IMLebanon

بالأسماء… الكشف عن شبكة “الحزب” بأميركا اللاتينية

هاجر كنيعو – “العربية”:

عكفت إيران على إنشاء شبكة وجذور لها في أميركا اللاتينية على مدى عقود.. عامل مشترك في هذه الشبكة هو حزب الله اللبناني الذي يعد ذراعاً لإيران ليس فقط في الشرق الأوسط بل في شتى أنحاء المعمورة.

هذه الخلايا الإرهابية النائمة، ستفعّلها إيران عند الحاجة، في ردة فعل انتقامية قد تطول على مقتل رأس الهرم قاسم سليماني.

“العربية.نت” حققت ووصلت إلى أبرز عملاء شبكة حزب الله، وطريقة عملهم وصلات القرابة فيما بينهم، في ما يسمى “مثلث الرعب” أي المثلث الحدودي بين “البرازيل والأرجنتين والباراغواي”.

القصة تبدأ مع عائلتين لبنانيتين متشعبتين في أميركا اللاتينية هاجرتا منذ زمن طويل وتفرعت غصونهما، إلى حد بناء “إمبراطورية اقتصادية” أصبحتا بموجبها مورداً رئيسيا لحزب الله في لبنان مالياً ولوجستياً ومعلوماتياً.

“بركات” و”عبد الله”.. وعمليات غسيل الأموال!

تتخفى عائلتا “بركات” و”عبدالله” وراء كيان تجاري ضخم، يسخر لتحويل الأموال إلى حزب الله بغطاء النشاط التجاري.. هذا الكيان يدعى “Galeria Page” في مدينة سيوداد ديل إيست في الباراغواي، لمالكه حسين يوسف عبدالله.

تبعت وزارة الخزانة الأميركية هذا المتجر للتسوق، وأدرجته على لائحة العقوبات الأميركية في 6 ديسمبر 2006، بعدما تبين للخزانة أن هذا المركز يضم 63 شركة مملوكة لأعضاء حزب الله في الباراغواي، بمن فيهم عائلتا بركات وعبدالله. حيث شاركت المتاجر فيه في نشاط غير مشروع بما في ذلك بيع الدولارات الأميركية المزيفة وتحويل حصة منتظمة من الأرباح إلى الحزب في لبنان.

المفاجأة هنا، أنه بعد فرض العقوبات تم تغيير اسم هذا المتجر إلى GALERIA UNIAMERICA ظاهرياً، ولكن في السجل التجاري لا يزال ينشط باسمه الأصلي، وفق ما كشف الباحث الأميركي في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات “FDD” د. إيمانويل أوتولينغي للعربية.نت، ما يعني أن الدولارات لا تزال تصل لحزب الله!

ويُظهر الرابط الآتي أن المركزي التجاري لا يزال ينشط ولكن باسم آخر: https://www.comprasnoparaguai.com/precos.php?wcat=gal+page

من هم صقور عائلة بركات؟

تستمر عائلة بركات في إدارة أنشطتها وتمويل حزب الله، رغم إدراج بعض أعضائها على لائحة العقوبات الأميركية.

ووفق ما رصدت “العربية.نت”، استطاعت أن تجمع معلومات عن 8 أفراد من العائلة يعيش أغلبهم في مدينة حدودية برازيلية تدعى “فوز دو إيغواسو” أو Foz do Iguaçu وهم: الإخوة أسعد أحمد بركات، حمزة أحمد بركات، حاتم أحمد بركات (وابنه علي حاتم بركات)، الشيخ أكرم أحمد بركات، إلى جانب محمد فايز بركات وأخواه علي فايز بركات وأحمد فايز بركات.

– أسعد أحمد بركات:

فرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات عليه عام 2004 لتمويله “حزب الله”، ثم فرضت عقوبات على أخويه حمزة وحاتم في 2006. والمفارقة أن أسعد بقي حراً طليقاً حتى ألقت السلطات الباراغوانية القبض عليه في 2018، أي بعد 14 عاماً.

– حمزة أحمد بركات:

مشتبه في تهريبه للمخدرات وتزوير الدولارات ونقل الأسلحة والمتفجرات، وفق وزارة الخزانة الأميركية. لقد امتلك وشغل منصب المدير العام لـ Casa Hamze بالشراكة مع أخيه أسعد، وهو متجر للإلكترونيات في مركز التسوق “غاليريا باجيه”، شكل واجهة لعمليات غسل الأموال لصالح حزب الله.

– حاتم أحمد بركات:

سافر حاتم إلى تشيلي لجمع الأموال لحزب الله، واعتبارًا من أوائل عام 2003، قيل إنه كان مساهماً كبيراً في اثنتين على الأقل من الشركات في أكويكو (مدينة في تشيلي) تعتقد وزارة الخزانة الأميركية أنهما تولدان أموالًا لدعم حزب الله.

لحاتم دور آخر، إذ إن المعلومات التي تم نقلها من شبكة بركات إلى حزب الله في لبنان تمر بشكل رئيسي عبره وعبر شقيقه أسعد بركات.

– علي حاتم بركات:

(وهو ابن حاتم بركات وابن شقيق أسعد بركات)، شابٌ يبلغ من العمر 26 عاماً مقيم في سانتياغو، ويدير أعمالاً تجارية في أنغولا.

وفق موقع إخباري أرجنتيني يدعى infobae، نشر في تاريخ 14 يوليو 2018، مقالا بعنوان: “كيف تنشط عشيرة بركات في تمويل حزب الله على الحدود الثلاثية بين الأرجنتين والباراغواي والبرازيل”. ذكر ضمن التقرير اسم علي حاتم بركات كمتورط. وهذا يعطي دلالات على أن الأموال تصل من أميركا اللاتينية إلى إفريقيا ثم إلى لبنان، عبر هذه الشبكة ضمن عملية تمويهية.

– محمد فايز بركات:

(ابن عم أسعد أحمد بركات) صنفته الخزانة الأميركية على أنه المسؤول عن الشؤون المالية لشبكة بركات، وبهذه الصفة يرتب تحويل الأموال من المثلث الحدودي إلى الشرق الأوسط. منذ يوليو 2006، جمع التبرعات لحزب الله في المنطقة وإرسالها إلى لبنان.

لا يعمل محمد فايز بركات وحده، بل لديه شقيقان: أحمد فايز بركات وعلي فايز بركات. وهو يملك شركة “Big Boss International Import-Export”، كغطاء لعمليات غسل الأموال والتهرب الضريبي.

وقد حصلت “العربية.نت” على نسخة من وثيقة رسمية صادرة عن البنك المركزي في الباراغواي، تظهر عمليات مشبوهة وتحويلات مالية ضخمة قام بها محمد فايز بركات إلى الخارج بقيمة 88 ألف دولار عبر بنك يدعى “Banco Amambay S.A” في 3 ديسمبر 2005، ثم تحويل مبلغ آخر بقيمة 71 ألف دولار في 8 مارس 2006.

– الشيخ أكرم أحمد بركات:

هو عضو رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله لشؤون الثقافة في لبنان، ومن مهامه التبليغ والإرشاد، حيث سافر إلى العديد من الدول منها الباراغواي والبرازيل، وهنا تبرز إمدادات هذه العائلة وطريقة عملها في مد جسور التواصل خدمة لحزب الله، وفق “FDD”.

شبكة عائلة عبد الله

تتفرع عائلة عبد الله إلى 5 إخوة: حسين يوسف عبد الله، محمد يوسف عبدالله، الشيخ غسان يوسف عبد الله، عدنان يوسف عبدالله، وكمال يوسف عبد الله.

– حسين يوسف عبد الله: هو مالك Galeria page، الذي شملته العقوبات الأميركية بـ2016 لمساهمته في نقل الأموال لحزب الله إلى بيروت.

– محمد يوسف عبد الله: هو قائد بارز في حزب الله في المثلث الحدودي، ومساهم مهم في تمويل الحزب، من خلال جمعه التبرعات لميليشيا حزب الله في 2004، وفق وزارة الخزانة الأميركية. وقد حمل عبد الله شخصياً أموالاً لحزب الله خلال سفره من منطقة “TBA” إلى لبنان.

ووفق الخزانة، شارك محمد عبد الله أيضًا في استيراد الأجهزة الإلكترونية المهربة، وتزوير جوازات السفر، وتزوير بطاقات الائتمان، وتهريب الدولار الأميركي.

– محمد عدنان عبد الله: (هو ابن عدنان يوسف عبد الله وابن أخي حسين يوسف عبد الله الذي فرض عليه عقوبات أميركية)، يمتلك متجرا لبيع التبغ يدعى Toto Tabacaria، وهو أحد المتاجر الـ63، ضمن المركز التجاري “غاليريا باجيه”.

ومن الباراغواي إلى البرازيل، حيث تتفرع جذور العائلة، مع وجود أخٍ لشبكة عبد الله، الشيخ غسان يوسف عبد الله في جامع الإمام الخميني في البرازيل.

شبكة عنكبوتية

ومن البرازيل إلى لبنان، حيث يتبع أعضاء حزب الله استراتيجية في بناء شبكة علاقات بين الدول للتمويه عن أعمالهم، فالامتدادات تصل إلى بيروت، إذ أكد الباحث الأميركي أوتيلينغي لـ”العربية.نت” أن الشيخ خليل رزق، وهو عضو في المجلس التنفيذي لحزب الله في لبنان، لديه أخ يدعى الحاج وسام رزق في ساو باولو قد فتح نشاطا تجاريا لبيع الهواتف المحمولة.

ولكن كيف تصل الأموال إلى حزب الله في لبنان؟

هناك 4 وسائل لإرسال الأموال من أميركا اللاتينية إلى حزب الله في بيروت عبر هذه الشبكة، وفق مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات.

– الحوالة المالية، بذريعة المساعدة العائلية، على سبيل المثال حوالة مالية إلى أقارب في إفريقيا (من باراغواي إلى كونغو ومنها إلى لبنان عبر عدة وسطاء).

– نقداً، لمبلغ مالي لا يتعدى 20 ألف دولار.

– الصرافون، عبر إرسال تحويلات من البرازيل إلى أوروبا وإفريقيا ومنها إلى لبنان.

– تبييض الأموال عبر فتح شركات في ميامي وميشغن حيث يوجد العديد من الجاليات اللبنانية من جنوب لبنان.

حزب الله والجوامع؟

نشاط آخر لعناصر حزب الله لكن بشكل مختلف هذه المرة، ليس التجارة بل بالجوامع، ولكن كيف؟

في البرازيل تحديداً في ساو باولو، يقع جامع Mesquita do Bras، حيث تبرز قصة 3 شيوخ هم عناصر تابعون لحزب الله: الشيخ الإيراني حسين خليلو، الشيخ بلال محسن وهبي والشيخ طالب الخزرجي.

الخزانة الأميركية تتبعت هؤلاء، وأدرجت بلال وهبي على لائحة العقوبات في 2010، بتهمة نقل المعلومات والتوجيه بين قادة حزب الله في لبنان وعناصر حزب الله في أميركا الجنوبية.

وقد شارك وهبي في تحويل الأموال التي تم جمعها في البرازيل إلى حزب الله في لبنان. ففي أعقاب نزاع حزب الله مع إسرائيل عام 2006، جمع وهبي وعلي محمد قازان، اللذان حددتهما الخزانة كإرهابيين في ديسمبر/كانون الأول 2006، أكثر من 500 ألف دولار لحزب الله من رجال أعمال لبنانيين في المثلث الحدودي.

وحتى عام 2018، كان وهبي أحد رجال المسجد، ومن المشتبه أن يكون قد عاد إلى بيروت، وفق معلومات “FDD” لـ”العربية.نت”.

أما الشيخ طالب حسين الخزرجي، فقد أنبأ إنتربول مدينة برازيليا عن أن الأخير كان موظفا في الحكومة الإيرانية، وهو مثل أمام القضاء في 2013، بعد تقرير اتهامي للنائب العام الأرجنتيني ألبيرتو نيسمان آنذاك.

وهذا ما أكدت عليه مجلة أميركية متخصصة في العلاقات الدولية، تدعى THE NATIONAL INTERSET، في مقال نشر عام 2016، حيث ألقت الضوء على الشيوخ الثلاثة.

وأوضحت كيف تقوم إيران بإنشاء مساجد ومراكز ثقافية في أميركا اللاتينية، لتعزيز روابطها تحت عباءة التقوى والتواصل بين الأديان.

حزب الله وتجارة المخدرات

تجارة المخدرات هي المسرح الأكبر لشبكات حزب الله في أميركا اللاتينية، التي ترتبط بالعصابات الرئيسية في مجال المخدرات والمنظمات الإجرامية.

أبرز هذه العصابات، وفق ما أكد الكاتب الفنزويلي والخبير فى مسائل الأمن القومي ومكافحة الإرهاب جوزيف هومير، في حديث لـ”العربية.نت”: “لوس زيتاس” Los Zetas من المكسيك، وOficina de Envigado في كولومبيا، وPCC في البرازيل، وCocaleros في بوليفيا، وQuebracho في الأرجنتين.