IMLebanon

خيمة اعتصام مفتوح في صيدا… لإسقاط “النظام الطائفي”

كتب محمد دهشة في “نداء الوطن”:

 

قررت مجموعة من الشباب الصيداوي بعيدة من الانتماء السياسي والحزبي، تكرار تجربة العام 2011 في المطالبة بإسقاط “النظام الطائفي” في لبنان، باعتباره سبب كل الأزمات، فنصبوا خيمة اعتصام مفتوح في ساحة “الشهداء” في المدينة من أجل ايصال رسالة إلى المسؤولين “بكفي”.

قرار تكرار التجربة، جاء استكمالاً لحراك شعبي وشبابي، شهدته المدينة كما باقي المناطق اللبنانية والعاصمة بيروت، احتجاجاً على تردي الاوضاع الاقتصادية والمعيشية، ورفع فيه المشاركون صوتهم عالياً من أجل تأمين التعليم والطبابة وفرص العمل ووقف الهجرة.

وعاشت المدينة حالة من الارباك نتيجة الشائعات التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي حيناً، والاجراءات التي اتخذتها بعض المصارف حيناً آخر، على وقع التضارب في سعر صرف الدولار الاميركي الذي تراوح بين 1550 و1560 بعدما وصل في نهاية الاسبوع إلى 1600. وأكدت المعلومات أن بعض محلات الخلوي في الجنوب توقفت عن بيع بطاقات التشريج للمواطنين بسبب إصرار شركتي الخلوي “ألفا” و”تاتش” على القبض بعملة الدولار.

خيمة الاعتصام

وسط ساحة “الشهداء”، حيث نُصبت الخيمة، اتخذت القوى الامنية إجراءات احترازية حفاظاً على الأمن والهدوء، فيما عقدت داخلها جلسات حوار ونقاش بين عدد من الشباب المشاركين، وسط تأفف كبير مما آلت اليه أوضاع البلد وضرورة وضع خطة تحرك احتجاجي سلمي متدحرجة توصل صوت المحتجين وتوجع المسؤولين.

وقال أحد أبرز الناشطين عمر ترجمان لــ”نداء الوطن”، إن “الهدف من نصب خيمة اعتصام مفتوح هو تكرار لتجربة العام 2011 أي المطالبة باسقاط النظام الطائفي في لبنان، نحن على قناعة تامة أنه سبب كل الازمات والفساد والسمسرات”، مؤكداً “أن الخيمة مفتوحة لكل الناس، وستبقى كذلك على مر الأيام، وستتحول إلى ملتقى للشباب والحوار من أجل وضع تصور للحراك الاحتجاجي، يأخذ بالاعتبار مطالب كل الناس وكيفية تنفيذها”.

وأوضح ترجمان، أن السبب في قلة عدد المشاركين يعود إلى حاجز الخوف عند الناس أولاً، ثم إلى الانتماء السياسي ثانياً، وكلاهما أثّر سلباً في كثافة المشاركة، البعض يخاف أن تقطع لقمة عيشه والبعض الآخر أن يفقد وظيفته، وثالث أن يخسر مساعدة ما من المسؤولين، نحن نقول لكل هؤلاء يجب أن نكسر حاجز الخوف وننزل إلى الساحة والميدان والشارع ونعبر عن مطالبنا بحرية وشجاعة، وإذا نجحنا في كل ذلك، فنكون حققنا أول خطوة في الدفاع عن أبسط حقوقنا… بكفي جوع وذل وبطالة وهجرة وموت على أبواب المستشفيات”.

بينما قال الشاب علي ضاهر: “لقد وجدنا في نصب “الخيمة المفتوحة” أفضل طريقة للتعبير السلمي والحضاري عن مطالبنا المحقة والعادلة، وهذا ما كفله لنا الدستور اللبناني، نحن لا نريد اقفال طريق، أو حرق الاطارات، أو مواجهة القوى الأمنية، بل رفع صوتنا من أجل العيش بكرامة بعيداً من ذل السؤال”، موضحاً ان “هذه الخيمة لا تتبع لأحد سياسياً، هي ضد كل الفاسدين، الذين يحاربوننا بلقمة العيش والخبز والبنزين والليرة اللبنانية مقابل الدولار، بكفي، الناس تعبت نحن الشباب نريد البقاء في لبنان وعدم الهجرة”.

سجال إعلامي

ولا تخفي أوساط صيداوية لـ” نداء الوطن”، أن التحالفات السياسية في المدينة تلعب دوراً بارزاً في حركة الاحتجاج. في قوة حشدها أو ضعفها، وإن كان كل أنصار ومؤيدي الاطراف نفسها متضررة من الواقع المعيشي الذي لا خلاف عليه وبلغ ذروته من التردي والتراجع، بمعني انه لكل طرف حساباته السياسية، سواء المشارك في الحكومة أو خارجها، فيما القاعدة الشعبية المستقلة ما زالت ضعيفة وغير قادرة على تغيير المعادلة، وقد دل السجال الاعلامي على “مواقع التواصل الاجتماعي” بين “التيار الوطني الحر” وتيار “المستقبل” على لساني عضو كتلة “لبنان القوي” النائب زياد أسود والمنسق العام لـ”تيار المستقبل” في صيدا والجنوب ناصر حمود، ان لا شيء ثابتاً في المعادلة السياسية اللبنانية و”التحالف” قد يتحول إلى “خصومة” في أي وقت.