IMLebanon

إغتيال سليماني يمهِّد لعودة رصّ صفوف 14 آذار؟

كتب انطوان غطاس صعب في صحيفة “اللواء”:    

يبقى الانتظار والترقب سيد الموقف على صعيد ولادة الحكومة وحيث باتت التشكيلة جاهزة مع توقع حصول اي تطور وفي اي توقت نظرا للحالة السياسية الاقليمية المقلقة بعد اغتيال قائد فيلق القدس اللواء قاسم سليماني، مما يعني ان كل الامور باتت مفتوحة على شتى الاحتمالات وهذا ما يبقي الساحة اللبنانية في حالة قلق شديد بعد التهديدات والتهديدات المضادة اثر مقتل سليماني، وعلى هذه الخلفية علم ان ثمة اتصالات تجري من اجل عدم اقحام لبنان باي تطورات متوقعة نظرا لدقة الوضع اللبناني السياسي والاقتصادي والمالي. ولهذه الغاية هناك ترقب لما قد يحصل في الايام القادمة على خلفية الضربة الاميركية للعراق ومقتل المسؤول الايراني اضافة للانقسام على الساحة اللبنانية، وهذه المسائل وفق معلومات دقيقة، مدار اتصالات جرت في الساعات الماضية على اعلى مستويات وتحديداً بين الرؤساء بغية اتخاذ المناسب امام ما يجري في المنطقة، وبالتالي كان هناك اصرار على اعلان الحكومة، وهذا بات متوقعا في اي توقيت الا في حال حصلت تطورات كبيرة او خلافات معينة وعندئذ يبقى لكل حادث حديث.

وفي هذا الإطار، تشير معلومات موثوقة الى ان تدخلات كبيرة حصلت امس الاول على خط تشكيل الحكومة لتتناسب وواقع المرحلة الراهنة فطارت اسماء كانت مرشحة للتوزير ودخلت اسماء اخرى تماشيا مع التطورات التي حصلت في العراق، وبالتالي فان هذه المشاورات والتدخلات من الطبيعي لن ترضي البعض ولكن بات جليا ان الحكومة هي من لون سياسي واحد وستكون حكومة معرضة للمواجهات باعتبار ثمة معارضة بدأت تظهر من أكثر من حزب وتيار وفريق سياسي ولهذه الغاية يتوقع وفق الاجواء الراهنة ان يحصل في مرحلة راهنة تقارب سياسي بين بعض الافرقاء والتيارات الذين كانوا في 14 آذار من اجل توحيد المعارضة، وإن كان هذا الامر في التوقيت الراهن دونه صعوبات في ظل هذه الحملات بين الاطراف المذكورة، ولكن الظروف الحالية تحتم على هؤلاء التواصل والتلاقي حول مسائل معينة، لذلك ان الوضع مرشح لكل الهزات السياسية والاقتصادية والمالية على اعتبار ان هناك واقعا مأزوما على الصعد المالية والاقتصادية والاجتماعية، وهذا ما بدأ ينذر بأمور بالغة الخطورة لا سيما وان الحكومة العتيدة لن تتمكن من حل هذه المشاكل والمعضلات نظرا لصعوبة الوضعين المالي والاقتصادي بحيث هناك انهيار مريب على مختلف المستويات، وثمة مسألة اخرى تعتبر أساسية، وتتمثل بما سيكون عليه الموقف الدولي والعربي لناحية دعم هذه الحكومة في هذه الظروف وخاصة ان كانت من فريق سياسي معين مما يصعب دعمها ان على صعيد اموال سيدر او من خلال مؤتمرات الدول المانحة، لذا ثمة استبعاد بان تحظى الحكومة القادمة بهذا الدعم امام التطورات التي حصلت في العراق وفي المنطقة اضافة الى الواقع اللبناني الذي يشهد حالة انقسام سياسي.

وفي السياق، تشير الاجواء السياسية من اكثر من مصدر موثوق الى ايام مقبلة ستكون صعبة على لبنان ان من خلال التصعيد السياسي الى التظاهرات في الشارع  والآخذة في التصعيد، كذلك الوضع الاقليمي المأزوم والذي سيترك بدوره تداعيات سلبية على الساحة اللبنانية.