IMLebanon

حراك صيدا: الاستشارات خيّبت الآمال.. رجعنا إلى نقطة الصفر

كتبت محمد دهشة في “نداء الوطن”:

نبض “الشارع الصيداوي” في اليوم الرابع والستين للحراك الاحتجاجي في لبنان، لم يكن على مجرى الاستشارات النيابية الملزمة في قصر بعبدا، وتسمية وزير التربية الاسبق حسان دياب، لم تكن على قدر آمال وتطلعات “المحتجين”، الذين لازموا “ساحة الثورة” عند “تقاطع ايليا”، ويحذوهم أمل التغيير ووقف الفساد وتشكيل حكومة “أخصائيين أكفاء”.

سياسياً، تلاقى نائبا المدينة في عدم تسمية أحد، فرئيسة كتلة “تيار المستقبل” النائبة بهية الحريري، لم تكتف بقرار “الكتلة”، بل حرصت على عدم التوجه إلى قصر بعبدا، وقالت مصادرها: “الهدف هو تسجيل موقف إعتراضي، على كل ما يحصل في عملية التكليف، لا سيما لجهة المواقف التي اتخذت تجاه الرئيس سعد الحريري”، بينما التزم الامين العام لـ “التنظيم الشعبي الناصري” النائب أسامة سعد بقناعاته واعتراضاً منه على التركيبة السياسية التي تتحكم بالبلد، فالحكومة التي يريد “نظيفة” تعالج الازمات الاقتصادية.

شعبياً، فإن الحراك الاحتجاجي، ورغم اختلاف توجهاته، تلاقى أيضاً على ضرورة تسمية رئيس حكومة من خارج “المنظومة السياسية”، حيث يقول الناشط عمر ترجمان لـ “نداء الوطن”، “إن دياب كان وزيراً سابقاً، وبالتالي فانه دخل المنظومة السياسية، ونحن قلنا منذ البداية اننا نريد تشكيل حكومة انقاذية، لا علاقة لقوى السلطة بها، وهذا موقف حراك ساحة صيدا وكل الساحات في لبنان، الرافض لهذه التسمية، لانه جرت تسميته من الكتل النيابية السياسية التي تريد أن يكون لها تمثيل فيها، أي أننا رجعنا الى نقطة الصفر”، مشيراً الى أن “ممثلي غالبية الساحات والقوى المتواجدة فيها ستعقد اجتماعاً موسعاً في بيروت لاتخاذ القرار المناسب وتحديد خطوات على ارض الميدان وليس موقفاً فقط”.

بينما جاءت ردة الفعل الاولى من طلاب بعض المدارس منذ ساعات الصباح الاولى، الذين لم يدخلوا الى صفوفهم كما جرت العادة منذ أسابيع، إذ قرروا متابعة هذه الاستشارات من “ساحة الثورة”، فنصبوا شاشة تلفزيون كبيرة على المنصة، وجهزوها بكل ما يلزم: “صحن لاقط” فضائي، “مكبر للصوت”، “كهرباء”، ليبدأ العرض مع انطلاقتها وسط هتافات بين الحين والآخر.

وقال الطالب عمر المغربي من ثانوية صيدا الرسمية للبنين – الزعتري: “رفضنا الرئيس الحريري أن يشكل الحكومة العتيدة، لانه كان رئيس حكومة سابقاً ولم ينجح فيها ولم يحقق مطالبنا، ونريد أسماء جديدة تكون على قدر الخطر الذي يعيشه لبنان، اليوم نرفض تسمية الوزير السابق دياب تشكيلها ايضاً، لأن تاريخه في وزارة التربية لم يكن مشرفاً، نريد رئيساً يلبي طموحات الطلاب وجيل الشباب ببناء مستقبل واعد لهم ومزدهر للبنان”.

وقالت الطالبة غنوة الغربي، من “ثانوية البنات الرسمية” – حكمت الصباغ: “نزلنا الى الساحة منذ أكثر من شهرين، كي نحقق مطالبنا، اليوم نراها تضيع في “زواريب الصفقات”، نريد رئيساً للحكومة قوياً، وقادراً على التعامل مع الازمة الحالية لمنع الانهيار الكبير والقضاء على أحلامنا”. بينما اعتبرت الطالبة نور أن “الاستشارات أشبه بـ “المسرحية الهزلية”، ولا تلبي مطالب المحتجين، هي حكومة “معلبة”، ذات طابع سياسي، ونحن لا نؤيد تسمية دياب لان ما نشر عنه ليس مشجعاً”.

أمنياً، بدا قرار الجيش حاسماً في منع أي توتير، حيث أوقفت مخابرات الجيش 13 شخصاً، ثمانية منهم مشتبه في تورطهم بأحداث التكسير والشغب والاعتداء على بعض المرافق العامة في وسط صيدا التجاري. فيما تسلمت مخابرات الجيش خمسة مطلوبين من حارة صيدا متهمين بالاعتداء على خيم الحراك في ساحة “ايليا”، وعلم أنه لا يزال هناك خمسة مطلوبين آخرين بالاعتداء نفسه يتوقع تسليمهم لاحقاً.

ووسط العتمة، جرى في “ساحة الثورة”، إضاءة “شجرة الميلاد” تحت عنوان “إضاءة شجرة الميلاد بمطالب الثورة المجيدة”، بدعوة وبمبادرة من مجموعة “أنا مستقل”، حيث تمّت دعوة الناس لتعليق مطالبهم وأمانيهم على الشجرة.

وعلق المشاركون الاعلام اللبنانية على الشجرة، الى جانب عدد من “مطالب الثورة” ومنها: حكومة تكنوقراط من خارج السلطة، ضمان الشيخوخة، التقشف في المصاريف الإدارية، لا للمحارق العشوائية، عدم استغلال الأملاك العامة… وغيرها من المطالب. وأوضح المشرفون أن “الهدف من تزيين شجرة الميلاد، أن يكون صوتنا عالياً حتى لو لم نكن في الشارع، ورفعنا الشجرة لأنها ترمز إلى المحبة والتسامح والعيش المشترك، كما نراها نحن في مدينة صيدا ولها رمزية خاصّة في قلوبنا، علماً أن المدينة وقرى شرقها لم تشهد زينة كما في السنوات السابقة، بسبب الظروف التي يمر بها لبنان، واقتصرت على شجرة الميلاد في المكان نفسه الذي كانت توضع فيه كل عام، لكنها رُفعت هذه المرة من قبل الناشطين في المدينة”.