IMLebanon

النبطية ترفض أن تكون ثورة “مع وقف التنفيذ”

كتب رمال جوني في صحيفة “نداء الوطن”:

عاشت النبطية أمس حراكها بهدوء، واستحوذت نقاشات الشباب داخل خيمة الاعتصام على الأجواء، إذ تم التطرق إلى حق الامومة، حال الشباب، تعزيز دور المرأة في الثورة، إصلاح القضاء، وغيرها من العناوين. دوّن الشباب ملاحظاتهم، واعطوا عنوان “دور المرأة في الثورة” لتظاهرة الأحد المقبل، على اعتبار أن المرأة هي نصف الثورة، ان لم تكن كلها، ويوضح علاء أن “الهدف من النقاش هو رسم خريطة طريق لتحركاتنا المقبلة، إذ لم يعد مقبولاً أن تبقى أفكارنا مشتتة”.

يحتدم النقاش بين الشباب، تعلو أصوات البعض معترضة أو موافقة، تسجل سلام بدر الدين العديد من الملاحظات على ما يجري داخل ساحات الوطن، لها رأيها في قضية قطع الطرقات: “على مين عم نقطع أو بدنا نقطع طريق، الأفضل أن تتم المطالبة بإصلاح القضاء، فهو السبيل الاسلم لإصلاح البلد”. لا يوافقها قاسم الرأي، ويعتبر أن “الأهم تشكيل حكومة يفرزها الحراك نفسه”، من دون أن ينسى الإشارة إلى أن “الثورة هي لكل الناس، ولا يحق لاحد من الفاسدين ركوبها”.

هدأ محرك حراك النبطية كما كفررمان، ويرفض محتجون ركوب موجة إقفال الدوائر والمؤسسات، ويفضلون التأثير داخل ساحات الاعتصام، مقابل مجموعة أخرى ترفض سياسة التهدئة وتفضّل التصعيد، “لما له من تأثير ضاغط في وجه السلطة” وفق محمد الذي يرى انه “يجب أن تخرج الثورة في النبطية من رحم الصمت الذي تعيشه، وايضا من لعبة الرقص والغنج، يجب أن تغيّر مسار يومياتها”.

وفيما كان النقاش يحتدم، كانت محطات المحروقات في المدينة تعيد اغلاق أبوابها بعد نفاد ما تبقى لديها من بنزين. تكاد الحركة الاقتصادية والتجارية أن تكون مشلولة كما حال طرقات معظم القرى، وزاد الطين بلة أزمة عدم قدرة الموظفين على سحب رواتبهم من الصراف الآلي، ما ادخل المنطقة بأزمة “سيولة” ستؤثر حتماً على حركة السوق برمته. ووفق سارة “هناك لعبة خطيرة تمارس ضد المواطن كورقة ضغط عليه، للأسف هي لافقار الناس أكثر”. في المقابل يحاول ابراهيم أن يصوب لائحة المطالب “صرلنا شهر بالشارع، صار لازم نخرج بسلة مطالب معيشية واقتصادية واجتماعية وشبابية، لم يعد مقبولاً أن نبقى ثورة مع وقف التنفيذ، بيدنا سلاح قوي للضغط ويجب استثماره”. في المقلب الآخر للمدينة كانت الحياة تسير بشكل طبيعي، ولم يُسجل اي تحرك تصعيدي باتجاه إقفال محلات الصيارفة التي تتحكم بسعر الدولار، الذي سجل 1870 ليرة للدولار، ولم تشهد اي مسيرات طالبية للمطالبة بتغيير مناهج وسياسة التربية، بل كان كل شيء يسير بوتيرة طبيعية مع استمرار اغاني الثورة التي تصدح في ساحات الحراك وتذكر كل العابرين بأن “هناك ظلماً في كل مكان”.