IMLebanon

إقبال على “البعث” واستنفار ضد “خلايا النظام”… ماذا يجري في عكار؟

كتبت غادة حلاوي في “نداء الوطن”:

 

يشهد “حزب البعث” إقبالاً في عدد المنتسبين إليه، لا سيما من أبناء عكار وعرسال. خبر مفاجئ إلا لأبناء المنطقة ممن يعرفون ملابسات ما تشهده منطقتهم وظروفها وقد انقسمت آراء أهلها بين مؤيد لعودة الانفتاح على سوريا ومعارض لها، ما انعكس توتراً بين الأهالي.

ويلاحظ متتبعو مواقع التواصل الاجتماعي وجود أجواء مشحونة بين أبناء عكار ومنطقتها. صفحات لعكاريين تتحدث بلغة التهديد والوعيد احتجاجاً على الوضع الراهن والتحول الذي يشهده الوسط العكاري لناحية عودة الانفتاح والتواصل مع المحيط السوري.

ربما كان ابتعاد الدولة عن تلك المناطق يُشعر أهلها بالضياع، وكأنهم شعوب ومجتمعات متروكة لقدرها اجتماعياً وخدماتياً، ما يدفع المواطن إلى البحث عن لقمة عيشه حيث يتناسب ومستواه المادي فكيف والحال مع الجوار السوري الذي لا يفصلهم عنه سوى بضعة كيلومترات.

ويشهد العديد من مناطق عكار وعرسال ظاهرة جديدة تمثلت بالانتساب إلى حزب “البعث السوري” بهدف العودة إلى سوريا. ويعد “الحزب” الأكثر قدرة على استيعاب التحول ومعالجة أوضاع الراغبين بإعادة التواصل مع الوسط السوري أكثر من غيره من الأحزاب، خصوصاً في ظل تراجع حضور “حزب الله” والحزب “القومي” في المنطقة. ما يجعل هذا “الحزب” المستفيد الأول من الوضع الراهن، ليس لأسباب مرتبطة بنشاط قيادة “البعث” إنما لحضوره الذي ينتعش على الرغم من وضعه التنظيمي المنهار.

وهناك عكاريون وعراسلة أصبحوا اليوم بحاجة للعودة الى سوريا بعد اقتناعهم أن النظام السوري لم يسقط، والأوضاع الداخلية في سوريا تميل بإتجاه الإستقرار. وتشهد عكار هجمة على تقديم مئات طلبات الانتساب لحزب “البعث العربي الاشتراكي” غالبيتهم من الطائفة السنية. مشهد استوقف العديد من الفاعليات العكارية التي واكبت انتساب 250 مواطناً إلى “البعث”، تلاه انتساب 50 آخرين رفعت خلال اجتماعاتهم صور الرئيس السوري بشار الأسد والأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله، وهذا ما لم تشهده المنطقة التي لم يعد لـ”حزب الله” ومناصريه أي وجود فيها منذ بداية الحرب السورية.

وفي البقاع الشمالي زار مسؤول من حزب “البعث” عضو مجلس بلدي في عرسال الذي فاتحه بنيته في العودة إلى سوريا و”إذا كان الأمر يتطلب فأنا مستعد لتقديم طلب انتساب إلى البعث كي نسوي أوضاعنا في ما يتعلق بإمكان الذهاب إلى سوريا”. وسجل في هذا المجال عشرات المراسلات من مواطنين بعثوا بهوياتهم إلى المعنيين لمعرفة ما إذا كانت هناك مشاكل تحول دون زيارتهم سوريا، وبالفعل تمّ التحقق من هويات 249 مواطناً عكارياً تبلغوا بإمكان زيارة سوريا ساعة يشاؤون. وزار وفد منهم سوريا والتقوا المفتي السوري الشيخ أحمد بدر الدين حسون.

حراك ألهب الحماس داخل حزب “البعث” الذي يستعد لمرحلة تغيير، بحسب مصدر معني فيه، ورأى “ضرورة تبدل وضع البعث جذرياً كي يتمكن من مواكبة المرحلة المقبلة لا أن يبقى في حالة جمود وفي ظل قيادة تتلهى بصرف ميزانية الحزب”.

وأثار الإقبال على حزب “البعث” اعتراض “تيار المستقبل” وفاعليات المنطقة كالنائب السابق خالد الضاهر وبعض القيادات الإسلامية التي أبدت انزعاجها من الحراك باتجاه سوريا وبدأت تتوعد، واعتبرت ما يحصل بمثابة إعادة تنشيط “لمخابرات الأسد في عكار وهو ليس مقبولاً ويجب أن تعالج الأمور سريعاً عبر الأجهزة الامنية”.

وتوجهت صفحة أحداث عكار والشمال “إلى كل مسلم سنّي ينضم الى البعث والسوري القومي في الشمال. أنظر مرة لضميرك وحكّمه قليلاً كيف تنضم ﻷحزاب تذبح الشعب والأطفال السوريين منذ العام 2011 إلى اليوم. إذا لم يحركك الرابط الديني والعربي بينك وبين هؤلاء الأطفال ألم يحركك الرابط الإنساني؟”.

ونبّه الضاهر “من أي استفزاز للسنة في عكار من قبل مرتزقة البعث ومن إقامة أي مهرجان بذكرى التصحيح البعثي السوري”، محذراً “كل من يقف وراء هذه الحركات الفتنوية وأولها المخابرات السورية أن كل فتنة سترتد عليكم ولن نسمح ﻷذنابكم بالتمدد في أرض عكار العربية”. وطالب الأجهزة الأمنية بالتحقيق مع كل بعثي يدخل إلى سوريا ويجتمع مع ضباط أمنيين، منهم متورط بعمليات تفجير واغتيالات في لبنان وكان آخرها تفجيرات مسجدي طرابلس”. وعلّق أحدهم على الصفحة نفسها: “إجتمع عملاء بشار الأسد ليرفعوا صورته باجتماع استفزازي لمنطقة القيطع وكل عكار والبلدات السنية التي سقط من أبنائها شهداء، وتحملت عبء نصف مليون نازح سوري هاربين من نار النظام وإرهابه وحزب البعث”.

وتوجه بالرسالة “إلى أمينكم القطري الشبيح (نعمان شلق) و(عمار أحمد) وشحادة العلي ومحمد حسين مختار سابق من بيت أيوب سكان وادي الريحان. إذا لم تتوقفوا عن غر الشباب واستفزاز المناطق السنية ودماء الشهداء وأهلهم… سندعو الفروع الأمنية للتحرك ضدكم ﻷنكم تجتمعون في سوريا عند المخابرات السورية، وهذا عمل ضد القانون ﻷنكم تشكلون خلايا مع نظام الاسد”. كلام وصفته مصادر عكارية معنيّة بأنه “خطير” مستغربةً “تحريض الأجهزة الأمنية وتأليب الأهالي ضد البعث وهو حزب كان له ممثلون في البرلمان سابقاً”.