IMLebanon

هل يغير فيروس كورونا حسابات ترامب الانتخابية؟

لم ينتظر الرئيس الأميركي دونالد ترامب وصول طائرته إلى واشنطن عائدا من الهند ليرسل تغريدات متتالية على تويتر بهدف طمأنة الأميركيين بأن إدارته تبذل قصارى جهدها لاحتواء فيروس كورونا بعد تسجيل أكثر من خمسين حالة في الولايات المتحدة.

واقع بات ترامب مضطرا للتعاطي معه شخصيا بعقد اجتماع عاجل في البيت الأبيض مع ممثلي الأجهزة الفيدرالية المعنية ومخاطبة المواطنين بشكل مباشر بعد أن حاول التقليل من خطورة انتشار الفيروس في الأيام القليلة الماضية.

وهاجم ترامب وسائل إعلام أميركية متهما إياها بتضخيم خطورة الفيروس وبث حالة من الذعر في الأسواق المالية.

ونقلت صحيفة واشنطن بوست أن الرئيس الأميركي كان منزعجا خلال تواجده في الهند من تعامل المركز الأميركي للسيطرة والوقاية من الأوبئة مع الأزمة، لاسيما بعد تحذيرات بتوقع الأسوأ.

وعلم موقع “الحرة” من مصدر في البيت الابيض أن الرئيس الأميركي يدرس احتمال تعيين مسؤول خاص لتنسيق جهود احتواء فيروس كورونا من جهة، واقناع الرأي العام “بأن الوضع يقع تحت السيطرة” من جهة أخرى.

خطوة قد تأتي على غرار تعيين الرئيس الأسبق باراك أوباما لمسؤول مثيل للتعامل مع انتشار فيروس إبولا في عام 2014.

رهان قوة الاقتصاد

وبعد تهاوي أسواق البورصة لليوم الثاني على التوالي بسبب مخاوف المستثمرين لا يخفي مسؤولو البيت الأبيض قلقهم من تداعيات سلبية طويلة الأمد في فترة انتخابية حساسة يعول فيها الرئيس الأميركي على قوة الاقتصاد للفوز بولاية ثانية.

قلق يضع البيت الأبيض أمام معادلة صعبة تحتم عليه التوفيق بين الالتزام بالشفافية أمام المواطن الأميركي حول المخاطر الصحية وطمأنة الأسواق والمستثمرين بأن الأزمة تحت السيطرة.

ويقول المسؤول السابق في البيت الأبيض “بردا بلايكمان” الذي عمل الى جانب الرئيس الأسبق جورج بوش خلال مواجهته وابلا من الانتقادات بسبب طريقة تعامله مع إعصار كاترينا الذي ضرب جنوب شرقي البلاد عام 2005، إن إدارة ترامب “كسبت وقتا نفيسا” بتجنيد الموارد الفدرالية والمحلية بشكل مبكر لاحتواء حالات الإصابة بفيروس كورونا وطلب دعم طارئ من الكونغرس بمبلغ 2.5 مليار دولار لتمويل هذه الجهود.

وسارع نائب المتحدثة باسم البيت الأبيض جاد ديري الى نفي وجود اية خلافات بين مستشاري ترامب الاقتصاديين ووزارة الصحة متهما الديمقراطيين ووسائل الاعلام “بترهيب الناس”.

لا مأساة اقتصادية.. بعد

وبينما أقر مستشار الرئيس الأميركي للشؤون الاقتصادية “لاري كادلو” بأن الصين ستتكبد أضرارا اقتصادية كبيرة أكد أن تأثير الفيروس على النمو الاقتصادي الأميركي سيكون “طفيفا” بفضل قوة ثقة المستهلك وانتعاش قطاع الصناعة، مستبعدا وقوع أية “مأساة اقتصادية”.

لكن خبراء كثيرين يتحفظون على التنبؤ بمستقبل هذه الازمة الصحية التي تحصد عشرات الأرواح عبر العالم ومدى تأثيرها المحتمل على الأسواق العالمية وإمكانية الحصول على المكونات الصناعية والمواد الأولية المستوردة من الصين وغيرها.

مسألة تبقى مرهونة بنطاق التدابير التي ستعتمدها الإدارة الأميركية لفرض قيود على السفر من الدول الموبوءة.

وبالرغم من تباين درجة التفاؤل بين الشقين الاقتصادي والصحي لإدارة ترامب يشدد كادلو على أنه سيقتصر على الحديث عن الاقتصاد ويترك شأن المخاطر المتعلقة بانتشار فيروس كورونا لمركز السيطرة والوقاية من الأوبئة.

هشام بورار – واشنطن