IMLebanon

ما يجب أن يقوله باسيل للأسد…

كتب محمد نمر في صحيفة “نداء الوطن”:

 

معالي وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل

تحية معارضة وبعد

نحن من نعارض سياستك في لبنان ونرفض التطبيع مع النظام السوري ونتمنى منكم تسليم رسالتنا إلى الرئيس السوري بشار الأسد، شاكرين مبادرتكم “غير البريئة” في زيارة دمشق. وكلنا يقين أن زيارتكم تشكل ضربة لسيادة لبنان وكرامة ابنائه الوطنيين، ولن تكون إلا بداية سقوط الهيكل على رؤوس الجميع.

معالي الوزير، نتمنى منكم أن تخبروا الأسد بالآتي: أن هناك 55 شهيداً سقطوا في تفجيري التقوى والسلام في طرابلس وأن القضاء اللبناني أثبت تورط الاستخبارات السورية بهذا العمل الإرهابي وأن عليه تسليم الجناة إلى العدالة.

ذكّره بأن هناك مذكرة توقيف غيابية بحق أحد جنرالاته اللواء علي المملوك لعلاقته بالتفجيرين. ولا تنس أن تتوقف عند الملف المرتبط بميشال سماحة والمتفجرات التي نقلها من سوريا إلى لبنان بأمر من مسؤولين في نظام الأسد ومنهم المملوك وتواصله مع مستشارة الأسد بثينة شعبان ونتمنى منه تسليم المتورطين.

معالي الوزير، أنت الحريص على “عظام اللبنانيين” وتتقن فن “نبش القبور” وطالبت في الكحالة بـ”عظام المسيحيين” وكانت حادثة قبرشمون نتيجة خطابكم، فنتمنى عليكم أيضاً مطالبة الأسد باللبنانيين المعتقلين في السجون السورية وأن يحدد مصير المفقودين منهم وأن يعيد رفات أي لبناني استشهد على الأرض السورية لأجل كرامة لبنان، وإذا قال أن لا معطيات لديه عنهم، ذكّره بأن نظامه سلم رفات العميل الإسرائيلي ايلي كوهين إلى إسرائيل قبل فترة قريبة.

طبعاً معالي الوزير، انتم لديكم كل الحرص على سيادة لبنان، فلا بد من طرح قضية ترسيم الحدود حيث يتوجب على النظام السوري تقديم المستندات التي تثبت لبنانية مزارع شبعا من عدمها إلى الأمم المتحدة، وننهي هذا الملف لأن هناك حزباً يستغل حالة “الحدود بلا الهوية” لتعريض لبنان للمخاطر.

وعلى الرغم من أن زيارتكم غير رسمية ولا تحظى بموافقة الحكومة ولا رئيسها، فلا بد من تذكير الأسد بأن نظامه وضع رئيس حكومتكم سعد الحريري ونواباً وشخصيات لبنانية على لائحة “الإرهاب”، علماً انها شهادة يفتخر بها الحريري، وبالتالي لا يجب أن تنسى أن رئيس “تيار المستقبل” كان من الداعمين الأساسيين للثورة في سوريا ولم يبخل عليها انسانياً أو أخلاقياً أو مادياً. وطالما أن الحديث عن الحريري فذكّره أيضاً بأن رئيس حكومتنا يعتبر الأسد مجرماً وأكد للمجتمعين العربي والدولي في العام 2009 قبل زيارته سوريا أن الأسد “دكتور في تقديم الوعود الكاذبة” (خطاب الحريري في رمضان 2016). وأن دماء الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذكية أخرجت السوري من لبنان وأعادت الهاربين إلى الوطن. وأن المحكمة الدولية ستصدر قراراتها قريباً.

معالي الوزير، أخذتم من قضية اللاجئين السوريين حجة للتواصل مع سوريا، وغاب عنكم وعن الأسد أن لبنان البلد الوحيد الذي لم يغلق سفارته في سوريا وأبقى على سفارة النظام في لبنان، وأن المجلس الأعلى اللبناني السوري لا يزال على قيد الحياة، وأن هناك تنسيقاً مباشراً بينكم وبينه عبر ممثلكم بيار رفول، وأن اللواء عباس ابراهيم ينسّق مع الجانب السوري في عودة اللاجئين، ويرسل لهم اللوائح بمئات الأسماء التي ترغب بالعودة فيعيد الأسد اللائحة بعشرات الأسماء، فضلاً عن شخصيات ووزراء تزور أسبوعياً سوريا لتقدم أوراق اعتمادها، إسأله معالي الوزير: ألا يكفي كل هذا التنسيق لعودة اللاجئين؟ ألا يكفيه أن حزب الله ينسّق معه لعودة اللاجئين؟ أخبره أن محاولات ابتزاز الرئيس الحريري لن تنجح ولن يُلدغ من جحر واحد مرتين.

انقل له رأي اللاجئين السوريين، وذكّره بأن هناك ملايين السوريين خارج حدود نظامه يعارضونه وأن عودتهم لا تتطلب ضمانات بعدم اعتقالهم أو تعذيبهم فحسب بل بحرية الرأي والتعبير. وأخبره أن “حزب الله” مسؤول عن تهجير سوريين من قراهم الحدودية وتحويلهم إلى إرهابيين في الجرود. عليه أن يفهم أنه مسؤول عن سقوط أبرياء ومدنيين لن يهدأ لهم بال قبل رؤية المسؤولين خلف القضبان.

رئيس “الوطني الحر”… لم تكن ضمن الذين ناضلوا في وجه السوري قبل العام 2000، ولم تكن في بعبدا عندما هاجمه جيش النظام السوري، فعليكم إعلام الأسد أن شهداء الجيش الذين سقطوا دفاعاً عن الوطن في 13 تشرين صنعوا المستقبل بدمائهم.

أخبره أن أكثر من نصف الشعب اللبناني يعارضه، وأن من يقتل شعبه بالكيميائي لا يمكن احترامه. ولولا المجازر التي ارتكبتها روسيا بسلاحها الجوي وصواريخها العابرة للقارات من بحر قزوين لما بقي على كرسيه. لا بد أن يدرك أن إيران لا تقف إلى جانبه من دون مقابل، بل تريد ثروات سوريا واستغلال السوريين وتحويل بلاده إلى منصة لمهاجمة العرب وتحقيق مشروعها الفارسي.

معالي الوزير، قبل وصولك إلى دمشق، أسلك طريق حمص والتقط الصور وانقلها للأسد، ليعرف أنه مسؤول عن تدمير سوريا وأن الروسي والإيراني والتركي لن يعيدوا إعمار سوريا ولو أرادوا لانطلقوا بذلك منذ سنتين على الأقل، بل دخلوا سوريا كي يحصلوا على مكتسبات مقابل خروجهم لاحقاً. فواجب عليكم اخباره أن سوريا منتهكة السيادة من ثلاث دول وتضاف اليها إسرائيل التي تسرح وتمرح في سماء دمشق ولا تترك هدفاً إلا وتضربه من دون أي رد سوري.

وأخيراً، لا بد من أن يعرف الأسد أن “الوطني الحر” ليس أهلاً لاتفاق أو تسوية، فهو أخلّ بـ”اتفاق معراب” بعدما استغله للوصول إلى أهدافه الرئاسية، وبدأ استهداف البيان الوزاري منذ الأيام الأولى لحكومة “إلى العمل” وهدد التسوية عشرات المرات، لكن على الرغم من ذلك فإن حضوركم إلى جانب المسؤول عن 13 تشرين وما قبلها وما بعدها يدفعكم إلى الاعتراف بمتلازمة ستوكهولم.

معالي الوزير، الأسد يعلم أن طموحكم هو الوصول إلى الكرسي، وهو الأكثر خبرة بكيفية بيع الوطن للاحتفاظ بالكرسي.