IMLebanon

كيف يحصل “التعليم عن بُعد” الذي فرضه “كورونا”؟

كتبت جويل رياشي في صحيفة “الأنباء الكويتية”:

انه زمن التعليم عن بعد. هذا ما فرضه فيروس كورونا على لبنان والعالم. ولكن الطلاب والتلامذة اللبنانيين كانوا قد سبقوا أترابهم في ذلك، اذ ان مدارس وكليات عدة اعتمدت هذا النمط التعليمي خلال «حراك ١٧ أكتوبر» الذي أدى أيضا إلى اغلاق أبواب المدارس والجامعات.

قد لا يكون إرسال الإنترنت في لبنان الأفضل ولكن الإرادة موجودة لإنقاذ السنة الدراسية لمليون ونصف مليون تلميذ وطالب، علما انها توقفت قسرا في ٢٩ فبراير بسبب الفيروس التاجي الذي غير الحياة على وجه الأرض. الشرط الوحيد للانطلاق في هذه المغامرة، غير المضمونة النتائج حتى الآن، هو ان يكون لدى التلميذ جهاز كمبيوتر أو لوح ذكي أو حتى هاتف ذكي واشتراك في الإنترنت.

الادوات والمنصات متعددة أبرزها: غوغل كلاسروم، زوم، ويبيكس، تيمز، ادمودو وغيرها.

عن تجربتها في هذا المجال، تقول ليا خيرالله، الطالبة في كلية الهندسة في الجامعة الأمريكية في بيروت انها «محظوظة» لأنها لا تعاني انقطاعا في التيار الكهربائي ولا بطئا في الإنترنت، ما يجعل عملية التعلم اكثر سلاسة، خصوصا اذا كان الأستاذ يضع مجهودا في التعليم عن بعد. وتضيف: «ولكن ما يشغلنا بالنا هو كيفية الامتحان. على أي أسس ووفقا لأي معايير سيتم امتحاننا؟ كل هذه الأمور ليست واضحة بعد»، معترفة انها تفضل العودة إلى الروتين الجامعي السابق حيث «كنا نعرف طريقة كل استاذ. أما الآن فكل شيء يختلف».

من جهتها، تشكو جايمي بجك تلميذة الصف الأساسي السادس في مدرسة سيدة الناصرة «ضعف الإنترنت الذي قد يتسبب لنا احيانا بمشاكل في المتابعة». هي تفضل الصف التقليدي «حيث المعلمة قادرة ان ترى وتسمع الجميع وتجيب عن الأسئلة بروية». هل تخشين ان تستمر الحال هكذا طوال السنة؟ تجيب: «الموضوع لا يسبب لي قلقا لأنني قادرة على المتابعة عن بعد، ولكنني ارغب في العودة إلى المدرسة. في الامس، طرحت سؤالا على المعلمة ولكنه بقي بلا جواب، لأنها لم تنتبه حتى إلى ما كتبته».

وفي حين يبدو الموضوع سائرا على السكة الصحيحة في التعليم الخاص، يختلف الموضوع في التعليم الرسمي الذي لم ينطلق بعد في المغامرة. مع الإشارة إلى إعداد المركز التربوي للبحوث والإنماء خطة لتطبيق التعليم الإلكتروني تلحظ ان عددا من الطلاب والأساتذة ليس لديهم اتصال مباشر أو سريع بشبكة الإنترنت وبالتالي سيتم اعتماد التلفزيون التربوي.

ويقول الأستاذ والباحث في كلية الصحة العامة في الجامعة اللبنانية د.عماد القصعة ان «الوضع في التعليم الرسمي مختلف تماما. اكثر من ٧٠% من اساتذة الجامعة اللبنانية لم يسبق لهم ان اعطوا دروسا الكترونية. هي المرة الاولى التي يطلب منهم ذلك. وكذلك هناك مشكلة في بطء الاتصال بشبكة الانترنت في بيوت الاساتذة والطلاب». وتحدث عن خيارين مطروحين اليوم: «اما ان يحضر الاستاذ الدرس مع الملاحظات ويرسلها لطلابه مع إمكانية الـ chat فيما بعد، أو ان يجتمع الصف في الوقت نفسه ويعطى الدرس اونلاين. أنا شخصيا أعتقد ان الخيار الثاني معقد بعض الشيء نسبة للعدد الكبير للطلاب في بعض الصفوف ولضعف الانترنت خصوصا». وأشار القصعة الى قرار صدر بوجوب حصر الدروس بالاساتذة المتفرغين فقط لأنه ليس هناك آلية لاحتساب الساعات للاساتذة المتعاقدين. ولكن هذا القرار أعيد النظر به لأن بعض الكليات كالصحة والطب تعتمد بشكل كبير على المتعاقدين. ويختم: الأمور غير منظمة بعد. ليس هناك خطة عمل واضحة. وأنا أعتقد شخصيا ان الـ offline مع إمكانية الـ chat قد ينجح اكثر من الـ online في الجامعة.