IMLebanon

“رياض شرارة”: عالمٌ في إعلاميّ..

كتبت ميراي عقيقي محفوظ في صحيفة “اللواء”:

ربعُ قرنٍ مضى على رحيله، كان أثناءها في صيف عمره (١٩٤٠-١٩٩٤). هالةٌ قوية وحضورٌ رهيب. شمسُه تَوارت عند المغيب، لكنَّ لهيبَها لا يزال يؤثر في نفوس اللبنانيين والوطن العربيّ. واحة ٌ من الفكر والادب والثقافة، سيدُ المذياع و”الارتجال المحضَّر سلفًا”، موسوعة ٌ متنقلة، مؤدّبٌ بالنِّكات، أفرح قلوبَ المشاهدين وداوى جراحَ الحياة …. “رياض شرارة”….

لبنان يتذكر “رياض شرارة” ابن بلدة مشغرة، الذي اعتبر نفسه “سيد الحفل” او “محيي برامج” وهي مهنة نادرة في العالم العربيّ، لانها تتطلب شروطًا فطرية تتعلّق بالموهبة وخفة الظلّ والثقة بالنفس.

مدرسة في الاعلام الراقي، لمع اسمه في الاذاعة، فهو اوّل من اطلق فكرة البث المباشر، وعلى الشاشة في برامج الالعاب والمسابقات مع المخرج الراحل “سيمون اسمر ” على شاشة الـ Lbci .

“شرارة” كان مستشارًا اعلاميًا للرَّحابنة (الراحلين “عاصي” و”منصور”)، صديقَ العمر ورفيقًا لاسفارهم الفنية، وقدّم برنامجيْ “سهرية” و “ساعة وغنية”.

كان مدير تحرير مجلة ” الحوادث” الى ان انشأ اول مجلة عربية بالالوان “الجوّال” وبعدها مجلة “تيليسينما”.

طالب “محيي الحفلات” بشرطةٍ للذوق العام، وظيفتها اعتقال كل مذيع او مطرب دون المستوى.. وكان يردّد دائمًا، “لن اعيشَ طويلًا .. سأنتهي كما تنتهي الزهرة…

مع السيدة فيروز نردّد : ” وحدن بيبقو متل زهر البيلسان”. بقي صوتُ “رياض شرارة” الجهوري واطلالته المشرقة في الذاكرة، وآخر ما قاله قبل رحيله: ” عندما تمطر السماء، أشعر انها تبكي عليَّ…”

رحل وترك وراءه زوجته “رينيه الدبس” واولاده هنادي، هادي، نادين، وغدي، وإرثًا اعلاميًا وثقافيًا، وضحكةً متربعة على عرشه الخالد.