IMLebanon

بوغدانوف إلى لبنان… مع “نظريّة” السلطة ومحور “الممانعة”؟

كتب ألان سركيس في “نداء الوطن”:

 

إستغرقت بعض عواصم الدول الكبرى وقتاً لدراسة ماذا يحصل في لبنان وإلى أي مدى ستستمرّ ثورة الشعب على الطبقة السياسيّة الفاسدة، وهل من أيادٍ خارجيّة تُحرّك تلك الإنتفاضة الشعبية التي فاجأت الجميع من دون استثناء.

لا يمكن عزل أحداث لبنان السياسية عمّا يجري في المنطقة، فتاريخياً كان لبنان يتأثّر بالقناصل والسفارات، وقصص والي الشام ووالي عكا لا يزال البعض يستشهد بها، في حين كانت فترات الإستقلال اللبناني قصيرة جداً، ولم ينعم بلد الأرز بالراحة لمدّة طويلة.

وأمام ضخامة ما يقوم به الشعب اللبناني من ثورة نظيفة ضدّ من أوصل البلد إلى حافة الإنهيار وجوّع الشعب وسرق مقدرات الدولة، تتوالى مواقف الدول الكبرى، بعضها مؤيّد لحراك الشارع وبعضها معادٍ له، وقد برزت أولى بشائر العداء مع تصريح المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي حيث اعتبر أن واشنطن والدول الرجعية في المنطقة تقوم بإثارة الفوضى اليوم أكثر من أي وقت مضى، متحدثاً عن التظاهرات التي تعمّ لبنان والعراق.

وتثير التطورات في لبنان والعراق مخاوف محور الممانعة في هذين البلدين خصوصاً أن الشعب يثور ومن يمسك مقاليد السلطة هم حلفاء طهران، لكن الجديد في كل ما يحصل هو تطوّر الموقف الروسي تجاه الثورة اللبنانية.

وفي التفاصيل، فقد صمت الروس في بادئ الأمر ولم يدلوا بأي مواقف، ثمّ دعوا إلى التهدئة والحوار بين جميع الأفرقاء، ليتطوّر موقفهم أكثر ويصوّبوا على الثورة غير آخذين مطالب الناس الثائرة على محمل الجدّ.

وفي هذه الأثناء، يتحضّر المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط ودول أفريقيا، نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف لزيارة لبنان في وقت قريب، للتحذير من مخاطر ما يجري، فهل سيعتمد سياسة التخويف من استمرار الثورة؟