IMLebanon

جابر: صندوق النقد ليس بُعبعاً و”سجلّنا وسخ”

كتبت ماجدة عازار في “نداء الوطن”:

المسار الذي يجب على لبنان ان يتّبعه، والخطوات التي على المسؤولين اتّخاذها، قبل اللجوء الى صندوق النقد الدولي، حدّدها لـ”نداء الوطن”، رئيس لجنة الشؤون الخارجية والمغتربين، وعضو لجنة المال والموازنة النائب ياسين جابر، مشيراً الى تحضيرات عدّة على لبنان انجازها قبل الحديث عن الموضوع ، وهي على الشكل التالي:

“اولا : المطلوب وجود حكومة ذات مصداقية ومقبولية لدى الرأي العام، وهذا مهم وضروري.

ثانيا: أن تباشر هذه الحكومة فوراً، بإعداد برنامج انقاذي للبلد، ويتم ذلك من خلال تعيين فريق عمل اختصاصي. فتوزير اختصاصيين، جيد، لكن ما من وزير يستطيع ان يقول انه يملك كل الاجوبة والخبرة لمواجهة ازمة مستعصية كالازمة التي نشهدها اليوم. لذلك على الحكومة الاستعانة بفريق عمل من كبار الاختصاصيين اللبنانيين، بالقضايا المالية والاقتصادية والنقدية، ويمكن ان تستعين بهم من منظمات ومؤسسات دولية اختصاصية.

ثالثا: أن يعمل الفريق على صوغ خطة للبنان، فيصبح لديه، نظرا لاحتياجاته، برنامج جاهز لكي يقترحه على شركائه الدوليين بغية مساعدته.

رابعاً: ان يبدأ لبنان بتنفيذ هذا البرنامج. اي يذهب الى اصدقائه الدوليين، بعد أن يكون شخّص وضعه، ووضع اقتراحاته وبرنامجه للحلول”.

وقال: “لا يجب ان يغيب عن بالنا هنا، ان المجموعة الدولية لدعم لبنان اجتمعت منذ فترة في باريس، لتعلن جهوزيتها لدعم لبنان، فمن الافضل، في الحكومة الجديدة، ان يذهب لبنان جاهزاً باحتياجاته وخطته وبما يريد ان يفعله، لا ان ينتظر ان تُملى عليه الامور. وقد شعرت كلبناني بخجل شديد عندما طالبتنا “مجموعة الدعم” بتعيين مجلس ادارة كهرباء وهيئة ناظمة وبتطبيق القوانين. والمؤسف ان لبنان ذهب الى مؤتمر “سيدر” وتعهّد امام المجتمعين بتعيين هيئات ناظمة للاتصالات والكهرباء، لكنه نكث بتعهداته، وكلما زارنا منسق “سيدر” السفير الفرنسي بيار دوكان كان يسأل: اين الهيئات الناظمة؟ اين وعودكم؟”، اضاف: “الفرق الذي يجب إحداثه في الحكومة الجديدة هو إعداد خطة مدروسة مع خبراء والوفاء بوعودنا والتزاماتنا. وعندما يصبح لدينا خطة، أحد المراجع التي يمكن ان نذهب اليها هو صندوق النقد الدولي”.

ولفت جابر الى ان “سياسة الصندوق كانت عرضة للانتقاد منذ 25 سنة، لكن اليوم تغيّرت بعدما تمت مراجعة سياسته.، ورأينا خطته الناجحة في مصر حيث نجحت بدعم منه في الخروج من أزمتها”.

وعن اهمية صندوق النقد، عدا عن تقديماته المالية قال جابر: “عندما نضع خطة نعرضها عليه ونطلب دعمه على اساسها، فاذا وجدها ذات مصداقية سيوافق عليها وسيدعمنا على اساسها. لكن الاهمية تكمن في انه اذا وُجد دعم منه، سيكون القائد لباقي اللاعبين لدعم لبنان فيتشجعون وينضمون الى دعمه. وفي المختصر، لا هو ولا غيره يقبل دعم بلد مثل لبنان لا خطة عنده ولا قرار ومصداقية في التزام وعوده، فسجلّنا في هذا المجال “وسخ جداً”.

ولم ير جابر اي مخاطر في اللجوء الى صندوق النقد، مشيراً الى ان الخطر يكون اذا ذهب لبنان اليه جاثماً بلا خطة وافكار راجيا مساعدته، لكن على لبنان ان يكون قوياً من موقع الملتزم بما يتعهد به، ومن موقع انه دولة تلتزم تطبيق القوانين والخضوع للمؤسسات. فصندوق النقد في النهاية ليس بُعبعاً، بل مؤسسة دولية شأنه شأن البنك الدولي، ومؤسسات دولية يتعامل معها لبنان وقد اسدت اليه نصائح كثيرة، والمسؤولية تقع على من رفض الاستماع اليها وتطبيقها”. وتابع:” هل صندوق النقد قال لهم: إنهبوا الاتصالات وشركات الخلوي واوجيرو؟ اهدروا في الكهرباء مليارات الدولارات من دون ان يرفّ لكم جفن؟ ابقوا كل هذه السنوات من دون خطة كهرباء تفقأون عين العالم فيها؟ لا، بل قال العكس، نبّه من الوقوع وتدمير انفسنا”.