IMLebanon

زيارة شينكر تفتح ثغرة بجدار الصد الأميركي للبنان

قالت أوساط سياسية لبنانية إن اعتزام مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شينكر زيارة لبنان منتصف الشهر الجاري، إشارة عن عزم واشنطن ملاقاة الحكومة اللبنانية برئاسة حسان دياب فور نيلها الثقة من مجلس النواب.

ورجّحت الأوساط أن تكون أجندة واشنطن في الشرق الأوسط، خصوصا بعد إعلان صفقة القرن، مستعجلة في بت ملفات تتعلق بالجانب اللبناني على أن تأتي متسقة مع سياق سابق كانت الولايات المتحدة تبذل جهودا داخله.

واستبعدت أن يناقش شينكر مع المسؤولين في بيروت الشق اللبناني من “صفقة القرن” والمتعلق بمصير اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، لافتة إلى أن المسؤول الزائر ليس مخولا له البحث في أي جانب من جوانب تلك الصفقة التي ما زالت بيد الفريق الذي يترأسه مستشار وصهر ترامب جاريد كوشنر.

وعلى الرغم من التسريبات التي تحدثت عن انتظار واشنطن إلى حين اتضاح توجهات حكومة دياب، إلا أن مراجع دبلوماسية في بيروت توقّعت أن يحمل المبعوث الأميركي زادا سياسيا من شأنه أن يضغط على لبنان خاصة في ملف حل النزاع الحدودي، البرّي والبحري، بين لبنان وإسرائيل، كما تسريع الخطوات لتفعيل عمليات التنقيب عن الغاز في المنطقة الاقتصادية الخالصة للبنان.

ويعتبر البعض أن تراجع لهجة حزب الله وأمينه العام ضد الولايات المتحدة، والذي يعدّ مؤشرا على تخلّي الحزب ومن خلفه إيران عن التصعيد والخطاب الداعي إلى طرد القوات الأميركية من المنطقة، عنصرا مساهما في تغير أميركي لا يمكن الجزم به بعد في التعاطي مع حكومة دياب.

وأبلغت بيروت في نفس السياق أن السفيرة الأميركية الجديدة دوروثي شَيا ستلتحق بمهامها في لبنان في غضون ثلاثة أسابيع خلفاً للسفيرة الحالية إليزابيت ريتشارد.

وتكشف مصادر قريبة من الحكومة اللبنانية الجديدة أن المفاوضات مع صندوق النقد والبنك الدوليين رهن الموقف الأميركي، كما أن عواصم عربية وإقليمية ودولية ما زالت تنتظر الوجهة الأميركية تجاه لبنان قبل تثبيت تموضع جديد حيال بيروت، لاسيما في مسألة ضخ المساعدات المالية التي باتت مطلوبة بشكل عاجل لتلافي انهيار لبنان اقتصاديا.

ودعا منسق الأمم المتحدة في لبنان يان كوبيتش، الأربعاء، الحكومة اللبنانية إلى العمل باسم الشعب، والاستماع إلى مطالبه ومعالجة الأزمات الاقتصادية التي يتخبّط فيها. وقال كوبيتش خلال لقائه نقيب محرري الصحافة جوزف القصيفي “الأمم المتحدة لا تدعم نوع حكومة معيّنا أو حكومة على أخرى، بل هي تريد حكومة تعمل باسم الشعب اللبناني”.

وقالت أوساط دبلوماسية إن اللقاء الذي جمع مؤخرا السفيرة الأميركية برئيس مجلس النواب اللبناني نبيه برّي بحث الملفات العالقة والتي سيأتي الموفد ديفيد شينكر للتداول بشأنها، خصوصا أن برّي يمسك بملف النزاع الحدودي، وهو مخوّل من قبل ا حزب الله خصوصا، التفاوض بشأنه والبت في مآلاته مع الموفدين الدوليين، لاسيما الأميركيين منهم. وكان تقرير أميركي في صحيفة “فري بيكون” المتخصصة بقضايا الأمن القومي قد استبق زيارة شينكر، وكشف أن الولايات المتحدة تخطط لإيقاف جميع المساعدات إلى لبنان، وأن هناك ميلا موحدا لدى كافة مؤسسات الإدارة في واشنطن على “منع حزب الله من الاستفادة من المساعدات التي تنفق من أموال دافع الضرائب الأميركي”.

وفيما اعتبر محللون أن تقارير من هذا النوع هدفها زيادة الضغوط على بيروت للتعاون في تنفيذ المعايير والشروط التي تطالب بها واشنطن، ماليا واقتصاديا وسياسيا، حذر آخرون من عدم الاستخفاف بهذا المنحى الأميركي المنسجم تماما مع خطط إدارة ترامب لمكافحة النفوذ الإيراني في كامل المنطقة.

وينتظر لبنان زيارة شينكر بعد تصريحات أطلقها أخيراً أربكت الوسطين السياسي والاقتصادي في البلد، حيث صرّح أثناء زيارته الأخيرة إلى إسرائيل من أن “الاقتصاد اللبناني في وضع أسوأ مما يظن البعض، ونعتقد أن الاحتياطات الأجنبية أقلّ بكثير مما تم الإبلاغ عنه”.

وتوقّف مراقبون عند هذه التصريحات، أولا لأنها تكشف دراية أميركية دقيقة بحقيقة أوضاع لبنان، على نحو أثار شكوكا حول الأرقام التطمينية التي يطلقها حاكم مصرف لبنان ووزارة المالية ب. وثانيا لأن تصريحات شينكر الصادمة أطلقت من إسرائيل بما يحمله المكان من رسائل مطلوب من لبنان أن يقرأها بعناية.