IMLebanon

كيف انهار حزب “نداء تونس”؟

مثل الانهيار الكبير لحزب الرئيس التونسي الراحل الباجي قايد السبسي “نداء تونس”، أكبر مفاجآت الانتخابات البرلمانية التي جرت الأحد، بعد أن مني بهزيمة مدوية وغير متوقعة، أفقدته كل المقاعد التي حصل عليها في انتخابات 2014.

وحسب نتائج أولية غير رسمية أعلنتها مؤسسة “سيغما كونساي” للاستطلاعات مساء الأحد، حصل حزب “نداء تونس”، الذي كان صاحب أكبر كتلة نيابية في انتخابات 2014، على نسبة 2% من أصوات الناخبين، ما يؤهله لنيل مقعد وحيد أو مقعدين بالبرلمان الجديد، بعد أن كان يحوز على 86 مقعداً في البرلمان السابق.

وأظهرت نتائج تقديرية لشركة “سيغما كونساي” تصدر حركة النهضة نتائج الانتخابات البرلمانية، بحصدها 40 مقعدا من أصل 217، يليها حزب “قلب تونس” بـ 33 مقعدا، وحل “ائتلاف الكرامة” ثالثا بـ 18 مقعدا، ثم حركة “تحيا تونس” الذي يرأسه رئيس الوزراء يوسف الشاهد بـ 16 مقعدا، وحزب “حركة الشعب” بـ 15 مقعدا، يليه الحزب “الحر الدستوري” بـ14 مقعدا، و”التيار الديمقراطي” 14 مقعدا.

واعتبر المحلل السياسي صلاح الدين الجورشي أن “النتيجة التي حصل عليها حزب “نداء تونس” والتي فاجأت كل المتابعين، كشفت أزمة جزء هام من الطبقة السياسية التي شاركت في حكم تونس خلال السنوات الأخيرة”، مضيفا أن “حزب “نداء تونس” كان أمام فرصة مهمة لإدارة الشأن التونسي وتحمل المسؤولية وتعزيز موقعه في الخارطة السياسية، لكنه فشل في استغلالها بسبب التجاذبات السياسية والانشقاقات والخلافات الحادة والحسابات الضيقة بين قياداته، والتي تسببت في انشقاق وتصدّع صفوفه وخسارة أنصاره وانقسامهم”.

وفي انتخابات 2014، نجح حزب “نداء تونس” في التصدّي لهيمنة التيار الإسلامي، وحصل على المرتبة الأولى بنسبة 28% من الأصوات مما أعطاه أكثر من 80 مقعداً من أصل 217، يليه حزب “حركة النهضة” بـ68 مقعدا.

يذكر أن حزب “نداء تونس” تأسس عام 2012 للتصدي لهيمنة “حركة النهضة” على المشهد السياسي، ونجح في فترة وجيزة في كسب قاعدة جماهيرية عريضة مكنته من إزاحة الإسلاميين من السلطة بعد فوزه في انتخابات 2014 بأغلبية في البرلمان وفوز مؤسسه الباجي قايد السبسي برئاسة البلاد، ليصبح أكبر قوة سياسية في البلاد حتى الانتخابات الحالية.

وفي أوّل تعليق له على هذه النتائج، أكد زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي في مؤتمر صحافي، أن الحركة بـ”حاجة إلى شركاء لتشكيل الحكومة القادمة”، وبدأ لهذا الغرض في مغازلة معارضيه، خاصة حزب “قلب تونس”، إلا أن عدة أحزاب أكدت أن التحالف مع هذه الحركة الإخوانية في الأيام المقبلة سيكون أمرا مستحيلا.

وفي مسعى لتغيير موقف حزب “قلب تونس”، أكد الغنوشي أن النهضة ليست مسرورة باستمرار وجود رئيسه نبيل القروي في السجن، “ونتمنى لو كان الأمر يخضع لرغبتنا أن يكون خارج السجن”، غير أن هذا التعاطف قوبل بردة فعل مخيبة للآمال من قبل الحزب الذي أعلن أن “التحالف مع حركة النهضة أمر مستحيل، والحوار معها مرفوض أيضا”.

وفي السياق ذاته، أعلن حزب “التيار الديمقراطي” الذي حصل على 14 مقعدا، أنه سيكون في المعارضة وأنه لن يتحالف مع النهضة، لأن مشروعه يتناقض مع مشروعها، وهو الموقف نفسه الذي اتخذه الحزب “الحر الدستوري”، حيث أكدت زعيمته عبير موسي أنها لن تضع يدها مع الإخوان وأنها ستصطف وراء المعارضة.