IMLebanon

كفررمّان تستعيد “عافيتها” الثوريّة

كتب رمال جوني في “نداء الوطن”:

 

“شحذ” الفنان مارسيل خليفة همّة الشباب مجدداً في ساحة حراك النبطية، بعدما خفّ بريق عديدها وبدت الساحة مساء السبت شبه خالية، كما كان حالها صباح الأحد، إلى أن غيّر خليفة الواقع نسبياً، وأعاد الشباب مجدداً إلى الميدان، ليهتفوا من جديد للثورة ولاسقاط “حكم المصرف”.

“يا بحرية” و”أناديكم” وغيرها من الأغاني بثّت روح “الثورة” في الشباب بعد انسحابهم من الساحة ربما لإعطاء فرصة للورقة الإصلاحية علّ الحكومة “تصدُق” هذه المرة. بعض السيدات قرّرن المشاركة للمطالبة بحقوقهن “المهدورة في المحاكم الجعفرية وبسبب ذكورية المجتمع”، ليؤكّدن أن الثورات لا تنهض إلّا بسواعدهن التي تجسّد عصب الحراك عند دوار كفررمان”. يحضرن منذ ساعات الصباح الأولى لإعداد القهوة للشباب ممن بات ليلته في العراء. برأي هؤلاء الشباب “الجنوب مساحة خصبة للزراعة والصناعة لكنه يفتقر للمصانع والمعامل التي توفر فرص العمل”. وهذه حالة باسمة التي تريد أن تتخرج وتجد فرصة عمل بدلاً من الهجرة وتقول “نحن قوة التغيير”.

طريق الدوار في كفررمان بقي على حاله مقفلاً، وتُرك مسرب صغير من النبطية باتجاه كفررمان، وهناك من يتحدث عن إعادة فتح الطريق تسهيلاً لحركة المحال التجارية في المحيط، غير أن الدكتور علي الحاج علي يؤكد “اننا باقون في الساحة حتى إسقاط النظام الطبقي والطائفي”.

شعارات يجري رفعها، ضمن عناوين عريضة غابت عنها أزمة النفايات وأزمات المياه والكهرباء والاقتصاد والبنزين والدولار. وحده العم كامل السبعيني صرخ من حرقة قلب “من حقي ضمان شيخوختي، وطبابة مجانية وبيئة سليمة، سرقوا كل شيء وباعونا الضرائب”. خرج العم كامل إلى الاعتصام في النبطية، ورقص على وقع أغاني الثورة ورفع شكواه عالياً، أسوة بالطفلة مايا التي طالبت بالعودة إلى المدرسة لأنّ “بناء الوطن يبدأ بالتربية”…

شهدت ساحة النبطية أمس نقاشات حول العديد من القضايا بين من يريد إصلاحات جذرية تطاول الفقراء، كما قال الدكتور رائد مقلد الذي يرى أنّ إسقاط الحكومة يدخل البلاد في نفق مظلم، وبين من جاء لتحقيق مكاسب شخصية على حساب ساحة الشعب. ولهذا تتخوف فدوى من تسييس الحراك وإخراجه من ثوبه، ما دفع المنظمين في ساحة النبطية لوضع العلمين الأميركي والاسرائيلي أرضاً والدوس عليهما تأكيداً على أنّ حراك النبطية وكفررمان لم يخرج عن وطنيته.

ومساء شكّل الشباب سلسلة بشرية بين كفررمان والنبطية ربطاً ببقية المناطق اللبنانية. إلى ذلك تراجع المحامي علاء الدبس مع ثلاثة من زملائه عن الدعوى المقدمة ضد رئيس بلدية النبطية وشرطتها.