IMLebanon

هل توجّه إسرائيل ضربة استباقية للبنان؟

كتبت صحيفة “القبس” الكويتية:

 

رأى محللون اسرائيليون الذين انكبوا على قراءة التوقعات للسنة المقبلة 2020 وتبعاتها على الدولة العبرية ان لا آفاق إيجابية وان ثمة احتمال لحصول اشتباكات مع إيران، وحتى لنشوب صراع أوسع إذا كثفت طهران في هذا العام تخصيب اليورانيوم. ولم تكن التكهّنات بالنسبة إلى الجبهة الشمالية أكثر تفاؤلاً، إذ قال هؤلاء انه على اسرائيل أن تكون مستعدة للتصعيد، بما في ذلك شن حرب وقائية ضد حزب الله.

وفي هذا السياق، قال الكاتب الإسرائيلي بن كاسبيت إنّ رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو قد يوجّه في الفترة القريبة القادمة ضربة استباقية باتجاه «حزب الله»، ما يعني اندلاع حرب جديدة في الجبهة الشمالية، «في ضوء التنامي المتصاعد لتهديد القذائف الصاروخية الدقيقة التي يصنعها الحزب في الأراضي اللبنانية، ما يعني أن مخاطر الاشتباك تتعاظم مع مرور الوقت». وفي مقال على موقع «المونيتور» طرح بن كاسبيت تساؤلاً حول «إمكانية استغلال نتنياهو الفرص الضيقة المتاحة أمامه، رغم تعقيدات ظروفه الشخصية، ويوجه ضربة لمشروع الصواريخ الدقيقة لحزب الله، ما أفسح المجال لصدور دعوات إسرائيلية من جنرالات وازنين ومعاهد بحثية إسرائيلية تطالب باتخاذ مبادرة لحرب استباقية».

ونقل بن كاسبيت عن الجنرال يعقوب عميدرور، الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي، ورئيس شعبة الأبحاث الأسبق في جهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية – أمان، قوله إنّ «إسرائيل مطالبة باتخاذ قرار بتوجيه ضربة استباقية للبنان بشكل جدي، لأنّنا ارتكبنا في الماضي خطأين استراتيجيين أمام حزب الله، أما الخطأ الثالث فسنبكي عليه أجيالاً.. يجب عدم السماح للحزب بتجاوز الخط الأحمر».

وأوضح عميدرور إنّ «الخطأ الأوّل حين سمحت إسرائيل للحزب بالتعاظم العسكري بمستويات خطيرة عقب الانسحاب من لبنان عام 2000، والخطأ الثاني هو عدم الإصرار على تطبيق قرار مجلس الأمن 1701 عقب انتهاء حرب صيف 2006، وفي حال تساهلنا بامتلاك الحزب لقدرات صاروخية حقيقية ومتطورة، فإنّنا سندفع ثمناً باهظاً، ولا نحتمل ارتكاب الخطأ الثالث».

وأكّد عميدرور أنّه «يجب على إسرائيل الاستعداد لتحمّل أثمان ضربة استباقية ضدّ الحزب في حال تأكدنا أنّه تجاوز القدرات السابقة، وأحدث تغييراً في موازين القوى بصورة خطيرة، أو حاز سلاحاً كاسراً للتوازن».

احتكاك يقود إلى حرب

وأشار الكاتب بن كاسبيت إلى أنّ هناك «قناعة تتزايد بأوساط الأمن بأنّ إسرائيل مطالبة بالذهاب لعملية استباقية ضدّ الحزب من الناحية المبدئية، لكن عند الدخول في تفاصيل التوقيت، وتزامنه مع الانتخابات، فإن نتانياهو ملزم بالتشاور مع بيني غانتس وإقناعه بجدوى العملية، وسحب أي مزايدة انتخابية»، موضحا أنّ «التقدير السائد في أوساط أجهزة الأمن الإسرائيلية أنّ إمكانية ذهاب إسرائيل لضربة استباقية ضدّ الحزب ومشروعه الصاروخي منخفضة جدّاً، لأنّ مثل هذا القرار يتطلب من نتانياهو إجماعاً سياسياً لا يتوفر له الآن، في حين أنّ المنظومة الأمنية بحاجة لمزيد من المعلومات الاستخبارية الدقيقة».

وبحسب بن كاسبيت فإنّ «هناك احتمالاً بنشوب احتكاك في الجبهة الشمالية أمر قائم، ويتزايد احتماله مع مرور الوقت، على أن تبدأ بعملية إسرائيلية ثم يأتي ردّ من حزب الله، ثمّ يتدهور الوضع إلى الحرب الشاملة».

بدوره رجح معهد القدس للاستراتيجية والأمن، أن تواصل ايران العام المقبل تجريد الاتفاق النووي من محتواه وزيادة عمليات تخصيب اليورانيوم، ربما إلى معدلات هائلة في موازاة مواصلة واشنطن حملتها «للضغط الأقصى» لاستنزاف الاقتصاد الإيراني، وحسب المعهد، الذي أحد الباحثين الكبار فيه هو الجنرال يعقوب عميدرور، فإن «ثمة احتمال كبير لاستفزازات من جانب إيران. وأضاف المعهد بما يتعلق بلبنان، أن الوضع يتطلب استعدادا لسيناريوهات تزداد خطورة، بما في ذلك قرار إسرائيل بالمبادرة إلى حرب استباقية».

وكانت الصحافة الإسرائيلية قد أولت اهتماماً كبيراً لموضوع إعادة انتشار قوات حزب الله، العائدة من سوريا، في جنوب لبنان وبناء مواقع مراقبة هناك وقريبة من الحدود. في وقت شاع استخدام مصطلح «المعركة بين حربين» للدلالة على أن ما تقوم به إسرائيل من غارات تستهدف مواقع إيرانية في سوريا والعراق، إنما يسبق اندلاع المواجهة الكبرى. وبحسب المحلل العسكري في صحيفة هآرتس، عاموس هرئيل، فإن التوتر في جبهة إسرائيل الشمالية قد يتأثر من ثلاث خطوات: «الاستفزازات الإيرانية في الخليج، التي كانت غايتها جزئيا على الأقل جرّ الولايات المتحدة إلى استئناف المفاوضات حول الاتفاق النووي؛ الاحتجاجات الكبرى في لبنان والعراق ولفترة قصيرة في إيران، وتضع تحديا أمام النظام الإيراني؛ ومشاكل نتانياهو القضائية والسياسية» كونه يواجه اتهامات فساد وفشل في تشكيل حكومة بعد جولتي انتخابات للكنيست.