IMLebanon

بعلبك تتجاوز “كلام السيّد”… وعرسال تشارك

كتب يوسف منصور في صحيفة “نداء الوطن”:

لا يزال أهالي بعلبك والبقاع يوجهون الرسائل من خلال الاعتصامات وقطع الطرق بوجه السلطة الفاسدة، لم يتأثروا بكلام الأمين العام لـ”حزب الله” السيد نصرالله الذي أكد للمحتجين أن الرسالة قد وصلت، وأن الشارع يختلف في حال نزل “حزب الله” إليه، بل ينتظر الأهالي أن يشاركهم جمهور الحزب إنتفاضتهم بعيداً من السياسة والأحزاب التي لم تفعل لبعلبك شيئاً رغم عشرات السنين.

يوم السبت قام المتظاهرون بإفساح المجال للمشاركين في المناسبة الدينية التي أقامها “حزب الله”، حيث شارك الآلاف من مختلف المناطق البقاعية فيها، فعمد المتظاهرون إلى الخروج من الساحات ورفع السواتر الترابية والإطارات المطاطية ليتمكن الناس من الوصول إلى مقام السيدة خولة في بعلبك، وبعد انتهاء المراسم عاد البقاعيون المنتفضون إلى ساحة دوار الجبلي في محلة دورس حيث يقام الإعتصام المركزي للبقاع الشمالي، وعلى أنغام الدبكة البعلبكية والأناشيد الثورية تجمع المئات من أبناء بعلبك بمختلف أطيافهم منذ ساعات الصباح الباكر بعيداً من إحراق الإطارات لما تسببه من ضرر وأذى، وسط تعطيل لمدارس المدينة التي تفتح أبوابها الأحد، وإنتشار كثيف للجيش اللبناني والقوى الأمنية في مكان الإعتصام وتسيير دوريات على الطريق الدولية.

إنتفاضة البقاع شملت مختلف مناطقه وبلداته حيث قطع عدد من الشبان الثائرين طريق اللبوة، كذلك في بلدة العين قطع الطريق من قبل محتجين وصولاً إلى الهرمل حيث اعتصم عدد من الشبان ضد السلطة، غير أن ما يميّز الإنتفاضة امس مشاركة أهل عرسال فيها عبر نزول المئات منهم إلى ساحة بلدة اللبوة ومشاركة أهلها يداً بيد في حلقات الدبكة وصوت واحد “الشعب يريد إسقاط النظام”، ومن كل البلدات توجّه العشرات من أبناء البقاع إلى ساحة رياض الصلح حيث يشاركون في الإعتصام المركزي هناك.

أبناء مدينة بعلبك تداعوا عبر وسائل التواصل الإجتماعي إلى النزول بكثافة والتجمع عند دوار الجبلي في فترة ما بعد الظهر حيث شهدت الساحة حلقات دبكة بعلبكية ورقص على أنغام الأغاني الوطنية والثورية، ورفع الأعلام اللبنانية دون غيرها، حيث إستمرت إلى فترات متأخرة من الليل، لكن هاجس التخريب يبقى مرافقاً للمعتصمين خوفاً من مندسين وأزلام سلطة وأحزاب يحاولون تشويه صورة الوقفة الإحتجاجية في المدينة، وكانت المدينة شهدت ليل السبت أعمال تخريب وتكسير من بعض الشباب غير المعروفين.

يقول احد أبناء المدينة ومن المشاركين يومياً في التحركات الدكتور سهيل رعد لـ”نداء الوطن” إن “الحراك في كل يوم يتميز عن اليوم السابق بتعبيره عن وجع الناس وهمومها، وصرخة أهل بعلبك ولبنان، والجميل في هذا الحراك أن الرسالة قد وصلت وأن الشعب اللبناني هو عابر للطائفية، وقد حاولوا أن يقيدوا الحراك بالطائفية، وسط نظام طائفي “محاصصاتي” أثبت فشله خلال هذه الفترة ونحن لا ننتظر من هذا النظام شيئاً لأن الحلول التي طرحها سابقاً هي حلول محاصصة ومزارع، أما طموحنا فهو وطن مبني على أسس وطنية وخارج القيد الطائفي يعبّر عن هموم الناس بمعزل عن إنتمائهم الديني والمذهبي. وبالتالي الناس لن تخرج من الشارع قبل الحصول على الحق، وإلى الآن لم نسمع كلمة حق، الكل يقول إن الرسالة وصلت، لكن الرسالة لا تصل إلا إذا وضع مسؤول في السجن وتجار ومقاولون، لن يخرج الناس قبل إعادة الأموال المنهوبة من جيوب المواطنين، وإلا عندما يشعر الناس أن الثورة قد أتت ثمارها وبالتالي لا أحد يراهن أن الناس تعود إلى منازلها وأشغالها من دون ثمن، والثمن هو الطبقة السياسية فالشعب قدم الكثير ولا يستطيع أن يقدم أكثر، وهم يحاولون اليوم تشليح الناس آخر ما في حوزتهم وهو النفس الوطني والإنتماء، والمطلوب أن يبادر السياسيون والحكام فالشعب يبادر منذ الطائف حتى اليوم”. وحول واقع بعلبك وطبيعة المشاركة، اشار رعد إلى أن “المشاركة في لبنان ككل تكون بمعزل عن طوائفها وأحزابها، وحتى الشباب المحزّب مظلوم فقد وعد كثيراً ولم ينفذ له شيء، وبالتالي حتى لو لم يشارك كل أهالي بعلبك فالموجودون يعبرون عن كل الناس وستشهد بعلبك إرتفاعاً في وتيرة المشاركين، ونتوقع أن يعاود المشاركون في اعتصام بيروت الإنضمام الى الساحة هنا بعد الإنتهاء من هناك”.