IMLebanon

«الحرائق» السياسية في لبنان بانتظار «نعمة السماء»

تعتقد مصادر قريبة ان الحريري، الذي استجار برئيس مجلس النواب نبيه بري لاقناع الطرف الآخر ـ اي حزب الله وحليفه التيار الوطني الحر ـ بتسهيل صدور الموازنة الجديدة مع الاصلاحات الضرائبية المطلوبة، يدرك ان طلب باسيل الى الرئيس ميشال عون «قلب الطاولة» يستهدف حكومته، وتقول المصادر لـ «الأنباء» ان لقاءات الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله مع نائب طرابلس فيصل كرامي منذ مدة رسالة لها معناها بالنسبة للحريري، كما ان استقبال نصرالله لجبران باسيل على مدى 7 ساعات ثم استقباله ند باسيل رئيس «المردة» سليمان فرنجية كأنه يضيق الخيارات امام الحريري الذي سيكون عليه مواكبة استراتيجية حزب الله الداخلية المتمثلة بتجنب الاصلاحات المطلوبة من مجموعة «سيدر»، والا فإن الشارع حاضر للتحرك ضد المصارف اللبنانية التي غادر اركانها الى واشنطن امس، فضلا عن خارطة طريقه الاقليمية وعنوانها اليوم ما اعلنه الوزير باسيل في الجامعة العربية من عودة للتعامل مع النظام السوري بمعزل عن موقف الجامعة العربية.

وفي رأي المصادر إن الحريري لا يستطيع البقاء تحت طاولة التيار الحر وحليفه حزب الله، لأن هناك من لا يتقبل له ذلك، ولا يستطيع الجلوس فوقها مخافة ان تنقلب عليه وعلى حكومته، ومن هنا كان بيان رؤساء الحكومة السابقين نجيب ميقاتي وفؤاد السنيورة وتمام سلام الذين استهولوا فيه ما وصلت اليه الحالة السياسية والخطاب السياسي في لبنان من ترد وتوحش، لا يقيم وزنا لمصالح الوطن، اذ لا يجوز ان تدار مصالح الدولة من فوق منصات المزايدة، ولا يجوز لمسؤول ان تزدوج شخصيته وان يمارس التحريض، ولا يجوز لرئيس تيار ووزير ان يحرض رئيس الجمهورية على الحنث بقسمه على حماية الدستور بدل الحرص عليه والحفاظ على العلاقات العربية والدولية للبنان، مع استغراب اصحاب البيان استهداف البعض للقطاع المصرفي، مستغربين الخفة السياسية التي تميز المشهد اللبناني العام.

رئيس مجلس النواب نبيه بري سارع الى التدخل، معربا عن «قلق جدي» من تأخير إقرار الموازنة في مجلس الوزراء، مشيرا الى انه في حال لم تقر الموازنة في مجلس الوزراء اليوم فـ «الله يستر».