IMLebanon

في الدفاع عن حكومة أخصّائيين

كتب المهندس موسى فريجي في صحيفة اللواء:

أنا أفهم حساسية البعض لأي ملاحظة تخالف رأيهم، لكن لا بدّ في هذه اللحظة التاريخية في لبنان من المصارحة وتبادل الرأي وقبول الإستماع للرأي الآخر.

بالرغم من متابعتي لكل ما يجري لم أستطع أن أفهم رسالة العديد إلى ما قد يحصل من تقاتل وسفك دماء وفوضى ومجاعة إلخ…

لو عدنا 29 يوماً إلى الوراء وتابعنا ما يطالب به المتظاهرون المنتشرون في كل المناطق اللبنانية لرأينا أنهم أنقياء القلوب يشكون من البطالة وعدم الرغبة في الهجرة ويطالبون بالطبابة والضمان الإجتماعي وضمان الشيخوخة وفرص العمل والسلام والعدالة لا أكثر ولا أقل. يجاهرون بتعبهم وعدم ثقتهم بالسلطة الحاكمة منذ عام 1992 ويُحمِّلون كل مَنْ حكم منذ ذلك الوقت حتى الآن أقلّه بسوء الإدارة وإلى تسليط الضوء على نهب ثروات البلد والفساد والمُحاصصة وهدر المال العام وغيرها من الموبقات التي تمّت ممارستها والتي أوصلت لبنان إلى شفير الإفلاس إن لم يكن الإفلاس بعينه.

وبناءً عليه، فإنهم يطالبون بحكومة لا تحوي أيّاً من الذين تعاقبوا على حكم لبنان من رئيس ووزراء، أي بحكومة كفاءات نظيفي اليدّ، عالمين عارفين متخصّصين، لا يهتمون إلاّ بالإصلاح وبإستعادة المال المنهوب وبتصحيح مسار الحكم إلى الأفضل، ومن ثم تسليم السلطة إلى مجلس نواب جديد منتخب على قانون يراعي اتفاق الطائف. يطالبون بهكذا حكومة لا تتعاطى بالأمور الإقليمية ولا الدولية بل تركز على الإصلاح والتصحيح وخلق فرص عمل ونقل البلد من ريعي إلى منتج يحفّز الاستثمار ويحسّن الميزان التجاري ويوقف العجز بموازنة وميزانية الدولة.

وبناء عليه، لما الخوف من هكذا حكومة مستقلة من كل الأحزاب والكتل والتكتلات بما فيها حزب الله، طالما أن أحداً في الحكومة المستقلة لن يتعاطى بمسألة سلاح المقاومة بل يفاوض الحكومة السورية على عودة النازحين السوريين كجزء من تصحيح العجز المالي وصون كرامتهم في آن؟!.

أُضيف على كل ذلك، أنّ على الحكومة المستقلة أن تمنع وزراءها من استقبال أي سفير أو مسؤول غير لبناني وتحصر مقابلتهم بوزارة الخارجية التي تنقل إلى مجلس الوزراء نتيجة مراجعاتهم واتخاذ الموقف المناسب بشأنها.

وباختصار فإن الثائرين همُّهم الإصلاح. والإصلاح لن يأتي على يد مَنْ قصّر بالإدارة وأفسد بالمال العام واقتصاد البلد. أرجو ألاّ يعدّلوا من مسارهم السلمي، ولا يتأثّروا بالتهويل والاقتتال وسفك الدماء والفوضى، بل يثابرون على المطالبة بحكومة مستقلة نظيفة خالية من أي من مخلفات الذين حكموا حتى الآن.