IMLebanon

النبطية تتضامن مع خليفة… “معاً لقضاء عادل”

كتب رمال جوني في “نداء الوطن”:

 

لم تمنع الامطار الغزيرة حراك النبطية من الوقوف وقفة تضامنية مع الدكتور عصام خليفة. جاءت وقفتهم في ساحة حراك النبطية بمثابة الوقوف في وجه سياسة كمّ الافواه، ومحاكمة المثقفين على افكارهم وآرائهم، من دون ان ينسوا الدفاع عن استقلالية الجامعة اللبنانية، مؤكدين ضرورة استقلالية القضاء وكف يد القضاة الفاسدين عنه.

وجاءت الوقفة التضامينة التي حملت عنوان “معاً لقضاء عادل” للتأكيد ان حراكهم ما زال قائماً، وان خطواتهم التالية ستكون باتجاه قصور العدل للمطالبة ببسط سياسة عادلة للقضاء. وتخوّف الشاب حسن من تمادي القضاء في معاقبة كل من تسول له نفسه التعبير عن رأيه، منطلقاً مما حصل مع الدكتور عصام خليفة، وقال: “أوقفوا خليفة وهو المعروف برأيه المنفتح، شو ناطرنا نحن، نعم خائفون لذلك سيكون تحركنا في المرحلة المقبلة للوقوف امام القضاء نفسه لانه الاجدى”.

وشكل توقيف خليفة ضربة موجعة لكل الحراك، ما دفع الدكتور عمران فوعاني إلى اعتبار أن “مطلب القضاء المستقل بات اساسياً في التغيير وفي بناء هذا الوطن”. ورأى ان وقفتهم هي “من اجل ان يأخذ القضاء دوره المستقل عن السياسة الحاكمة”. اما ابو علي قانصو فقال: “لن نقبل بعد الآن بقضاء غير عادل لانه يجب ان يحكم باسم الشعب وليس باسم السلطة”. وأصدر المعتصمون بيانا جاء فيه: “بدلاً من ان يحمي القضاء الحريات هو نفسه يمارس سياسة القمع ويحاكم اصحاب الكلمة الحرة على انهم مجرمون وفاسدون فيما ينخر الفساد كل صروح مؤسسات الدولة ومن ضمنها الجامعة اللبنانية”. واشار الى ان “ما حدث مع الدكتور خليفة يحدث مع الكثير من الناشطين والمحتجين ويطرح الثقة حول هذا القضاء”.

حياتياً، وتزامناً مع العواصف الباردة تواجه النبطية ازمة تقنين قاسية، وصلت الى حدود ست ساعات يومياً، ووجد الاهالي أنفسهم تحت رحمة “اصحاب الاشتراكات” الذين يلوحون بارتفاع الأسعار.

ومنذ سنوات وتعاني النبطية من أزمة التقنين، تارة بسبب احتراق المحول وطورا بسبب عطل في محطة الكهرباء التي تغذي القرى الجنوبية. وقالت سلام صباح: “في خضم الازمات ننسى ادنى المقومات ونعيش دوامة تقنين كهرباء قاسية وصلت الى حدود 8 ساعات… عيشوا بهالنعمة يا اهل النبطية”. أما ريم سلوم فقالت: “متوصيين بالنبطية 8 ساعات على دورتين خلال 24 ساعة، انها دولة الفساد غير قادرة على تأمين ابسط مقومات الصمود لأهل الجنوب”، وأضافت: “في ذروة الازمة الاقتصادية، يتوجب علينا دفع فاتورتين، الأولى للاشتراك والثانية للدولة المبجّلة التي نهبتنا”، فيما تعيد صفاء خليل سبب تقنين الكهرباء الى “تركيع الناس والضغط عليهم لتمرر السلطة سياساتها المجحفة بحق الشعب”.

الى ذلك بيّضها كانون، فالضيف الابيض حل زائرا عزيزا على قرى جبل الريحان التي ارتدت ثوبها الناصع، وقُطعت طرقاتها، ولجأ على اثرها الاهالي الى التدفئة بالحطب والعودة الى المائدة الشعبية، اذ تعتبر هذه القرى شبه نائية، لم تتمدن، او تنحرف نحو القرى الصناعية او التجارية، وما زالت تحمل اسم “قرية” بكل ما للكلمة من معنى. معظم اهالي جبل الريحان يقطنون خارجها، ومن بقي داخلها يعيش حياة القرية بكل تفاصيلها، ويعتمد اهلها على الزراعة في حياتهم اليومية، وعلى المونة البلدية وبيعها كمورد رزق، اضافة الى العمل بالصنوبر.