IMLebanon

هل ينتقم “حزب الله” لمقتل قاسم سليماني؟

استبعدت مصادر مراقبة في لبنان قيام حزب الله بالرد على عملية اغتيال قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني. واعتبرت المصادر أن النعي الذي صدر عن أمين عام الحزب حسن نصرالله لم يتطرق إلى هذا الاحتمال بشكل دقيق، وأن الحزب ليس بصدد تحضير قواعده الشعبية لاحتمال من هذا النوع.

وقال نصرالله في بيان النعي “سنكمل طريقه وسنعمل في الليل والنهار لنحقق أهدافه، وسنحمل رايته في كل الساحات والميادين والجبهات (…) كما أن القصاص العادل من قتلته المجرمين الذين هم أسوأ أشرار هذا العالم سيكون مسؤولية وأمانة وفعل كل المقاومين والمجاهدين على امتداد العالم”.

وقالت المصادر إن فتح حزب الله للجبهة اللبنانية ضد إسرائيل ليس مستبعداً إذا ما تعرضت إيران نفسها إلى هجمات مباشرة أميركية إسرائيلية، وأن نصرالله سبق أن أعلن جهارا أن تنظيمه لن يبقى على الحياد إذا ما تعرضت الجمهورية الإسلامية لهذا الاحتمال.

ويرجّح ألا يدفع حزب الله باتجاه تنفيذ تهديداته في هذا الظرف بالذات، على الرغم من أن قرارا من هذا النوع يتخذ في طهران وليس في الضاحية الجنوبية مقر قيادة حزب الله في لبنان.

ويعتقد باحثون في شؤون إيران أنه على الرغم من أن اغتيال سليماني هو ضربة قوية غير مسبوقة وغير معهودة من قبل الولايات المتحدة ضد إيران، إلا أن الحدود التي ستصل إليها موجة التوتر الحالية بين واشنطن وطهران هي التي ستقرر الدور الذي قد يلعبه حزب الله.

ويضيف هؤلاء أن الحزب سيراقب تطور الأمور في المنطقة آخذا بعين الاعتبار أهمية تحصين وضعه داخل لبنان لما في ذلك من مصلحة موضوعية للحزب في بلد تريد إيران أن تحافظ داخله على نفوذ متقدم مهيمن على الحياة السياسية فيه.

وكان نصر الله قد اضطر مؤخراً إلى التدخل لتصحيح تصريح كان أدلى به المستشار في الحرس الثوري الإيراني اللواء مرتضى قرباني هدّد فيه بالرد من لبنان على أيّ اعتداء تتعرض له إيران.

وأكد نصرالله في هذا “التصويب”، الذي بدا أنه كان مطلوبا من طهران أيضا، أن أيّ ردّ إيراني على أيّ اعتداء سيكون من إيران. وجاء موقف نصرالله متفقا في ذلك مع تصويب صدر في هذا الشأن من إيران على لسان مستشار المرشد علي خامنئي علي أكبر ولايتي، الذي اعتبر أن تصريحات قرباني أخرجت من سياقها.