IMLebanon

بقاعيّو “الثورة”: الخطيب غير ملزم لنا وسنُسقطه في الشارع

كتب أسامة القادري في “نداء الوطن”:

لم يُخفِ البقاعيون سخطهم من تصرف “التيار الوطني الحر” ودعوته الى تظاهرة تأييد في بعبدا في الوقت نفسه الذي دعا فيه ناشطون الى اعتصام على طريق القصر الجمهوري لمطالبة رئيس الجمهورية ميشال عون بتحديد موعد للإستشارات النيابية الملزمة وفق ما نص عليه الدستور اللبناني.

ويرى البقاعيون أن هذا التعنت يدفع الى تأزيم الوضع الإقتصادي ويضع الرئيس عون موضع المسؤول الأول عما تذهب اليه الأمور، ويصبح الحراك الشعبي ملزماً بالدعوة لاسقاط رئيس الجمهورية، لأنه في حال استمرت السلطة في سياستها الإلتوائية والرهان على تقطيع الوقت، فإنها تريد الذهاب بالبلاد الى الهاوية.

واعتبر العديد من البقاعيين أن “طرح اسم رجل الأعمال سمير الخطيب غير ملزم لهم وبحال كلف رسمياً سيتم اسقاطه بالشارع لأنه تم طرحه بطريقة غير دستورية”، ويشعرون أن هناك صفقة جديدة، مما ترك استياء شعبياً من آلية التعاطي في تأليف الحكومة، كما عبروا عن رفضهم لدعوة اجتماع الحكومة المستقيلة لأن ذلك يخالف الدستور كما يشجع هذه السلطة على تماديها في انتهاكه، لأن الناس اسقطت الحكومة اعتراضاً على آلية عملها وسياستها فلا يعقل أن تعود وكأن شيئاً لم يحصل.

كما عبّر الناشطون عن سخطهم لدعوة “الباسيليين” (مناصرو الوزير جبران باسيل) الى مواجهة الحراك على طريق بعبدا واعتبارها دعوة غير بريئة يريدون منها جر “الثورة” الى “اشتباك” مع “ميليشيات” السلطة، لأن بعضهم يحمل سلاحاً شهره الأحد الماضي بوجه معتصمين على طريق بعبدا، بحسب ما أكده ناشطون تعرضوا للاعتداء على سياراتهم وهم عائدون من الاعتصام الى البقاع.

ففي البقاع استمر الثوار بالتدفق الى ساحتي رياض الصلح والشهداء للاعتصام ورفع الصوت المنادي باسقاط النظام الطائفي، وعمت اعتصامات حاشدة العديد من النقاط في البقاعين الأوسط والغربي، وعند مستديرة زحلة حيث أقيمت الخيم الحوارية والتي من خلالها يتم شرح آليات وأساليب الاعتراض السلمي من خلال تفعيل الحراك الاعتراضي في القطاعات في ظل غياب العمل النقابي.

وفيما يستمر الاعتصام في دوار “الثورة” برالياس المرج، وفي تعلبايا، لم تتوقف الاعتصامات عند مثلث جب جنين كامد اللوز البقاع الغربي، والمنددة بسياسة رئيس الجمهورية في مصادرة موعد الاستشارات النيابية والتكليف، وقد ردد المشاركون الهتافات المطالبة بإسقاط الرئيس عون والمنظومة الطائفية.

ويشدد الناشط في الثورة المسرحي عمر سعيد أنه منذ سقوط حكومة العهد تحت ضغط الثورة، “تنزل علينا أسماء المرشحين للتكليف وتطل علينا بشكل استفزازي، كما لو ان هذه السلطة لا هم لها إلا لي ذراع هذا الشارع المنتفض”، ويقول: “أمام فشل رئيس الجمهورية في قيادة جيش من 30ألف عسكري، ومنذ ذلك الوقت يتصرف كما لو انه امبراطور، فيضرب بعرض الحائط كل الأصول الدستورية، ويحبس الاستشارات ليتم تشكيل الحكومة وتوزيع الحقائب قبل الاحتكام إلى ممثلي الشعب وقبل التكليف”. وتابع سعيد ان “عبور لبنان بطوائف الى الدولة المدنية لن يكون إلا بعملية جراحية كبيرة مبضعها اليوم بيد الاهالي الذين عليهم الوقوف في وجه السلطة الفاسدة”، واعتبر ان “طرح اسم سمير الخطيب يهدف لإطالة عمر الفساد والطائفية، ولبنان لا يمكن ان يكون بناؤه بشواكيش الفاسدين وحجارهم مهما حاولوا، والطائفة السنية لا يمكن أن تكون شريكة في مثل هذه المشاريع الهدامة”.

أما الناشط حسين حرب فشدد على أن “ما يتم اختراعه في تأخير الاستشارات وتسريب أسماء خلافاً للآلية الدستورية، لا يحل الازمة انما يعقدها ويزيد المعتصمين اصراراً على البقاء في الشارع، خصوصاً ان البلاد دخلت الازمة الاقتصادية قبل 17تشرين الاول، وتفاقمت في ظل فشل هذا النظام الطائفي القائم على المحاصصة”، واعتبر ان “دعوة حزب باسيل لقطع الطريق الى بعبدا امام المتظاهرين دعوة تخريبية، تهدف الى خلق صدام بين جمهورين. وهذا مخالف لأدبيات النظام الديموقراطي بل يعتبر من منهجية الانظمة الديكتاتورية القمعية الهادفة الى قتل الشعوب من اجل كرسي او صنم”.

ومساء الاول من أمس اتفق ثوار البقاع على مسيرة من ساحة شتورا الى مدينة زحلة، وعند الثامنة مساءً أقام الثوار اعتصاماً حاشداً تكريماً لابنة البلدة الناشطة دانة حمود بعد الافراج عنها عبروا من خلال هتافاتهم عن اعتراضهم على رئيس الجمهورية، وتدخل باسيل في شؤون الحكم.