IMLebanon

 رغبة إماراتية بدعم لبنان لتجاوز أزمته المالية

كتب معروف الداعوق في صحيفة “اللواء”:

3 مؤشرات إيجابية مهمّة أظهرتها وقائع  إنعقاد مؤتمر الإستثمار اللبناني – الإماراتي في «أبو ظبي».. في أبو ظبي..

أظهرت وقائع انعقاد مؤتمر الاستثمار اللبناني – الاماراتي في أبو ظبي بالأمس والإعلان مباشرة عن إنهاء حظر سفر المواطنين الاماراتيين إلى لبنان بعد سنوات من القطيعة مؤشرات مهمة، أوّلها، حرص المسؤولين في الإمارات على التجاوب مع جهود الرئيس سعد الحريري لإنجاح المؤتمر بكل المقاييس وترجمة هذا النجاح بالاعلان المذكور الذي أنهى سنوات من حظر سفر الاماراتيين إلى لبنان بفعل الإساءات والتعرض غير المبرر إلى كبار المسؤولين في الدولة من قبل «حزب الله» وحلفائه من اعوان النظام السوري في تلك الفترة، ما يعني تشجيع المستثمرين الاماراتيين على ريادة الساحة اللبنانية واستكشاف آفاق الاستثمار في العديد من المشاريع والمرافق المطروحة لهذه الغاية، استناداً إلى لائحة اعدتها الحكومة اللبنانية لهذه الغاية.

المؤشر الثاني والمهم، استعداد دولة الإمارات العربية لفتح صفحة جديدة من العلاقات مع لبنان وتجاوز كل ما لحق بها من تصدعات وشروخ جرّاء الأداء السيىء لبعض المسؤولين السياسيين والحزبيين بالسلطة اللبنانية أبان اندلاع الأزمة في سوريا وبعدها، وهذا سيؤدي إلى إعادة هذه العلاقات إلى طبيعتها، مع ما يترتب على ذلك من تنشيط وتقوية حركة التبادل في مختلف المجالات، وكل ذلك يصب في مصلحة البلدين الشقيقين ويعطي زخماً جديداً افقدته هذه العلاقة بالسنوات الماضية للاعتبارات والأسباب المذكورة آنفاً.

المؤشر الثالث والأكثر أهمية، وهو ان التحضيرات لمؤتمر الاستثمار استغرقت قرابة الشهرين بتوجيه مباشرة من ولي عهد الإمارات شخصياً وكبار المسؤولين وذلك للتأكيد على الاهتمام الاماراتي بمساعدة لبنان على تجاوز ازمته الاقتصادية والمالية واقوى دليل على ذلك هو التنظيم الدقيق، والمشاركة الواسعة بالمؤتمر المذكور ونتائجه المتوقع ان تصدر تباعاً خلال الأسابيع والأشهر المقبلة، لا سيما مع وجود رغبة اماراتية قوية بترجمة نتائج ومفاعيل المؤتمر واقعياً على الأرض بسلسلة من التحركات والزيارات والمبادرات الإيجابية والمشجعة في أكثر من اتجاه.

لم يكن بالإمكان تحقيق كل هذه النتائج قبل وخلال انعقاد المؤتمر المذكور لولا العلاقات الجيدة التي تربط الرئيس الحريري بكبار المسؤولين الاماراتيين ولولا عامل الثقة الذي ساهم مساهمة كبيرة في تجاوز كل مسببات واساءات السنوات الماضية لدولة الإمارات العربية المتحدة وفتح الباب مجدداً لإعادة العلاقات الثنائية بين البلدين إلى طبيعتها، كما كان يطالب بذلك معظم الشعب اللبناني الذي تربطه علاقات وطيدة مع الشعب الاماراتي.

لا شك ان نجاح رئيس الحكومة سعد الحريري باقناع المسؤولين الاماراتيين في تنظيم مؤتمر الاستثمار على هذا النحو والاستجابة الفورية لذلك، مع تأمين كل مقومات النجاح المطلوب، يدل بوضوح على رغبة صادقة لدى المسؤولين الاماراتيين لمد يد المساعدة وتقديم كل ما يمكن لمساعدة لبنان في تخطي مشاكله وازماته ودعمه اقتصادياً ومادياً، لا سيما في هذه الظروف الصعبة، والمعقدة التي يمر بها جرّاء تداعيات الأزمات المتعددة بالمنطقة وفي مقدمتها الأزمة السورية وتواجد أكثر من مليون نازح سوري على أراضيه.

فنجاح مؤتمر الاستثمار في أبو ظبي سيؤسس إلى تجاوب واستعداد دول شقيقة وصديقة مؤثرة وفاعلة لاتخاذ خطوات مماثلة استناداً إلى طلب الحكومة اللبنانية لمساعدة لبنان في تجاوز ازمته الاقتصادية والمالية ودعم عملية النهوض العام انطلاقاً مما حصل في مؤتمر «سيدر» والبرنامج المنوي تنفيذه على صعيد لائحة المشاريع الحيوية والضرورية التي يحتاج لبنان لتنفيذها في المرحلة المقبلة، وهذا سيؤدي حتماً إلى مساعي وجهود الحكومة اللبنانية في مهمتها لتحقيق هذا الهدف الأساسي والمهم.

ولن يقتصر الأمر عند حدود ذلك، فالصدى الإيجابي لخطوة رفع الحظر عن سفر المواطنين الاماراتيين إلى لبنان فوراً، وانتظار خطوات وقرارات اماراتية في مجالات أخرى سيعطي دفعاً قوياً لمساعي وتحركات وخطط الحكومة اللبنانية لإكمال خطواتها للقيام بالاصلاحات المطلوبة منها في مختلف القطاعات من جهة، ويريح الارتباكات التي سادت الأسواق اللبنانية مؤخراً، باعتبار ان ما حققه مؤتمر الاستثمار اللبناني – الاماراتي، يؤشر بوضوح ان الأشقاء العرب وفي مقدمتهم دولة الإمارات العربية المتحدة ما زالوا يدعمون لبنان ويسعون باستمرار لدعمه سياسياً ومد يد العون له لتجاوز مشاكله على اختلافها وهذا ليس غريباً على الإمارات بالذات.