IMLebanon

مستقبليّو البقاع للحريري: نحن أو باسيل

كتب أسامة القادري في “نداء الوطن”:

 

ترك اجتماع الرئيس سعد الحريري مع رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل في بيت الوسط، حالة من الامتعاض في الوسط البقاعي واستياءً في الشارع السني، وعلى الرغم من نفي ما تسرّب عنه إلا أن المعطيات المسرّبة عكّرت الجو البقاعي بأن الحكومة المزمع تشكيلها متوقفة على تكليف رئيس الجمهورية ميشال عون للحريري بالتوافق مسبقاً على التأليف وأن يكون وزير الخارجية جبران باسيل من ضمن الوزراء السياسيين.

وكأن عون يريد أن يلحس الحريري مبرد التأليف قبل التكليف ضمن تجديد التسوية التي نعاها المستقبليون قبل المراقبين، لإعادة رمي كرة المسؤولية في “بيت الوسط” من جديد، وباعتماد الورقة الاصلاحية التي أعلنها الحريري بياناً وزارياً للحكومة المقبلة كوسيلة لاسكات الانتفاضة، وبالتالي يعمدون الى احباط الشارع ووضع الجيش في مواجهة المعتصمين الرافضين لأي صيغة تبتدع التوافق الديموقراطي.

وهذه القراءة وصلت إلى البقاع وعلى رغم عدم ثبوتها، فتحت نقاشاً بين قيادات “المستقبل” البقاعية التي اعتبرت أن “الحراك، أتى بنتيجة مهمة للحريري ولكل الاحرار الذين يريدون بناء وطن لا التغطية على الدويلات داخل الدولة، ومن غير المنطقي أن يكون الحريري مشاركاً بضرب هذه النتيجة”، وتعتبر مصادر مستقبلية أن “اجتماع باسيل – الحريري في دارة الأخير كان بمثابة رسالة حملها باسيل اليه لإبلاغه برؤية الرئيس ميشال عون حول شكل الحكومة العتيدة، وان يكون باسيل أحد ابرز الوزراء السياسيين فيها”.

وقال قيادي من “المستقبل”: “مشكلتنا مع الرئيس الحريري انه يسمع لمستشاريه الوصوليين، والذين يوجهون السياسة بما تقتضيه مصالحهم الشخصية”، وتابع بتأفف: “استقالة الحريري كانت بمثابة حبل الانقاذ له وللتيار من الغرق جراء الانتفاضة، لأن غالبية الشارع المؤيد للحريري نزلت الى الساحات وهتفت باسقاط الحكومة التي يرأسها”، فبحسب المستقبليين أنفسهم “كانوا يعتبرون الحكومة حكومة “حزب الله” وأن باسيل الآمر الناهي والناهب فيها، فلا داعي للحريري أن يتحمل وزر هذه التسوية التي ما صدقنا أننا أصبحنا خارجها”.

وقال متابعون إن الحريري “باستقالته دفن التسوية، وطالما أن رئيس الجمهورية ميشال عون يمثل فريقاً سياسياً مسيحياً، لا داعي لهذا الفريق ان يتمثل بالحكومة، وأيضاً طالما أن فريق 8 آذار على رأس مجلس النواب فلا داعي لأن يكون الثلث المعطل معه”.

وأكد قيادي مستقبلي بارز أن أعضاء في المكتب السياسي ابدوا استياءهم من طريقة مستشاري الرئيس الحريري في مقاربة الأمور، وحملوا مسؤولية اعادة تدوير الزوايا لأحد مستشاريه البارزين الذي كان ضد استقالة الحريري حفاظاً على التسوية وكان سبباً في تأخر الاستقالة. وعتب القيادي على استمرار “الشيخ سعد في عدم سماع انتقادات المحازبين والقيادات في المناطق لاداء القيادة المركزية”، وحذر محازبون لـ”المستقبل” من “قبول الحريري بباسيل وزيراً في الحكومة”، وتابع: “إما أن يفرض الرئيس المكلف شروطه وإما أننا في اتجاه اسقاط العهد ورأسه، هذه هي المعادلة الجديدة التي نتجه اليوم لأن نفرضها على الحريري نفسه او نكون بحلٍ منه ومن التيار”.

حواجز واعتداءات

وكان المعتصمون التزموا بقرار فتح الطرقات من دون أن يسجل أي اشكال، سوى في بعض الاماكن حيث حاول مواطنون محسوبون على “التيار الوطني الحر”، و”حركة امل” و”حزب الله” والحزب “الديموقراطي اللبناني” اقامة حواجز على الطرقات، منها عند جسر جلالا الذي شهد اشكالات واعتداء على مواطنين، مما دفع الجيش إلى التدخل وفتح الطريق مقابل فتح طريق سعدنايل، كما هاجم مواطن محسوب على “الديموقراطي” بسيارته مواطنين معتصمين عند مثلث ضهر الاحمر راشيا. وفي زحلة استفز احد المحسوبين على “الوطني الحر” المعتصمين ما ادى الى تبادل للشتائم.