في السابع والعشرين من تشرين الأول بعد إقرار مجلس الوزراء تحديد موعد الإستحقاق بناءً على اقتراح وزارة الداخلية.

نجحت معظم البلديات في إتمام المرحلة الأولى من الولاية التي تمتد لست سنوات بدأت في العام 2016، حيث كرست العائلات والأحزاب عرفاً أصبح بحكم القانون تغطيه فقرة قانونية في قانون البلديات متمثلة بإعادة طرح الثقة برئيس البلدية ونائبه بعد ثلاث سنوات على الإنتخابات، وعليه تتقاسم العائلات والأحزاب الرئاسة بين مختلف شرائحها فيما وصل الأمر إلى تقاسم الرئاسة بين ثلاثة مكونات بمعدل سنتين وهو أمر بعيد كل البعد عن التنمية التي أنشئت البلديات من أجلها. وفيما تمت تلك التفاهمات وانتهت مراحل التسليم والتسلم بين العائلات والأحزاب، وقعت الخلافات والمشاكل في أكثر من 60 بلدية على مستوى لبنان نتيجة الخلاف على المرحلة الثانية من الولاية والطعن بالإتفاقات التي حصلت، نتج عنها حلّ تلك البلديات بعد تقديم استقالات وفقدان المجالس البلدية نصابها القانوني.

لم ينجح العديد من البلديات التي استمرت قائمة على تسيير أعمال الناس وتنفيذ المشاريع، في إتمام عملية التنمية المرجوة والمطلوبة منها، بل كان بعضها في كثيرٍ من الأوقات مغارة علي بابا لبعض الرؤساء والأحزاب أيضاً، لجمع أموال من مشاريع تموّلها منظمات وجهات مانحة، وفي حين أن البلديات العاجزة عن تأمين المطلوب منها كثيرةٌ في بعلبك الهرمل، وتلك التي تفوح منها رائحة السرقات معروفةٌ أيضاً، يبقى السؤال عن البلديات التي حلّت نتيجة خلافات عائلية، وفي أخرى منها خلافات طائفية من دون مراعاة مصالح الناس وحاجاتهم، فهل تنجح في هذه المرحلة في حين أبرزت فشلها في المرحلة السابقة؟

الفاكهة – الجديدة حالة خاصة

ست بلديات في بعلبك تتهيأ للشوط الثاني من الإنتخابات والحَكَم فيه هذه المرة النوايا السليمة ومصلحة المواطنين في الدرجة الأولى، لا المصالح العائلية والحزبية التي أثبتت فشلها في إدارة السلطات المحلية، وكانت سبباً في حلّ البلديات. وفيما خمسٌ منها كان الخلاف العائلي سبباً رئيسياً لحلّها، تشكل بلدية الفاكهة – الجديدة في البقاع الشمالي حالةً خاصة حيث كان الخلاف الطائفي الإسلامي المسيحي السبب الرئيسي في حلّ البلدية بقرار من مجلس شورى الدولة.

وتشكل بلدة الفاكهة – الجديدة نموذجاً من التعايش الإسلامي المسيحي المشترك الذي تقابل فيه الكنيسة المسجد، حيث درجت الأعراف فيها خلال المراحل السابقة على تقاسم أعضاء المجلس البلدي المؤلف من 18 عضواً بالمناصفة بين المسلمين والمسيحين وهو أمر لا يلحظه قانون الإنتخابات أيضاً بل هو عرف نتيجة توافق بين الأهالي الموزعين إنتخابياً بين 4000 ناخب مسلم و3200 ناخب مسيحي، وبعد صراعٍ عائلي بين مختلف مكونات كل طائفة ومعركة بين ثلاث لوائح فاز في إنتخابات أيار العام 2016 خمسة عشر عضواً مسلماً وثلاثة مسيحيين ما دفع بعض الخاسرين إلى تقديم طعن في مجلس شورى الدولة فاصدر الأخير قراراً قضى بموجبه إلغاء الإنتخابات والنتائج التي أسفرت عنها بحجة التزوير واللعب بالمحاضر، ولم تنجح كل محاولات ترميم البلدية والتوافق بين تيار “المستقبل” و”التيار الوطني الحر” حيث للأخير الغلبة على القوات اللبنانية في البلدة في إعادة العمل إلى البلدية.

يقول مطلع من بلدة الفاكهة – الجديدة لـ”نداء الوطن” إن الصراع في البلدة عائلي وطائفي ومذهبي تتصارع فيه العائلات السنية (محي الدين، سكرية) في ما بينها على الرئاسة التي لها فيها حصة ثلاث سنوات، وتتصارع أيضاً العائلات المسيحية (خوري، عون، كلاس) على الحصة الباقية، ومنها تنتقل العائلات إلى الصراع الطائفي على أساس من يتسلم الفترة الأولى من الولاية الرئاسية، وعليه كان هناك في الإنتخابات الأخيرة ثلاث لوائح متنافسة جرت فيها معركة قوية، وأجرى الناخبون عمليات تشطيب كثيرة خلال يوم الإنتخابات نتج عنه فوز خمسة عشر عضواً مسلماً وثلاثة مسيحيين، مضيفاً أن التدخل السياسي المعروف في مجلس شورى الدولة أفضى إلى حلّ البلدية، وأن دخول “التيار الوطني الحر” على خط الإنتخابات أوصل الأمور إلى هذه النتيجة، مشدداً على وجوب قبول نتائج الإنتخابات القادمة التي تتجه فيها الأمور إلى تنافس ثلاث لوائح أيضاً.

وفيما صراع الفاكهة – الجديدة طائفي، تتحضر عائلات بلدات نبحا الدمدوم، الكنيسة، حوش الرافقة، النبي عثمان، ومعربون إلى معركة عائلات كانت أفضت إلى حلّ تلك البلديات نتيجة الرجوع في الإتفاقات المعقودة منذ 2016، وينتظر اليوم أن تتبلور الصورة في هذه البلدات والمسار الذي ستتخذه لجهة خوض انتخابات ولوائح أم عقد اتفاقات جديدة ونجاح البلديات بالتزكية.