IMLebanon

“المستقبل”: لن نضع العصي في دواليب حكومة دياب

كتبت لينا الحصري زيلع في “اللواء”:

 

بعد قرابة الخمسين يوما على تقديم الرئيس سعد الحريري استقالة حكومة «الى العمل» حيث انصاع لمطلب الشعب والثوار متخذا قراره بالاستقالة مفاجئا شركائه في السلطة، وبعد اصداره بيان عزوفه عن ترشحه لرئاسة الحكومة، وفي موعدها الثالث والثابت للاستشارات النيابية الملزمة بعد ان تم طرح اسماء متعددة لشخصيات سنية، وفي ليلة كانونية معتدلة الحرارة أخرج الارنب من قبعة الثنائي الشيعي والتيار الوطني الحر، قرار بتسمية الوزير السابق الدكتور حسان دياب لتكليفة تشكيل حكومة جديدة. مع العلم ان الحكومة المقبلة يجب ان تكون استثنائية من حيث الشكل والمضمون، في ظل وضع استثنائي، حيث اصبح البلد في قاع ازمة مالية اقتصادية اجتماعية وسياسية كبرى.

ولكن يبقى السؤال هل سيستطيع الرئيس المكلف وضع خطة انقاذية وتشكيل حكومته بأسرع وقت ممكن من اجل البدء بالعمل؟ خصوصا في ظل ترقب دولي لشكل الحكومة المقبلة ورفض الشارع السني هذا التكليف الذي اعتبره البعض بانه غير ميثاقي ويفتقد للغطاء السني، حيث نال الرئيس دياب اصوات ستة نواب من طائفته فقط.

وفي هذا الاطار، كان لا بد لـ«اللواء» من الاطلاع على موقف «كتلة المستقبل» بما جرى، والتوقعات المقبلة لما يمكن الوصول إليه، حيث سألنا مصدراً في الكتلة عن سبب عدم تسمية نواب «المستقبل» للسفير نواف سلام خلال الاستشارات الملزمة مع العلم انه مرشح الرئيس الحريري، فاشارت المصادر الى ان الكتلة كانت على ثقة بان لا حظوظ لتكليف السفير السابق نواف سلام بعد ان اتخذ الثنائي الشيعي و«التيار الوطني الحر» قرارهم بتسمية دياب، خصوصا بعد البيان الذي اصدره الرئيس الحريري عشية الاستشارات واكد فيه عزوفه عن ترؤس الحكومة المقبلة مع عدم الوصول الى قاسم مشترك مع الافرقاء في السلطة، لا سيما بعد تبلغه صبيحة الاستشارات التي كانت مقررة يوم الاثنين الماضي من حزب «القوات اللبنانية» قرارها بعدم تسميته، لذلك فان الرئيس الحريري ترك الخيار للفريق الاخر بتشكيل الحكومة التي يريدها، وتم اختيار اسم الوزير السابق دياب ليتولى هو تشكيل الحكومة المقبلة.

وحول ما اذا كانت «القوات» وفريق الثامن من اذار مجتمعين احرجوا الرئيس الحريري لاخراجه، تشير المصادر الى انه منذ البداية كانت مطالبة الرئيس المستقيل بانه لن يقبل بتشكيل حكومة الا من الاختصاصيين ولكن تم رفض مثل هكذا حكومة من قبل بعض فريق الثامن من اذار خصوصا من «حزب الله»، الذي كان يطالب بتشكيل حكومة تكنو-سياسية وهذا الامر رفض رفضا قاطعا من قبل الرئيس الحريري.

واعتبرت المصادر ان ما اعلنه الوزير باسيل مؤخرا عن استعداده للخروج من الحكومة قد يكون فخا. وتعتبر المصادر ان الاكيد أن «القوات اللبنانية» تخلت بشكل صريح عن تسمية الرئيس الحريري بعد ان كانت لديها النية عشية الاستشارات. وحسب المعلومات المؤكدة بتسميته، ولكن تغيير القرار في الاجتماع الليلي حيث ابلغت كما اصبح معلوما النائب ستريدا جعجع الرئيس الحريري صبيحة الاثنين خلال اتصال هاتفي به قرار «القوات».

من هنا، فإن المصادر تؤكد ان الرئيس الحريري يرفض ان تتم تسميته بأصوات هزيلة، وهو حريص كل الحرص على ان يكون مسمى من قبل المكون المسيحي بشكل كبير.

وحول ما اذا كان الرئيس الحريري تحجج بموضوع الميثاقية للهروب من تحمل المسؤولية في هذه الظروف الصعبة جدا، تشير المصادر إلى ان الرئيس الحريري كان على استعداد كامل لتحمل مسؤولياته، وهو لم يتعود الهروب، ولكن ما قام به هو استجابة لصوت الشارع عندما طالبه بالاستقالة، كما ان موقعه وماضيه واسمه يحتمون عليه رفض تكليفه باصوات هزيلة لان الامر لا يليق به، من هنا جاءت مطالبته بتأجيل الاستشارات، وبعد المشاورات اخذ قراره بعدم ترشحه لتولي رئاسة الحكومة.

وعن غياب رئيسة كتلة «المستقبل» النائب بهية الحريري عن استشارات بعبدا، تلفت المصادر الى ان لا خلفية لهذا الغياب، خصوصا ان الكتلة حضرت برئاسة نائب الرئيس الوزير السابق سمير الجسر.

وتكشف المصادر عن ان كتلة «المستقبل» اتخذت قرارا بعدم عرقلة تاليف الحكومة بعد الخيار الذي اتخذ من قبل الاكثرية، ولفتت الى ان الكتلة تحترم هذا الخيار على الرغم من انها تعتبر ان التكليف يفتقد الى الميثاقية باعتبار ان اكثرية النواب السنة لم تسم الرئيس المكلف، مشيرة الى ان على من اتخذ قرار بتكليف دياب أن يتحمل مسؤوليته.

وعن موقف رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي قال ان الميثاقية في التأليف وليس في التكليف، تعتبر المصادر ان هذا الامر يعبر عن وجهة نظر من يطلقه، ولكن تذكّر المصادر بشعار «التيار الوطني الحر» وهو ان الرئيس القوي هو الذي يملك اصوات اغلبية طائفته، ويعتبر المكون الاكبر في طائفته وهو الذي يجب ان يكون الرئيس.

واعلنت المصادر بان كتلة «المستقبل» رضيت بالواقع الذي جرى والرئيس الحريري واضح بمواقف، وهو دعا ولا يزال جميع مناصرينه ومحازبيه للخروج من الشارع، وتكشف المصادر بأنه في كل اجتماع للكتلة يصر الرئيس المستقيل على عدم الانجرار الى الشارع لان لعبة الشارع خطرة على كل مكونات البلد،من هنا يدعو نواب التيار دائما الى التوصل مع المواطنين وجمهور المستقبل في كل المناطق لعدم الانجرار الى الشارع.

وعن كيفية تعاطي كتلة «المستقبل» مع الرئيس المكلف وهل ستمنح حكومته الثقة، تقول المصادر كما اصبح واضحا للجميع فان تيار «المستقبل» لن يشارك في الحكومة وهذا امر محسوم، ولكن علينا انتظار الاسماء الذي ستضمها الحكومة، وهناك قرار باننا لن نعارض لمجرد المعارضة السلبية، بل ستكون معارضتنا ايجابية ومراقبة للقرارات التي ستتخذ وانتقادها اذا لم تكن صائبة من اجل تصحيح مسارها والاشادة بصوابيتها في حال كانت ناجحة.

وتعتبر المصادر ان حكومات الوحدة الوطنية تبين انها لم تكن ناجحة ومثمرة، من هنا علينا تجربة حكومة اللون الواحد وهذا الامر حصل في حكومة الرئيس نجيب ميقاتي في العام 2011 لذلك علينا الانتظار واعطائها الفرصة.

وتمنت المصادر للحكومة المقبلة النجاح في الاوضاع الاستثنائية وتأمل ان تكون حكومة انقاذية، ولكنها ترى في المقابل ان الواقع لا يظهر هذا الامر، بإعتبار ان الاوضاع صعبة بشكل عام لا سيما الاقتصادية والاجتماعية الصحية.

وترى انه في حال نجحت الحكومة في عملها وهذا ما نتمناه فان الامر سيكون له انعكاس على كل اللبنانيين، وتقول نحن بحاجة الى اشخاص ذات سيرة حسنة وكف نظيف ويتمتعون بالكفاءة المطلوبة، ولكن الاهم من كل ذلك هو تطبيق القانون ووقف الهدر والفساد عندها يمكن للمجتمع الدولي ان يقدم للبنان المساعدات التي نحتاجها والتي يجب الاستفادة منها بطريقة صحيحة مختلفة عن الماضي.

ورغم صعوبة الاوضاع المالية والاقتصادية فان المصادر تعود وتتمنى النجاح للحكومة وتؤكد بأن تيار «المستقبل» لن يضع العصي في الدواليب بل هو على استعداد للمساعدة في المكان الذي يمكن ان نساعد به الحكومة وسيتم اعطاؤها الفرصة.

وحول ما اذا كان هناك قرار بعدم منح حكومة دياب الثقة تقول المصادر الموضوع مرتبط بالبيان الوزاري للحكومة وبالشخصيات التي ستضمها، وفي نهاية الامر القرار متعلق بالكتلة، الذي سيتم اتخاذه حينها.