IMLebanon

اعتصام أمام شركة الترابة في شكا.. لإيقاف مجزرة الدمار الشامل

نفذ “الائتلاف الشعبي” بالتنسيق و”لجنة كفرحزير البيئية” وعدد من مسؤولي الهيئات البيئية والأهلية، بمشاركة كاهني فيع وبترومين الأب سمعان حيدر وحنانيا القطريب اعتصامًا أمام شركة الترابة الوطنية “السبع”، في شكا- الكورة، بعنوان “يا أحرار لبنان شركات إسمنت شكا والهري سرقت أموالكم وحياتكم وترابكم”، ورفعوا اللافتات المطالبة بـ”اتخاذ إجراءات حاسمة بحق الشركات، وإيقاف حرب الإبادة الجماعية ومجزرة الدمار الشامل التي ترتكبها مصانع الموت”.

وكاد الاعتصام، أن يتحول إلى مواجهة بين المعتصمين والعمال، إذ تزامن مع خروج العمال من الشركة عند الثانية والنصف، لكن تدخل مدير الشركة المهندس روجيه حداد، الذي منع العمال من القيام بأي ردة فعل، حال دون ذلك، وقد أصر العمال على البقاء في الطريق، إلى حين مغادرة المعتصمين، الذين استجابوا لهم وانكفأوا باتجاه بلدة أنفة، بعيدًا عن الشركة، في حضور عناصر من القوى الأمنية والجيش.

وخلال الاعتصام، ألقت رئيسة جمعية “إنسان للبيئة والتنمية” المهندسة ماري تيريز سيف كلمة، باسم “التجمع اللبناني لحماية البيئة”، استهلتها بالقول: “نجتمع في منطقة شكا- الكورة، الموبوءة بيئيًا وصحيًا واجتماعيًا، لنرفع الصرخة ونقول كفى”.

وأشارت إلى أن “هناك شركات ثلاثة، تحتكر صناعة الإسمنت في لبنان، وتحظى بحماية من الدولة وقوى الأمر الواقع، وتجعلها أقوى من الرفض الأهلي لمصانع الموت، وأقوى من المنطق الاقتصادي، الذي لا يجد تبريرًا لدعمها، وفرض إجراءات لحمايتها، في وقت يتضح يوما بعد يوم، أن أضرارها الصحية والبيئية والاقتصادية، أكبر بكثير من فوائدها، وإلا كيف يمكن تبرير أن يصل حجم الدعم لهذه الصناعة، من قبل الدولة إلى 200 مليون دولار في السنوات الخمس الماضية، كما علمنا من أحد المسؤولين، فيما لم نكن لندفع أكثر من 250 مليونا، لاستيراد كل حاجاتنا من الإسمنت، من دون تحمل أي أضرار صحية وبيئية”.

ولفتت إلى أن “مصانع إسمنت شكا، هي مسبب أساسي وناشر رئيسي للسرطان، ليس فقط في الكورة بل في جميع المناطق اللبنانية، لان إحراق الفحم البترولي (البتروكوك) المشبع بالكبريت بين البيوت السكنية، وفوق المياه الجوفية هو جريمة العصر السرطانية الموصوفة، كذلك إن نشر المعادن الثقيلة كالكروم والنيكل والكادميوم، بكميات مخيفة في الهواء والتربة، مسبب خطير للسرطان، بالإضافة إلى أن وضع رماد الفحم البترولي وغبار أتربة الإسمنت السامة، مع ما تحتويه من إشعاعات ومعادن ثقيلة داخل الإسمنت، مسبب أساسي للسرطان، ليس فقط لشكا والكورة والمناطق المجاورة، إنما لكافة المستهلكين على أرض الوطن”.

وتوجهت إلى الحكومة مجتمعة، وخاصة وزارة البيئة بشخص وزيرها، مطالبة بـ”إيقاف استعمال البتروكوك، الذي يحرق بكميات هائلة، فوق المياه الجوفية وعلى الشاطئ وبين البيوت السكنية، وهذا محرم بيئيًا ودوليًا، وتطبيق اتفاقية برشلونة وبروتوكولاتها التابعة لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، تطالب كافة الأطراف الموقعين لهذه الاتفاقية وبروتوكالاتها، ومنها الدولة اللبنانية، بحماية وتحسين البيئة البحرية في البحر المتوسط، وتتخذ كافة التدابير المناسبة لحماية منطقة البحر المتوسط من التلوث، الناجم عن الصرف الصناعي والمنشآت الساحلية الصناعية وخفض التلوث ومكافحته والقضاء عليه، إلى أقصى حد ممكن”.

وختمت: “بصفتنا أعضاء في هذه المنظمة الدولية التابعة للامم المتحدة للبيئة، نطالب الدولة اللبنانية بالالتزام بهذه الاتفاقية، وذلك عبر حماية البيئة البحرية والمنطقة الساحلية للبحر المتوسط، في منطقة شكا والهري، من المعامل المسماة بمعامل الموت وما تسببه من أضرار على المياه الجوفية والكائنات الحية البحرية، وأيضا من كل تلوث وتعد ناتج على طول الشاطئ اللبناني، الواقع على البحر المتوسط، وبالأخص معامل الترابة في شكا”، خاتمة “وللحديث تكملة”.

بدوره، قال رئيس “لجنة كفرحزير البيئية” جورج العيناتي: “من جميع بقاع لبنان جاءت هذه الكوكبة من الأحرار، لنقول: لا لقتل الأطفال وإبادة الأجيال الجديدة، لا لنهب أموال الشعب اللبناني، بثمن الإسمنت المرتفع، لا لإحراق البتروكوك القاتل المخيف، لا للمقالع المدمرة التي تغتال بيئتنا، وتدمر وجه لبنان الحضاري، لا لإعطاء أي مهل جديدة للمقالع المخالفة، لا لببناء أفران جديدة، ولا للمتاجرة بعمال هذه الشركات”.

وأضاف: “في اليوم العالمي لسرطان الأطفال، نعلن أن حياة أطفال لبنان في خطر شديد بسبب المقالع والمصانع، التي تتسبب بانبعاث مليارات أطنان الغبار المجهري والزئبق والدايوكسين والرصاص والنيكل والكروم وثاني أوكسيد الكربون وأسيد الكبريت، فيصاب أطفال الكورة وأهلهم بالسرطان وأمراض القلب والتشوهات الجينية والأمراض الصدرية، إضافة إلى الأمراض التي تصيب مورد حياة أهل الكورة، من أشجار التين واللوز والعنب والزيتون”.

وتابع: “باسم الائتلاف الشعبي ضد المقالع والكسارات ومصانع الإسمنت، نطالب بأن تتوقف هذه المقالع نهائيا، وتختم بالشمع الأحمر، لأنها مسرح الجرائم البيئية والإنسانية، وعلى الحكومة الجديدة أن تتحمل مسؤولياتها اتجاه قتل الأطفال في الكورة ولبنان الشمالي، بانبعاثات البتروكوك الخطيرة، وأن تبادر إلى إصدار الأوامر بالمنع الفوري لاستعمال البتروكوك، على جميع الأراضي اللبنانية”.

وختم “إذا قامت الجهات المعنية بحماية أطفالنا من الموت وأرضنا من الدمار، نقدر ونشكر عملها، أما إذا تم الاستمرار في التستر على جرائم هذه الشركات، فسنطالب باستقالة الحكومة، ونذكر بأننا أول من طالب باستقالة الحكومة السابقة، منذ 21 آذار من العام الماضي”.