IMLebanon

الراعي: نطالب بفصل الحل السياسي في سوريا عن عودة النازحين

يواصل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي زيارته الراعوية إلى 7 دول في إفريقيا الوسطى والغربية، للقاء المسؤولين الرسميين وأبناء الجالية اللبنانية.

في السياق، أقام القنصل الفخري في بنين طوني الشاغوري حفل استقبال للبطريرك الماروني والوفد المرافق، حضره وزراء الخارجية والسياحة والداخلية والبيئة والرياضة وشخصيات دبلوماسية واقتصادية واجتماعية وفاعليات من أبناء الجالية اللبنانية.

وقال الراعي: “أحيي أبناءنا جميعا في هذه الدولة العزيزة وأحملهم في قلبي وصلواتي، وأود التعبير عن امتناننا لهذا البلد لاستقباله جماعتنا اللبنانية المسيحية والمسلمة وتقديم الفرص لهم ليحققوا قدراتهم ومواهبهم التي أنعم الله عليهم بها. ونحن نحمل أيضا هذا البلد ومؤسساته في صلواتنا من أجل أن يزدهر وينمو وينعم بالاستقرار الدائم”.

وأضاف: “نحن في لبنان ضحية حرب مستمرة في الشرق الأوسط وندفع الأثمان الباهظة منذ العام 1948 أي منذ بدء النزاع الفلسطيني الإسرائيلي ولجوء الفلسطينيين إلى بلدنا وقد بات عددهم يفوق النصف مليون نسمة، يعيشون في ظروف مأساوية في المخيمات ومعهم الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة، وهم ينتظرون منذ 71 عاما الحل السياسي لقضيتهم من أجل أن يعودوا إلى بلادهم، إلا أن هذا الحل قد تحول إلى سراب ولن يصل أبدا. لقد دفعنا ثمن حرب العراق وسوريا غاليا واستقبلنا نحو مليون ونصف مليون نازح سوري ليصبح العدد مع الفلسطينيين زهاء مليوني إنسان، أي نصف عدد سكان لبنان على مساحة صغيرة جدا، وهذا يشكل عبئا كبيرا على كافة المستويات. أنا أتساءل معكم، أي دولة قوية قادرة على تحمل هذا العبء واستقبال نصف عدد سكانها؟”.

وتابع: “أقول هذا من أجل تحفيز صوت هذا البلد بحضور وزير خارجيته معنا الأن، فنحن بحاجة إلى صوت الأصدقاء الذين ينادون بصوت عالٍ وبشجاعة بوضع حد للحرب في سوريا والعراق وفلسطين، صوت يطالب بعودة النازحين لأن من حقهم العودة إلى أرضهم حيث لهم تاريخهم وثقافتهم وهويتهم. السياسة الدولية تعلن أنه يجب إيجاد حل سياسي للحرب السورية ومن ثم التفكير بعودة النازحين السوريين، وهذا يعني أن عليهم انتظار الحل كما فعل الفلسطينيون، وعلى الأرجح الحل سيأخذ أكثر من 71 سنة، فتجربة الفلسطينيين ماثلة أمامنا. نحن نطالب كل الدول الصديقة بفصل الحل السياسي في سوريا عن عودة النازحين وإلا فنحن سنكون أمام حربين: الأولى مفروضة لتدمير الحجر والثانية مفروضة أيضا لتدمير الحضارة والتاريخ والثقافة. لبنان لم يعد يحتمل دفع أثمان حروب لا دخل له بها، فهو صاحب رسالة في المنطقة ومعروف بميزة التعايش القائمة فيه بين المسيحيين والمسلمين وبنظامه الديمقراطي الذي يحترم حرية الرأي والتعبير، هذا البلد الذي يحمل رسالة الوحدة بالتنوع هو ضرورة للشرق الأوسط، ونتمنى مع الاحتفال بمئوية لبنان الكبير أن نتمكن من العودة إلى جذورنا والثوابت السياسية في بلدنا والتخطيط من أجل المستقبل”.

من جهة أخرى، التقى الراعي وزير خارجية بنين أوريليان اغبينونسي ممثلا رئيس جمهورية بلاده، وعرض معه للأوضاع العامة في البلدين ووضع الجالية اللبنانية هناك.

وقال الراعي، بعد اللقاء: “أنا اليوم في زيارة راعوية لرعايانا في إفريقيا الغربية والوسطى، وقد سررنا جدا بلقاء وزير الخارجية والتعاون الذي استقبلنا البارحة، ويستقبلنا اليوم باسم رئيس الجمهورية”.

وأضاف: “الهدف من الزيارة توطيد العلاقات بين لبنان وبنين وبين كنيستنا المارونية الكاثوليكية الأنطاكية مع الدولة، ونعرب عن امتنان هذه الجماعة اللبنانية بمسيحييها ومسلميها الموجودة في هذا البلد والتي تعمل بكرامة وتحقق قدراتها بفضل هذا البلد، وللتأكيد على أن هذه الجماعة سوف تبقى وفية أبدا للبنين. ونتمنى أن تبقى العلاقات متجددة وقوية لخير هذا البلد ولخيرنا أيضا. وقد سمعت من الوزير أن اللبنانيين يعملون ويشاركون في ازدهار البلد وهذا شرف لنا”.

بدوره، أشار أغبينونسي إلى “متانة العلاقة بين البلدين”، وقال: “أكرر العبارة التي قلتها بالأمس خلال استقبالنا صاحب الغبطة، إننا نحن أبناء بنين ولدنا ورأينا اللبنانيين معنا هنا في وطننا، إنهم اخوتنا وبنين ارض الضيافة والانفتاح”.

وأضاف: “صباحا كان لي شرف استقبال البطريرك الراعي باسم رئيس الجمهورية الذي لم يسمح له الوقت للقاء بطريرك أنطاكيا بسبب ارتباط مسبق، فكلفني باستقباله باسم بلدنا”.

وحتم: “جمهوريتنا علمانية لكنها تحترم كل المعتقدات ومنفتحة على كل ما يتيح للانسان التطور وعيش الروحانية في الحرية والكرامة. ورئيسنا يعير أهمية كبيرة لكافة الطوائف في بلدنا بدليل أنه طلب مني هذا الصباح، لقاء غبطة البطريرك الكاردينال الراعي الذي يزور بلدنا”.