IMLebanon

ثوّار النبطية يعطون دياب فرصة… وإلا الضغط من جديد

كتب رمال جوني في صحيفة “نداء الوطن”:

 

أعلن “حراك النبطية” كما “حراك كفررمان” خلال وقفات احتجاجية استضافتها الساحات، عن رفضهما للمنطق الطائفي، مؤكدين أنهما يؤيدان المواطنة والعيش المشترك، رافعين شعارات “لا للفتنة، لا للحرب”. وقد رفع “حراك النبطية” من جديد خيمته وحوّل ركام الخيمة المحروقة مجسّماً يحاكي الصمود والاصرار، بالتوازي مع أضاءة شجرة المطالب التي من أجلها خرج في السابع عشر من تشرين الى الشارع.

داخل الساحة التي شهدت وقفة ضد “اللغة الطائفية التي سادت في اليومين الماضيين وكادت أن تجر البلد الى حرب أهلية”، يغلب الحديث حول تكليف الدكتور حسان دياب لرئاسة الحكومة حيث أعلن “الحراك” موقفه الصريح “المؤيد لمنح دياب فرصة بانتظار ما ستؤول اليه مشاورات التأليف، وما سيتضمنه برنامجه الحكومي”. لا يخفي المحتجون مخاوفهم، الا أنّهم يؤكدون على ضرورة أن يحمل البرنامج الحكومي مطالب “الثورة” وأهمها استعادة المال المنهوب، وإلا “فإننا سنعود للضغط الحازم”، كما يؤكد في معرض مقاربته الأحداث المتسارعة.

تحاول ساحة النبطية أن تنأى بنفسها عن التجاذبات الحاصلة في بقية الساحات، وتكمل مسيرتها بسلمية، تعض على جرح التطاول الذي نال من خيمتها ومن عملها الانساني، وتواصل تحركها بزخم. ينطلق الدكتور أكرم شعيب في مقاربته للأمر من زاوية “الاستمرار بإصرار، لأنّ ما خرجنا لاجله يحتاج الى مثابرة، صحيح أننا نتعرّض للضغوط، لكن ذلك يمنحنا العزيمة أكثر لمواصلة السير نحو التغيير الحقيقي”.

يعلن “حراك النبطية” موقفه الواضح من تشكيل الحكومة عبر الوقفة الرافضة للغة الطائفية، التي أقامها داخل الساحة، “نحن جزء من حراك لبنان، ولكن لنا موقفنا المختلف، نعطي الرئيس دياب فرصة حسن نية، علّه يضع قطار مطالب الثورة على سكّة الحل، وإلا فسنعود إلى الضغط في الشارع”.

لم يخرج في تظاهرة الاحد كالمعتاد، وآثر البقاء في الساحة لاعتبارات عدة، لعل أبرزها تجنّب الاستفزاز الذي قد يجرّ الحراك الى منحى آخر، ففضل التحرّك ضمن المساحة المخصصة له قرب سراي النبطية، مع التركيز على مساحة الحوار والثقافة، مستعيداً تاريخ المدينة الثقافي. تحدث أحدهم عن “ثورة الثقافة” التي شهدتها النبطية في سبعينات القرن الماضي وقد خفت نجمها كثيراً في الآونة الاخيرة، و”نحن نحاول ترويج هذا الجانب الفكري لما له من أهمية، فالثورة الفكرية لا تقل أهمية عن ثورة الجوع والحرمان”.

يعتمد حراك النبطية سياسة الضغط الشعبوي، من دون اللجوء الى قطع الطرقات، “لأننا بذلك نقطعها على أهلنا”. يقول موسى لافتاً إلى أنهم “في مرحلة الترقب والمتابعة لما سترشح عنه نتائج المشاورات”.

يتطلع الحراك الى البيان الوزاري وإلى هوية الوزراء الذين سيسمّيهم رئيس الحكومة، ومدى قربهم من هموم الناس ومطالبهم. كلها أمور تمّ نقاشها وتداولها في الوقفة التضامنية، وقد أكد البيان الذي صدر على “ضرورة اجراء انتخابات نيابية مبكرة وفق القانون النسبي واستعادة المال المنهوب”.

هذا ويواصل الحراك بناء الخيمة التي سيوزع داخلها مساعدات الشتاء للفقراء إضافة الى تنفيذ سلسلة نشاطات فكرية وثقافية يراد من خلالها تدعيم الاطر الثقافية والحوارية للشباب.