IMLebanon

الحريري خسر على 3 مستويات؟

الأزمة الراهنة معقّدة للغاية وتختلف عن كثير من الأزمات السابقة، حيث خلط الاوراق يحصل كل لحظة. وفي حين ارجئت الاستشارات النيابية الملزمة من الاثنين الى الخميس، نقل عن اوساط القصر الجمهوري ان شعبية الرئيس سعد الحريري الى تراجع ولا بد من البحث عن خيار بديل.

في هذا الاطار، اعتبر مرجع نيابي ان الرئيس سعد الحريري خسر على 3 مستويات:

– الاجماع الشعبي الذي لا يمكن ان يُستبدل برضى دار الفتوى.

– المستوى الميثاقي بعدما كان يحظى على دعم مسيحي – شعبي الى جانب الدعم السنّي.

– قوة الخارج من روسيا الى السعودية مرورا بتركيا وصولا الى اوروبا فالولايات المتحدة: اليوم السعودية لم تعد عرّابة له، ولدى الولايات المتحدة اهتمامات اخرى وهي ليست راضية عن التسوية التي دخل فيها مع “حزب الله” من خلال التيار “الوطني الحر”، ولم يبقَ له سوى التأييد الفرنسي وهو تأييد “غير حماسي”.

وفي هذا السياق، اعتبر المرجع ان رهان الحريري على التيار “الوطني الحر” للحكم معا لمدة ست سنوات لم يكن في محله، وبالتالي لو جرت الاستشارات الاثنين الماضي لكان من الصعب ان يحصل على 65 صوتا، اي ما دون الاكثرية العادية لاعضاء مجلس النواب، وهذا ما لم يحصل سابقا في تاريخ تكليف رؤساء الحكومات.

وامام هذا التعقيد، كيف يمكن الوصول الى المخرج منعا لمزيد من الانهيار، اكد المرجع ان الحل يجب ان يأتي من القوى السياسية اي من رئاسة الجمهورية والمجلس النيابي وليس من الشارع، وبالتالي يجب على هاتين المؤسستين ان تأخذا بالاعتبار 3 عناصر: الحراك الشعبي، الوضع الاقتصادي المتدهور، وشروط المجتمع الدولي. قائلا: اذا لم يحصل تطور في هذا الاتجاه خلال الفترة الفاصلة عن الخميس المقبل، فاننا سنكون امام مأزق.

وردا على سؤال، اشار المصدر الى انه حتى اللحظة المؤشرات توحي بان تكليف الحريري سيكون باصوات هزيلة، لذا فان البحث في تسمية شخصية اخرى جارٍ، لكن الاتفاق غير واضح.

وهل هذا  يعني ان الاتجاه نحو تأجيل الاستشارات النيابية الملزمة، قال المرجع: لا يوجد سبب، مذكرا ان الرئيس ميشال عون كان قد أخّر تعيين الموعد تحت عنوان مفاوضات تساعد في التأليف، وحين تحدد الموعد في 9 تشرين الثاني (من اجل تسمية المهندس سمير الخطيب) تم التأجيل بناء على طلب عدد من الكتل النيابية. وبالامس ارجئ للمرة الثالثة بناء على طلب الحريري.

واضاف المصدر: لن يؤجل مرة رابعة بناء على طلب الحريري، والاخير اساسا لن يطلب اذ لا يوجد مبرر. مع العلم ان اي خطوة في هذا السياق ستحمل مؤشرات خطيرة جدا.

وهل يتدخل المجتمع الدولي؟ اجاب المصدر: لن يتدخل، خصوصا ان ليس لدى الاطراف الخارجية المعنية بالملف اللبناني اصرارا على شخص واحد.

وهنا اشار المرجع الى ضرورة ان تخفض كافة الاطراف سقف المطالب، خصوصا وان المجتمع الدولي، وتحديدا واشنطن، يقبل بحكومة تكنو – سياسية، شرط ان يكون التكنوقراط مستقلين تماما، والسياسيون من اسماء غير مرفوضة او مستفزة، لكنه لا يستطيع ان يؤلف حكومة بمفرده.

واضاف:على المستوى الداخلي، الحريري ايضا مستعدّ للسير بحكومة من هذا النوع، والرئيس عون قبِل باستبعاد باسيل عن التشكيلة المقبلة، موقف “حزب الله” يلين.

وختم: امام الموقفين الدولي والمحلي، لا بد من ان تحصل تسوية على السقوف لا الشروط، خصوصا وان هناك رغبة الخارجية جدية بالمساعدة.