IMLebanon

البقاعيون: لن نخرج من الساحات… ولا خطوط حمر

كتب أسامة القادري في صحيفة “نداء الوطن”:

بدأت الثورة تأخذ مجراها الطبيعي وأدرك البقاعيون كما باقي اللبنانيين أن الساحات هي المقود نحو التغيير للخلاص من طبقة سياسية أمعنت فساداً وتسلطت في جورها على الفقراء ورهنت الشباب بولائهم لرموز سلطة الطوائف. فتحولت ساحات القرى والمفارق الى إعتصامات دائمة انقلاباً على هذا الارتهان ورفضاً لسياسة النهب والمحاصصة التي تخطت كل أنواع الأنظمة.

أبدى المعتصمون في الساحات البقاعية امتعاضهم من تصريح نُسب لموفد “القوات اللبنانية” إلى بكركي بأن “مقام رئاسة الجمهورية خط أحمر”، على اعتبار أنّ هذه الثورة قامت بوجه العهد ومن يقف خلفه، مما دفع بالمعتصمين في جب جنين في البقاع الغربي وعند نقطة المصنع الحدودية بعد ظهر أمس إلى رفع شعار “الخطوط الحمراء” عن أي مسؤول لبناني ساهم أو كان شاهد زور في نهب المال العام، غير أن أحد الإعلاميين عاد وأوضح أن الموفد القواتي لم يتطرق إلى موقع رئاسة الجمهورية لا سلباً ولا إيجاباً.

وعلى الرغم من ذلك، سيطر الخبر المتداول على الاعتصام، وحذّر الناشط في الانتفاضة والعضو في تجمع الشبيبة الديموقراطي محمد الشياح من أن “رموز الطوائف هم الأكثر تضرراً من هذا الحراك الشعبي، لذا يحاول البعض حرفه عن مساره الوطني من خلال فريق سياسي يحاول لعب دور المعارضة بحماية مقام رئاسة الجمهورية من موقعه الطائفي، هذا ما يعطي أهمية لشعارنا الذي رفعناه “كلن يعني كلن من دون استثناء رئيس أو قائد إن لم يشارك في السرقة كان شاهد زور ولا نريد شهود زور”، وقال: “باقون في الشوارع حتى آخر نفس إلى أن تسقط الحكومة وتتجمد صلاحيات رئيسي الجمهورية ومجلس النواب، وإجراء انتخابات نيابية لن نترك الساحات”.

وفي البقاع الأوسط، تحديداً في زحلة والقرى المجاورة بدأت الانتفاضة تأخذ طريقها نحو اعادة هيكلتها وترتيب أهدافها ونشاطاتها اليومية من خلال انشاء تنسيقية للبقاع وزحلة تضم العديد من الأسماء من مختلف القرى والمناطق وممثلي أحزاب وقوى وهيئات مجتمع مدني لحصر الحراك قدر الإمكان في دائرة التنظيم الحراكي المطلبي كي لا تتغلب عليه الغوغائية والفوضى، ومنعاً لتسلل السلطة من خلال الفراغ فتصطاد في المياه العكرة. وقطعاً لأي خطاب فئوي وطائفي بدأ التواصل مع العديد من القوى المدنية والحزبية “خارج السلطة”، لتوحيد مطالبها. فيوم أمس نقل المعتصمون ساحات اعتصامهم من الباحات إلى جانب الشباب الذين يقطعون الطرق الرئيسية والدولية لمواكبة الثورة بالعصيان المدني، فعند نقطة المصنع الحدودية افترش المعتصمون الارض امام الجيش اللبناني لمحاولته فتح الطريق الدولية، بعدما نادت مآذن بلدة مجدل عنجر شبان البلدة المؤيدين “للثورة”، لمؤازرة إخوانهم عند مثلث راشيا – دمشق – شتورا، سرعان ما تمت الاستجابة للنداء وحضر المئات من الشبان وجلسوا على الارض منعاً لتقدم الجيش وفتح الطريق، وعلى أثرها أقيم الاعتصام الحاشد، وتحدث فيه كل من امام بلدة مجدل عنجر محمد عبد الرحمن، ومسؤول الحراك في البلدة المختار ناصر صالح وأكدا في كلمتيهما أن الاهالي لن يخرجوا من الساحات إلا باستقالة الرؤساء الثلاثة، بحسب التراتبية المعهودة تبدأ بالرئاسة الأولى رئيس الجمهورية ثم الرئاسة ثانية رئيس مجلس نواب والثالثة رئاسة الحكومة.

هذا المشهد لم يقتصر فقط على مجدل عنجر انما تكرر عند مفرق برالياس – المرج – البقاع الغربي على الطريق الدولية، حيث احتشد المئات لمنع الجيش من فتح الطريق حيث اقيم الاعتصام وعبّر الاهالي عن مطالبهم في اسقاط النظام ومحاسبة الفاسدين.

وعند دوار زحلة ايضاً افترش المعتصمون الارض رفضاً لفتح الطريق. وكان للحراك في قب الياس رونق بعد اشكال وقع امس عند مفرق قب الياس جديتا – شتورا – بيروت، تمت اعادة ترتيب وضع الشباب والاعتصام وسط الطريق الدولية ورفضوا فتحه تأييداً لاستمرار العصيان ووقف العمل في لبنان، خصوصاً أن هذه النقطة هي شريان البقاع لتواصله مع العاصمة بيروت.

ويؤكد الناشط في الحراك جواد العمقي ابن بلدة قب الياس لـ”نداء الوطن”: “نحن موجودون في الاعتصامات إلى أن نحقق مطالبنا، طرقاتنا مفتوحة فقط أمام الجيش وسيارات الإسعاف والحالات الحرجة أما غير ذلك فالطريق مقفلة”، ويقول: “لن نقبل بترك الساحات الا باستعادة المال المنهوب واقالة هذه الطغمة الفاسدة من دون استثناء”.

وقُطعت طريق راشيا الجنوب عند مثلث ضهر الأحمر واعتصم المئات من أبناء قرى راشيا رفضاً لسياسة التجويع، والنهب، وطالب المعتصمون باسقاط العهد وكل من معه.

ويقول الناشط في حراك راشيا عبد الحكيم القادري: “لسنا قطاع طرق نحن في ثورتنا هذه نبني وطننا الذي حولوه مزرعة، لن نترك الساحات حتى يسقط هذا النظام الطائفي الفاسد، نعم نقطع الطريق للاستمرار بالعصيان المدني لحين تحقيق ما خرجنا من أجله”.

بدوره، أكد الناشط علي عبد الخالق أن “الناشطين بدأوا بمروحة اتصالات في ما بين مجموعات الحراك البقاعي والمركزي للوصول إلى تنسيقية باسم الحراك من شأنها تنسيق الاعتصامات وتوحيد الشعارات وتنظيم آلية التحرك تحسباً لدخول مندسي السلطة وإحداث الفوضى”.

إلى ذلك، اجتمعت دار الفتوى في ازهر البقاع برئاسة مفتي البقاع الشيخ خليل الميس، واصدرت بياناً أكدت فيه مطالب المعتصمين، وناشدت رئيس الحكومة الاستماع الى مطالب الشعب، كما ناشدت المعتصمين الّا ينزلقوا إلى الفوضى لأن ثورتهم محقة.

كما غرّد النائب ميشال ضاهر مناشداً رئيس الجمهورية ميشال عون حل الحكومة الحالية وتكليف الرئيس سعد الحريري بتشكيل حكومة تكنوقراط، وإرساء قضاء مستقل لمحاسبة الفاسدين.