IMLebanon

دياب يغادر صمته: محرّضون يشوّهون صورة الحكومة!

صعّد رئيس الحكومة حسان دياب من وتيرة لهجته السياسية، وغادر صمته ليرد بعنف على الجهات التي “تستهدفه شخصياً وتحرّض في الداخل والخارج لافشال الحكومة”، كما قال أمام مجلس الوزراء. هذا التصعيد، جاء بعد تمهيد اعتمده في الجلسة السابقة الخميس الماضي حين تحدث عن رمي كرة النار بين يدي حكومته، متحدثاً عن “موبقات” ثلاثين سنة خلت.

وحسب المعطيات أن لهذا التصعيد أسبابه “التي ظهرت عبر حملات منظّمة تشيع أجواء عن فشل الحكومة وعدم قدرتها على الصمود، وصولاً الى توجّه البعض الى الخارج للتحريض المكشوف على شخص رئيس الحكومة لقطع الطريق على زيارات كان ينوي القيام بها لا سيما الى دول مجلس التعاون الخليجي. وهو في جولته الهجومية الثانية يمهّد لمكاشفة اللبنانيين بكل الوقائع التي تكونت لديه عن حجم الارتكابات في مؤسسات الدولة اللبنانية والمالية العامة والنقد الوطني.

وحسب مصدر وزاري، فإنه بعد مداخلتي رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة حسان دياب، اعطي الكلام لوزير الصحة العامة حمد حسن الذي أسهب في الكلام عن كيفية مواجهة فيروس “كورونا” لدرجة أنّ أحد الوزراء كاد يطالب ممازحاً بقرار حكومي بالحجر على تصريحات حسن، وتمّ الاتفاق على تسعيرة موحدة للكمامات ستبلغ الى التجار والصيدليات.

كما حضر موضوع الجراد في مداولات مجلس الوزراء، حيث اتخذ اجراء احترازي عبر اضافة مناقصة الى جدول المناقصات لشراء الدواء لمكافحة الجراد. ثمّ انتقل مجلس الوزراء إلى الأزمة المالية من خلال موضوع الشركات الاستشارية التي سيستعين بها لبنان لقضاء حاجته في اقناع الدائنين لاعادة جدولة الدين الخارجي البالغ 34 مليار دولار وتم الاتفاق على شركة فرنسية واخرى عالمية وتم ضغط المبلغ الذي طلبت الشركتان تقاضيه الى حده الادنى، وأبلغ دياب الوزراء أنّ التفاوض سيكون على الدين العام ككل، كما تقرر البدء ببحث آليات التعيينات في جلسة مجلس الوزراء يوم الجمعة المقبل اضافة الى مساعدة الصناعيين”.

في مستهل الجلسة، ابلغ عون مجلس الوزراء أن سفينة الحفر للتنقيب عن النفط والغاز، وصلت الى الشاطئ اللبناني، وستبدأ خلال الـ 48 ساعة المقبلة العمل في البلوك رقم 4. وتحدث دياب فقال: “هناك أناس في لبنان عملهم محصور بمحاولة تشويه صورة هذه الحكومة، وهمّهم أن تفشل الحكومة، وأن نعجز عن التعامل مع أي أزمة حتى ولو كانت النتيجة هي ضرر على لبنان وعلى اللبنانيين”.

واضاف: “واضح ان هناك جهة، أو جهات، تمارس الألاعيب، ومحاولات تشويه الحقائق، والتزوير، والتزييف، والاستهداف الشخصي عبر اختلاق أكاذيب وروايات ورمي اتهامات وتغيير في الحقائق. لكن المؤسف أكثر أن هذه الجهات تحرّض على البلد، وتحاول قتل كل أمل بإنقاذ البلد وتخفيف الضرر عن اللبنانيين، الذي تسببت فيه ممارسات على مدى 30 سنة. لا تهتم هذه الجهات بأن البلد ينهار، المهم عندهم أن تفشل الحكومة وأن لا تنكشف عوراتهم والموبقات التي ارتكبوها وأدت إلى الأوضاع الخطيرة التي يعيشها البلد اليوم على كل المستويات: المالية والاقتصادية والاجتماعية والمعيشية. واضح ان هناك أوركسترا تعمل ضد البلد، ليس ضد الحكومة، لأن الحكومة تحاول العبور بلبنان من النفق المظلم الذي حفرته هذه الأوركسترا نفسها. عندما اكتشفت هذه الأوركسترا أنها لم تستطع العثور على أي خطأ لهذه الحكومة، بدأت تحرّض في الخارج ضد لبنان لمنع الدول الشقيقة والصديقة من مساعدة لبنان مالياً ومنعه من الانهيار”.

واوضح “على كل حال، يقول المثل ان الصديق وقت الضيق، ونحن نعرف ان الدول الشقيقة والصديقة لن تتخلّى عن لبنان. هذا ما نتمناه، لأن انهيار لبنان لا سمح الله سيتسبب بضرر لكل الذين تخلّوا عنه. وعلى كل حال، نحن مكمّلون بمسيرة انقاذ لبنان، مهما كانت التحديات. قلنا من أول الطريق، نحن لم نأت لنعمل في السياسة. لا نريد منافسة أحد بالزعامة ولا بالنيابة. نحن لدينا مهمة محددة، نريد العمل لانقاذ البلد من تراكمات أوصلتنا لواقع صعب جداً لا يمكن الاستمرار فيه. لذلك، نحن مستمرون بمهمتنا التي نعتبرها مقدّسة، ونحن نفتح قلوبنا لكل من يحب المشاركة في هذه المهمة، لوجستياً أو مادياً أو معنوياً… فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان”.

هذا، وقرر مجلس الوزراء:

– ضبط حركة الطيران والسفر مع الدول التي تشهد تفشي المرض، واقتصار الرحلات منها واليها حسب الحاجة الملحة، اضافة الى توقيف الرحلات الدينية.

– الموافقة على الاستعانة بالاستشاري المالي Lazard والاستشاري القانوني Cleary Gottlieb لتقديم خدمات استشارية للحكومة ومواكبة القرارات والخيارات التي سوف تتخذها في إطار إدارة الدين العام.

– كما تقرر إضافة مناقصة شراء مبيد لمكافحة الجراد على برنامج المناقصات للعام 2020″.