IMLebanon

ناجي الفليطي خسر عمله… فانتحر!

كتب رامح حمية في “الاخبار”:

لم يرض ناجي الفليطي العيش مسلوباً عزّة نفسه وكرامته كرب عائلة. أنهى ابن بلدة عرسال حياته بحبل حول عنقه بعدما خنقته قساوة الحياة وشظف العيش في بلد أهمل مواطنيه وتركهم لمصيرهم القاتم. رسم ابن الستة وثلاثين عاماً نهاية لحياته بعدما رفض الحياة التي لا يستطيع فيها تأمين ألف ليرة لابنته رنيم، ابنة السنوات السبع. ناجي الذي خسر عمله في مناشر الصخر بعدما أقفلت، لم يتمكن من تأمين عمل آخر يضمن من خلاله توفير لقمة عيش لزوجتيه (إحداهما مريضة بالسرطان) ولولديه رنيم ومحمد، فكان قراره الانتحار.

أمس، كان خبر وفاة ناجي صادماً في عرسال. قبل أشهر توفيت ابنة بلدته فاطمة بالسرطان، بعدما أخفت مرضها عن اهلها لمعرفتها بعدم قدرتهم على توفير تكاليف علاجها. في قرى بعلبك – الهرمل من أزهق حياته عنوة ايضاً، بعد أن فتكت ديون الربا بحياتهم وخسروا عائلاتهم وممتلكاتهم.

محمود الفليطي اعتبر أن ابن اخيه «ليس إلا بداية لظواهر سنراها مستقبلاً بعدما فقد العراسلة وغيرهم من اللبنانيين عزّتهم وكرامتهم في العيش الكريم وباتوا عاطلين من العمل يمدون أيديهم لطلب المساعدة المالية، وسنرى السرقة والقتل وحتى الخوف من غدٍ لا نعرف الى اين يجرنا». وحمل مسؤولية انتحار ابن أخيه «للحكومات المتعاقبة، وبشكل خاص الحكومة الاخيرة التي أمعنت في إفلاس البلد وزيادة مديونيته من دون الالتفات الى مواطنين يجوعون ويموتون من البطالة والديون ومن المرض وعدم امكانية الدخول للمستشفيات».

قد تطول اللائحة التي سجلت عليها اسماء فاطمة وناجي. ويبقى على الدولة وحكوماتها أن تستشعر خطر تلك اللائحة وتتخلى عن عدم مبالاتها بأبسط حقوق مواطنيها: الحق بالعيش الكريم.