IMLebanon

قيومجيان: المطلوب ليس تغيير وزراء بل ذهنية الحكم

أمل وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الأعمال ريشار قيومجيان أن “تكون هذه الثورة، ثورة الإنسان في لبنان قبل أن تكون ثورة لتغيير الواقع السياسي، ثورة لتغيير الواقع الاجتماعي كي يعيش الإنسان بكرامة وبحياة رغيدة تؤمن إمكانات العيش بكرامة، كي تصل هذه الثورة إلى هذه النتائج قبل تغيير الوزراء، فهناك وزراء صادقون وغير فاسدين ولديهم رغبة بالعمل ولكن ماكينة الإدارة المهترئة والعفنة والبيروقراطية التي تؤخر المعاملات والعقود والإجراءات الإدارية هي بحاجة أيضًا إلى تغيير وليس فقط الوزراء، وكذلك ذهنية الحكم وإدارة الشأن العام في لبنان وحجم الإدارة من خلال الأعداد الكبيرة التي تم توظيفها على أسس سياسية ومحسوبيات يجب أيضا تغييرها”.

واعتبر، خلال زيارته  جمعية “أكسوفيل” التي تعنى بذوي الاحتياجات الخاصة، في مقرها في ديك المحدي، أن “رب ضارة نافعة ويجب أن يعي اللبنانيون حجم الأزمة الاجتماعية التي نمر بها وكنت سبق وطالبت بزيادة موازنة الشؤون بـ35 مليار ليرة كي نستمر في دعم هذه المؤسسات وندفع لها وفق سعر كلفة السنة الحالية وليس وفق الـ2011 او 2012، ومن إيجابيات هذه الثورة أنها أضاءت على الأزمة الاجتماعية الشديدة وعلى أزمة الفقر والمؤسسات وأزمة الإنسان اللبناني الذي يعاني من عوز ومن فقر ومن حاجات اجتماعية شتى، فهذه الثورة أيقظت وأدخلت المؤسسات الإعلامية إلى كل بيت لتظهر حجم الفقر والعوز الذي يعيشه اللبناني، وكنت قد دقيت ناقوس الخطر مرات عدة في مجلس الوزراء لزيادة تمويل برنامج دعم الأسر الأكثر فقرا ولزيادة تمويل المؤسسات التي تعنى بذوي الاحتياجات الخاصة وبالأيتام والمسنين والشرائح الأخرى ولكن للأسف، ولأسباب عدة لم يكن يسمع صوتي”.

وتابع: “أنا هنا لأؤكد وقوفي الشخصي وبما أمثل وكوزير، أنني سأستمر بالوقوف إلى جانبكم وسنبذل كل جهدنا لتستمر هذه المؤسسات لأنكم تقومون مقام الدولة في خدمة هؤلاء الأطفال والشباب ذوي الاحتياجات الخاصة. وأطمئنكم، وبعد أسبوع من لقائنا في بكركي، حيث التزمت أمام سيدنا وأمام كل اللبنانيين أن هذه المؤسسات ستحصل على مستحقاتها، لقد أنهينا توقيع كل العقود والفواتير ترسل تباعًا إلى وزارة المالية ومشكور وزير المالية لانه مدد مهلة إرسال الفواتير، أنا متأكد أن تحصلوا على 3 فصول قبل آخر السنة”.

ووجه قيومجيان “نداء إلى كل اللبنانيين وأصحاب الأيادي البيض، إننا في أزمة والدولة بمفردها لا يمكنها أن تقوم بالواجب كاملا وهي في الأصل تساهم بنسبة 30 إلى 40% من المصاريف، وهي مساهمة ضئيلة نظرا لغلاء المعيشة اليوم”.

وتمنى من “الحكومة العتيدة، التي لن نقبل إلا أن تكون من نتاج الثورة التي يقوم بها الشعب اللبناني، ألا تزيد فقط 35 مليار ليرة لموازنة وزارة الشؤون بل أن تضاعفها كي تستمر هذه الوزارة في القيام بواحباتها تجاه هذه المؤسسات وحالات الفقر والعوز”.

وشكر قيومجيان المؤسسة على “إرادتها بالصمود”، داعيا “المؤسسات الإنسانية كافة التي تدعمها الوزارة إلى التحلي بالمزيد من الصلابة والإرادة والصمود وإننا إلى جانبكم”، آملين أن “نسدد لكم مستحقاتكم كافة مع أصحاب الأيادي البيضاء الذي سيستمرون أيضا بالوقوف إلى جانبكم لأن هدفنا أولا وآخرا الإنسان بما أننا في زمن الميلاد الذي أتمنى أن يكون ميلادًا جديدًا لوطننا ولإنساننا”.

بعد ذلك كانت جولة في أقسام المؤسسة، حيث اطلع قيومجيان على أوضاعها وحاجاتها والتقى الأطفال وعاين عن كثب حياتهم ونشاطاتهم اليومية.