IMLebanon

أوتوستراد “المنية – طرابلس”: إهمال الدولة “مرّ من هنا”

كتب مايز عبيد في “نداء الوطن”:

 

هو الطريق الوحيد حالياً الذي يربط عكار بطرابلس والمنية أيضاً بطرابلس وكل من يتجه إلى طرابلس أو بيروت من عكار أو المنية عليه حكمًا سلوك هذا الطريق المسمّى “أوتوستراد المنية- طرابلس” أو “أوتوستراد المنية – العبودية”.
عندما بدأ العمل بالأوتوستراد كانت الغاية منه وصل طرابلس بعكار ليكون الطريق استكمالاً لأوتوستراد بيروت – الشمال. وقسم هذا الطريق المنية (منطقة تتوسط عكار وطرابلس) إلى قسمين: فوق الأوتوستراد وتحت الأوتوستراد. وكان لا بد بعدها من إعادة وصل قسمي المنية بين بعضهما البعض فكان الحل بالأنفاق والمستديرات. حيث نُفّذ نفق عند عرمان وآخر عند نزلة “بحنين – المحمرة”. وكان من المفترض أن يكون هناك نفق آخر عند الأوتوستراد الجديد الذي وصل المنية بالضنية وتحديدًا عند تقاطع أفران القصر.

وكانت الدراسات أُعدت بشكل ألا تكون هناك أي أبنية على مقربة من حرم الأوتوستراد. وكالعادة وعلى الطريقة اللبنانية، وحتى انتهت سنوات تنفيذ الأوتوستراد، كانت الناس قد بنت وشيّدت وسكنت، والمحلات التجارية قد صارت واقعاً ملموساً.

في العام 1989 أنشئ الطريق الذي يربط عكار بالمنية ودير عمار حتى طرابلس. أول تعديل أجري على الطريق المسمى أوتوستراد المنية، كان في العام 2000. بعدها جرت تعديلات عدة حيث كانت وزارة الأشغال العامة والنقل تكلّف مجلس الإنماء والإعمار بالتنفيذ، الذي بدوره يكلّف متعهداً بالأعمال. يقوم المتعهد بالتنفيذ خلافًا للمواصفات المطلوبة أو بدون التزام كامل بدفتر الشروط الموضوع. المتعهد كان يتذرّع بالأسعار الموضوعة من الدولة وتبدلها مع الوقت فلا تلبّي دفتر الشروط، حتى وصلنا اليوم إلى أوتوستراد عجيب غريب.ما هو الوضع؟

هو طريق يسمى أوتوستراد. يضيق ويتسع من مسافة إلى أخرى. لا شروط للسلامة المرورية عليه البتّة. فلا إنارة ولا إشارات تحديد السرعات المطلوبة، وهو طريق الشاحنات والسيارات والدراجات النارية وكل ما له عجلة تدبّ. أما المستديرات العشوائية فحدّث ولا حرج، ناهيك عن الفتحات والممرات والمنافذ بين المسربين التي لا يُفهم لها سبب. وإذا ما أضفنا إليها فوضى السير والتعدّيات على حرم الطريق، والحفر المنتشرة على طول هذا الطريق المسمّى زورًا أوتوستراد، فإننا نستطيع القول: إنه كارثة حقيقية والدليل كثرة الحوادث التي تحصل عليه بسبب هروب السائقين من حفرة هنا أو خندق هناك أو بسبب هذه الفتحات العشوائية وأبرزها فتحة عرمان التي لا ينقضي شهر الا وتسمع بحادث أو أكثر عليها.

ولا تهدأ مطالبات المواطنين بإصلاح وضع الأوتوستراد وإنارته. فهذا الأوتوستراد بشقه “المناوي” والذي يبدأ من نفق دير عمار وصولاً إلى نفق بحنين، ويستكمل مع طريق عكار من المحمرة نحو العبدة – فحلبا، هو طريق محفوف بالمخاطر لمسافة نصف ساعة تقريبًا أو يزيد.

يشرح المهندس أحمد جوهر في حديثه إلى “نداء الوطن”: “يعاني هذا الأوتوستراد من مشاكل كثيرة منذ أن نُفّذ ولم تُراعَ فيه الشروط الهندسية المطلوبة. كما أن عدم الصيانة مشكلة أساسية وتتسبب بالكثير من الحوادث. فهذا الأوتوستراد ولأكثر من 4 سنوات لم توضع عليه حبّة إسفلت واحدة، ناهيك عن وضع البسطات والأكشاك والتعديات بمختلف أشكالها على طول الطريق، والأبنية والمحلات المبنية على حرم الأوتوستراد فلا تراجعات تم التقيّد بها، ثم تأتي السيارات فتُركن على الطريق ما يعيق حركة المرور ويسبب الزحمة التي باتت يومية وعند أكثر من نقطة أو مكان على هذا الأوتوستراد”.

ويشير جوهر إلى أن غياب الإنارة مشكلة أساسية. فكيف يمكن أم تتحدث عن السلامة على طريق لا توجد عليه إنارة، خصوصًا في فترات الليل. كما أشار إلى أن ذروة الزحمة تحصل عند دوار العبدة مفرق ببنين وهناك مخطط لطريق موجود لدى وزارة الأشغال يبدأ من دوار العبدة ويخترق أراضي ببنين وصولاً حتى أعاليها والحدود مع برقايل فيتصل هناك مع طريق الوسط – الجرد وهذا إذا ما نفّذ فيؤدي إلى تخفيف للزحمة على مدخل عكار بشكل كبير”.

الأوتوستراد العربي

بشّر نواب عكار المواطنين بعد جلسة مجلس النواب الأخيرة بإقرار التمويل للمرحلة الأولى للأوتوستراد العربي عبر تمويل كويتي، والذي ينتظره العكاريون منذ عشرات السنين. وهو طريق يبدأ من البداوي باتجاه جبل تربل وصولًا إلى عكار على شكل طريق دولي سريع يحل مشكلة السير بين عكار وطرابلس بالكامل. بعض المواطنين اعتبر “أنها قصة جديدة يقصّونها علينا. فنواب عكار بخصوص المشاريع للمنطقة، هم كما الغريق الذي يحاول التمسك بقشة. يتخبطون خبط عشواء بين وزارة وأخرى ومجلس وآخر وكلما وجدوا بصيص تمويل، إنهالوا على الناس بالبيانات وبالبشائر. فعند كل طقم نيابي جديد يبشروننا بتمويل الأوتوستراد العربي الذي أصبح الحلم العربي مع وقف التنفيذ كما قضية تحرير فلسطين”. وبانتظار أن تتحول الوعود إلى شيء ملموس يبقى العمل على الطرقات الفرعية، وبعضها ملحوظ في أدراج وزارة الأشغال، هو الحل، لمشكلة لم تعرف طريقها بعد إلى الحل.