IMLebanon

البقاعيون… لإسقاط حكومة “الحزب”

كتب أسامة القادري في صحيفة “نداء الوطن”:

لم تقتصر “إنتفاضة الغضب” على التظاهرات في وسط العاصمة بيروت وفي ساحات المدن اللبنانية، أو على قطع الطرق والأوصال في ما بين القرى والبلدات، إنما بدت تنتقل من حالة العفوية إلى حالة تنظيم نفسها بنفسها ووضعها على السكة الصحيحة بعدما بدأت عمليات التشاور واللقاءات مع القوى الداعية للتظاهر، بهدف توحيد مطالبهم وتوحيد شعاراتهم بسقوفها الممكنة بحدّيها الأدنى والأعلى.

فيوم أمس كان للبقاعيين الدور الكبير في عملية الحشد الشعبي في ساحتي الشهداء ورياض الصلح، من خلال الدعوات والمسيرات السيّارة بين القرى والبلدات من مختلف الطوائف، التي صدحت ودعت الناس إلى التظاهر في بيروت، كما فتحت مسارب الى جانب السواتر الترابية التي رفعت في ما بين المناطق أمام السيارات والحافلات التي تنقل المواطنين من البقاع الى ساحات الاعتصام في العاصمة بيروت، حتى أن الطريق الدولية شهدت العديد من البقاعيين يتجهون الى بيروت ليل السبت للتظاهر ومؤازرة رفاقهم في الاعتراض.

وكانت الطرق الرئيسية والدولية شهدت قطعاً كاملاً بهدف شل الحركة الى حين اعلان استقالة الرؤساء الثلاثة بحسب مطالب المعترضين الذين تجمعوا في ساحة شتورا بعد ظهر السبت، بناء على دعوات من الأحزاب اليسارية “منظمة العمل الشيوعي والحزب الشيوعي” الى جانب المواطنين المستقلين، وهيئات المجتمع المدني. حيث برزت الشعارات السياسية المنددة بسياسة الارتهان لسلاح طائفي يقف أمام تقدم لبنان.

أما في مدينة زحلة عند مستديرة المدخل الرئيسي، فكانت واضحة نسبة الحشود الكبيرة التي شاركت في الاعتصام، بتنظيم من شباب المجتمع المدني وبدعوات من “الكتلة الشعبية” وحزب “القوات اللبنانية” الذين حضروا بمسيرة حاشدة، وحزب “الكتائب” والمستقلين.

وعبّر الأهالي عن استيائهم من خطاب الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله واعتبروه بمثابة تهديد للبنانيين، وتغطية للفاسدين. كما كانت الطريق الدولية قد شهدت إقفالاً في ثلاث محطات رئيسية، مثلث قب الياس طريق بيروت شتورا، وتمّ نصب خيمة، وأقفل الطريق أمام جميع الآليات باستثناء سيارات الاسعاف والجيش والمشاركين في الاعتصام في بيروت، وكان لرئيس بلدية قب الياس جهاد المعلم وقفة مع المعتصمين حيا فيها همة الشباب في انتزاع حقوق اللبنانيين من براثن السلطة، وطالب أن تتنازل هذه السلطة عن عنجهيتها تحسباً لأخذ الوطن إلى المجهول، وأكد ان مطالب الناس لا يمكن لأي سلطة أن تساوم عليها.

كما تمّ قطع الطريق الدولية عند مثلث المرج البقاع الغربي برالياس بالسواتر الترابية بشكل كامل أمام كل الآليات ما فرض على المواطن سلوك طرق فرعية داخل البلدات للتنقل، فيما شهدت طريق راشيا دمشق شتورا عند مثلث المصنع قطعاً كلياً أمام السيارات بعدما عمد أهالي بلدة مجدل عنجر الى رفع السواتر الترابية ونصب خيمة وسط الطريق، ومنع عبور السيارات، حيث أكد المتظاهرون في البقاع إستمرارهم بالاعتصام في الشوارع الى حين تحقيق مطالبهم باسقاط “هذا النظام”.

وبرزت دعوات المعتصمين في عاصمة البقاع زحلة، وفي برالياس ومجدل عنجر وتعلبايا وسعدنايل وقب الياس، إلى رئيس الحكومة سعد الحريري لتقديم استقالته من الحكومة وانضمام “تيار المستقبل” إلى الجماهير لإسقاط رئيس الجمهورية ميشال عون في الشارع، وبالتالي إسقاط مشروع “حزب الله” وسلاحه.

وكان المعتصمون أقفلوا الطرق المؤدية الى البقاع الغربي وراشيا، في العديد من المحطات من خلال رفع سواتر ترابية ومنع عبور السيارات، كما أرسلت كافة المدارس والجامعات الخاصة والرسمية رسائل عبر شبكات التواصل تعلم الطلاب عن عطلة يوم الاثنين على أن يحدد دوام المدارس لاحقاً.

وكان اصحاب الأفران في البقاع قد ناشدوا المعتصمين فتح الطرق أمام شاحنات نقل الطحين إلى الأفران وكذلك ناشدوهم السماح لسيارات بيع الخبز بالعبور إلى البلدات.