IMLebanon

«الصيارفة» يعلّقون الإضراب.. وبري متخوف من الخيار «الفنزويلي»

كتب عمر حبنجر ويوسف دياب في “الانباء الكويتية”:

 

اعتبر رئيس الجمهورية العماد ميشال عون انه بإصدار المجلس العدلي امس الأول أحكامه بحق المتهمين في جريمة اغتيال القضاة الأربعة على قوس محكمة جنايات صيدا قبل 20 عاما، تكون العدالة قد تحققت وإن أتت متأخرة.

وقال: «إن هذه الجريمة التي هزت لبنان بأسره والجسم القضائي وذهب ضحيتها 4 من خيرة رجال العدالة في لبنان، كان يفترض أن يدان مرتكبوها قبل امس الاول، وهذا ما يفرض علينا العمل على إدخال تعديلات على قانون أصول المحاكمات الجزائية لتسهيل مسار الدعاوى كي لا يتأخر صدور الأحكام فيها». وحيا الرئيس عون أرواح القضاة الشهداء، مجددا تعزية أفراد عائلاتهم ومؤكدا تضامنه معهم.

من جانبه، غرد رئيس الحكومة سعد الحريري قائلا «العدالة تتحقق ولو بعد حين، تحية للمجلس العدلي الذي أصدر حكمه في قضية اغتيال القضاة الأربعة، وأصدق مشاعر التضامن مع عائلات القضاة الشهداء».

وكان المجلس العدلي قد قضى الحكم بإنزال عقوبة الإعدام بحق المتهمين الفارين من العدالة، أحمد عبد الكريم السعدي، الملقب بـ «أبي محجن» (أمير تنظيم عصبة الأنصار)، إبراهيم لطفي، محمود مصطفى، حسين شاهين وجهاد السواركة (فلسطينيون)، وقررت إلزامهم بالتكافل والتضامن بدفع مبلغ رمزي قدره ألف ليرة لبنانية للجهة المدعية (عائلات القضاة الأربعة) وللدولة اللبنانية، ومبلغ 500 مليون ليرة (ما يعادل 350 ألف دولار أميركي) للمحامي سالم سليم الذي أصيب في الجريمة.

وأعلن المجلس براءة الموقوف الوحيد في هذه القضية الفلسطيني وسام طحيبش، لعدم كفاية الدليل على تورطه في الجريمة، وإطلاق سراحه فورا ما لم يكن موقوفا لداع آخر.

إلى ذلك، في السياسة الاقتصادية والاجتماعية، عاد فرقاء الائتلاف الحكومي الى التوحد حول كيفية معالجة التخبط الناشئ عن شبح الدولار وتداعياته المتمثلة بموجة اضرابات شاملة تغطي الأسبوع الطالع، رئيس الحكومة سعد الحريري استقبل وزير الخارجية جبران باسيل في بيت الوسط، بعدما كان ألغى ندوة مشتركة معه في «بيت المستقبل»، وقد اعتبر ان ما كان بين التيار الأزرق والتيار البرتقالي سحابة صيف «أسودية» عابرة.

وتبقى العلة الظاهرة في السياسة النقدية، في جفاف ينابيع الدولار، نتيجة النزف الخارجي المعطوف على العقوبات الأميركية الموجهة ضد حزب الله، ومن يقول قوله، أو يسكت عنه، ما أفضى إلى مثل هذه الفوضى العارمة: اضراب لمحطات توزيع البنزين والديزل وسواها من المنشآت النفطية اعتبارا من غد الاثنين يقابله تعليق نقابة الصيارفة، إضرابهم لحين عقد اجتماع مع الرئيس ميشال عون عقب تلقيهم اتصالا من القصر الجمهوري، وصولا الى الاضراب الملوح به من جانب المخابز التي تشتري الطحين بالدولار وتبيعه بالليرة، هي الأخرى، فيما تتجه الهيئات الاقتصادية والتجارية الى مثل هذا الخيار، رفضا لأي زيادة في الضرائب.

رئيس مجلس النواب نبيه بري متخوف من انطباق «الحالة الفنزويلية» على لبنان، وقال ان لبنان بحاجة اليوم إلى شبكة أمان سياسي واقتصادي تمكنه من تجاوز ما يعيشه من أزمات، وسأل بري زوّاره في «عين التينة»: ألا يستدعي الوضع خطة طوارئ اقتصادية، نادينا بها منذ أشهر؟ وأين تطبيق مقررات اجتماعات بعبدا الاقتصادي،؟

وأعرب بري عن خشيته من تكريس حال مماثلة لما تشهده فنزويلا، حيث هناك دولاران، واحد للمعاملات التجارية وآخر للمداولات العادية، وحيث لا توفر المصارف ومكاتب الصيرفة الدولار لزبائنها، مما يؤدي إلى بلبلة وأزمة سيولة.

وشرع الحريري في جولة خارجية تشمل الامارات العربية المتحدة للمشاركة في مؤتمر استثماري ثم ألمانيا، حيث تعقد المستشارة انجيلا ميركل مؤتمرا استثماريا مخصصا للبنان، وفي اوائل نوفمبر يتوجه الحريري إلى السعودية لتوقيع 19 اتفاقية في حقول عدة، ومن ثم الى باريس في منتصف نوفمبر لمتابعة مقررات «سيدر».