IMLebanon

زحلة… ثبات “قوّاتي” وسط منافسة قاسية

كتب أسامة القادري في “نداء الوطن”:

يتعادل “التيار الوطني الحر” وحزب “القوات اللبنانية” في التمثيل البرلماني في مدينة زحلة، حيث نال كل منهما نائباً حزبياً وحليفاً. لكن هذا التعادل لا ينسحب على التوازن في القدرة التجييشية في عدد الأصوات، فـ”القوات” هي الحزب المسيحي الأقوى زحلياً، كما أكدت نتائج الانتخابات النيابية الأخيرة من خلال الأصوات التفضيلية التي نالها المرشح الحزبيّ، وقد ازداد هذا الحضور خلال الأشهر الأخيرة كون حزب “القوات” يعد الأكثر استقطاباً للشباب.

يؤكد قيادي “قواتي” ارتفاع عدد مؤيدي “القوات” بعد الانتخابات النيابية الأخيرة بفعل أداء النائبين جورج عقيص وسيزار المعلوف والمنسقية الحزبية، ومن خلال متابعتهم كل الأمور مع الزحليين وأهالي القضاء، ولا يخفي أنّ العمل الحزبي ليس مهمة سهلة خصوصاً في ظلّ المنافسة القاسية: “زعامات سياسية من جهة و”التيار الوطني الحر” بكل ما لديه من سلطة ونفوذ واغراءات من جهة أخرى”.

إلّا أنّ ما يميز “القوات”، وفق القيادي ذاته، هو تماسكها كحزب وكنواب بقاعيين، غامزاً من قناة “التيار الوطني الحر” وحزب “الكتائب اللبنانية” اللذين يعانيان من تخبّط بين مكونات قيادتيهما البقاعية.

قانون لمكافحة الفساد

وينكب عضو “تكتل الجمهورية القوية” النائب عقيص على وضع مشروع قانون لمكافحة الفساد، من خبرته كقاضٍ سابق، ويقول لـ”نداء الوطن”: “لمكافحة الفساد نحتاج الى قانون يكون متوافقاً مع اتفاقية مكافحة الفساد الصادرة عن الامم المتحدة، والتي انضم اليها لبنان العام 2008″، ويفنّد ما تشمله الاتفاقية من أبواب لمقارنتها بالقانون اللبناني، ويشير إلى “مكافحة الفساد في القطاع العام، مكافحة الفساد في القطاع الخاص، حق الوصول الى المعلومات، إنشاء جهاز معين يتولى الرقابة على أعمال مكافحة الفساد ويعطى صلاحيات تنفيذية، وفيه بند هام جداً عنوانه استرداد الأصول، والإثراء غير المشروع ورفع السرية المصرفية”، ليختم بالقول إنّ “كل هذه الأبواب موجودة في القانون اللبناني ولكن بشكل مبعثر”.

يضيف: “لذا نعمل ليتم وضعها في قانون واحد”. واعتبر أن احدى إشكاليات مكافحة الفساد هي “الديموقراطية التوافقية لأنها تعطّل العمل الرقابي”، ليردف: “ما يبعث الأمل أنّ هناك ملفات أصبحت واضحة لأن معظم القوى السياسية لم تعد قادرة على تغطية فداحة الفساد أو سوء الادارة”.

أما بشأن توقيع نواب “القوات” على طلب تشكيل لجنة تحقيق برلمانية في ملف الاتصالات فقال عقيص: “موقفنا من مكافحة الفساد ليس قابلاً لأي تأويل. نوابنا آخر من وقعوا على العريضة وليس بهدف زكزكة “تيار المستقبل”، فتحالفنا مع التيار ثابت لن يتزحزح ولن يتغير و”القوات” تريد أن تحافظ على هذا التحالف”.

وعن قدرة الأحزاب في أن تكون بديلاً للزعامات التقليدية في زحلة، أوضح عقيص: “لنعد الى نتائج الانتخابات النيابية، ما نلته لا يعود لكوني ابن عائلة متوسطة ومن خارج المدينة، إنما لأنني إبن “القوات”، وعدد الأصوات التي نلتها يؤكد رفض كاثوليك زحلة الوضع الذي كان قائماً، ويدل على ترحيب “الزحالنة” بالأحزاب”.

ويؤكد أنّ “ما قدمته من اقتراحات قوانين مفصلية وأساسية، يتخطى ما قام به النواب التقليديون طوال سنوات عملهم. عملت بشكل دؤوب على الملف الجامعي الموحد، الليطاني، الملف الزراعي، رفع العقوبات على التهريب، فتح السوق التجاري في زحلة، تحريك موضوع الكسارات في الشرقي، اقتراح قانون تمكين بلدية زحلة…”.

الفتور بين “القوات” و”الكتائب”

عن حالة الفتور في العلاقة مع “الكتائب” يضع عقيص اللوم على النائب سامي الجميل ويقول: “هذا الفتور مزعج لأنه كخلاف الإخوة، لأسباب شخصية يتحمّل فيها النائب الجميل المسؤولية بسبب موقفه الذي كان مؤذياً جداً لأنه صوّر أصل الأزمة في لبنان، وكأنها بسبب مشاركة “القوات” في الحكومة، متناسياً كل الممارسات في الحكومة والسياسة والسلاح ومصادرة قرار الدولة والفساد وغيرها”. وقال: “وجودنا في السلطة لا يشبه وجود سوانا، ومعارضتنا لبعض ما تقوم به السلطة لا تشبه معارضة غيرنا. نحن لسنا موالين أو مؤيدين على بياض لكل ما تقوم به السلطة ولا معارضين سلفاً لكل ما تقوم به، نحن نحاول أن نكون اصلاحيين من داخل السلطة، وهذا حق”.

وعن تمايز النائب سيزار المعلوف في مواقفه عن “القوات” قال عقيص: “لم يتصرف زميلي كما قالت عنه “القوات” إنّه حليف، إنما بإيجابية أكثر”.