IMLebanon

مصدر ديبلوماسي: قد يُمكن تمرير حكومة تكنو – سياسية بتوليفة ذكية

كتب أنطوان الفتى في “اخبار اليوم”: 

 

حركة ديبلوماسية وسياسية غربية كثيرة تحصل في الآونة الأخيرة حول لبنان، ومن أجله. ولكن المهمّ هو أن لا تكون في النهاية “بلا بركة”، انطلاقاً من مخاوف أساسية تتعلّق بأن فرنسا لن تذهب في عهد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بعيداً، لا في دعم الحَراك الشعبي اللبناني، ولا في معاداته لصالح السلطة السياسية التي لا تزال تُفشِل الى الآن، تطبيق مقررات مؤتمر “سيدر”.

فالموقف الفرنسي الحالي ليس سهلاً، إذ إن باريس لم تَعُد تتعامل مع ملف لبناني كلاسيكي يتطلب مبادرات سياسية محلية وإقليمية ودولية معيّنة قد “تمون” هي (باريس) عليها أو على أجزاء منها، بل إننا أمام واقع مطلبي معيشي، يجعل الحلول متشعّبة، ويتطلّب انخراطاً دولياً واسعاً فيه.

وبموازاة ذلك، نجد أن حركة “السترات الصّفراء” الإحتجاجية في فرنسا، قد تسحب بساط المصداقية المعيشية والإجتماعية من تحت أرجل الفرنسيّين في لبنان حالياً، ولا سيّما من تحت أرجل إدارة الرئيس ماكرون التي لم تتمكّن الى الآن من الإستجابة لمطالب الفرنسيين الإقتصادية والإجتماعية والمعيشية بالتمام والكمال، وهو ما يعني أنها ليست الجهة المخوّلة بالنجاح التامّ في الملفات المطلبية اللبنانية، إذ إن نجاحها المعيشي لبنانياً، مع تأمين الآليات المالية والسياسية الدولية له، سيُحرجها أمام شارعها المعيشي داخلياً. ولا يُمكن للفرنسيين العمل على فائدة “مزاريب” خارجية، فيما الحريق الداخلي لا يزال جمره مشتعلاً، ولو تحت الرماد!

أما بالنّسبة الى البريطانيين، فهم كانوا عبّروا منذ أشهر عن رغبتهم بالتعاوُن مع لبنان، ولا سيّما على مستوى الإستثمارات البريطانية فيه، وهو ما ظهر بوضوح أيضاً خلال المؤتمر الإستثماري اللبناني – الإماراتي. أما ديبلوماسيّتهم، فهي في العادة، من الديبلوماسيات المتحفّظة التي لا تنخرط في الملفات عبثاً. ولكن ماذا يُمكن لهم أن يحملوا في الملف اللبناني، لا سيّما أنهم لا يخرجون عن الفلك الأميركي أيضاً؟ وهل يُمكنهم أن يقفوا في وجه الديبلوماسية الروسية التي لا تحبّذ أي انكسار لـ “حزب تلله” ومحوره الإقليمي في الداخل اللبناني؟

وفي المشهد نفسه أيضاً، يتحرّك السفير البابوي في لبنان جوزف سبيتاري، في شكل يعبّر عن رغبة الكرسي الرسولي والبابا فرنسيس، بالإسراع في الحلّ اللبناني، منعاً لتفاقُم الأوضاع المعيشية أكثر. ولكن ماذا يُمكن للفاتيكان أن يقدّم، أبعد من التمنّي في الإسراع بتشكيل حكومة جديدة؟ وهل تلبّي الأطراف المعنيّة مباشرة بهذا الملف، الطلب؟ ولا سيّما رئيس الجمهورية ميشال عون وفريقه السياسي، على مستوى الدّفع باتّجاه إجراء الإستشارات النيابية، لتكليف رئيس جديد للحكومة؟

أشار مصدر ديبلوماسي رفيع المستوى الى أن “الأمور “تلفّ وتدور” حول نقطة واحدة، وهي أن كل من يحاولون أن يدخلوا على خط الحلّ اللبناني، إما مشكوك في أمرهم من قِبَل “حزب الله”، أو هم أعداء لـ “الحزب” ولحلفائه أيضاً. فيما الحلّ المتعلّق بتشكيل أي حكومة حالياً هو بيد “الحزب”، وبأن تمرّ الإستشارات النيابية بتفاهم عليها بينه (حزب الله) وبين رئيس الجمهورية ميشال عون”.

ولفت في حديث الى وكالة “أخبار اليوم” الى أن “الأمور تقفل على أن كل ما يجري ليس قادراً على طمأنة “حزب الله” وفريق الرئيس عون. فالوعود والمقترحات ومحاولات الإنقاذ الدولية، قد تطمئن اللبناني على مستقبله، على المدى السياسي والمالي المتوسط والبعيد، ولكن لا يمكنها أن تطمئن “الحزب”.

ورداً على سؤال حول إمكانية أن تحمل بريطانيا بعض الأفكار البريطانية  – الأميركية المتعلّقة بقبول حكومة تكنو – سياسية، رغم رفض الشارع اللبناني لها، أجاب المصدر:”قد يُمكن تمرير حكومة من هذا النوع، بتوليفة ذكية تقوم على شخصيات سياسية غير موسومة بالتطرف أو بالتبعية والفساد”.

وأضاف:”ولكن الأمر الأساسي يقوم على أن لا تركيبة حكومية قادرة على طمأنة “حزب الله” في ظل التضييق الذي يحصل عليه، على المستوى السياسي، والمالي خصوصاً. فهو يريد أن يضمن مستقبله، ولكن ما يبحث عنه ربما من المستحيل تحقيقه في اللّحظة الحالية. أما فريق الرئيس عون، فصار أيضاً في وضع صعب، لا سيّما في ما يتعلّق بوراثة وزير الخارجية جبران باسيل للعهد، التي أصبحت في خبر كان”.

وحول تحرّك السفير البابوي في لبنان، وإذا كانت “مَوْنَة” الفاتيكان لا تزال قائمة، ولا سيّما على “الفريق الرئاسي” في ما يتعلّق بالإسراع في الإستشارات النيابية لتكليف رئيس جديد للحكومة، قال المصدر:”بيمونوا. ولكن لدينا في المقابل مرجعية مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي، في اللّحظة الحالية، والتي هي “تمون” أيضاً”.

وختم:”خامنئي مرجعية سياسية وعسكرية ودينية. ومن دونه، يصعب إيجاد أي تسوية، خصوصاً أنه يمتلك قوّة عسكرية على الأرض لا يملكها غيره”.