IMLebanon

سفير لبنان في موسكو: عشرات الطلاب يرغبون بالعودة

كتب ألان سركيس في “نداء الوطن”:

فتحت أزمة “الكورونا” العيون على الإغتراب اللبناني المنتشر في كل بقاع العالم بعدما عجزت الحكومات المتعاقبة منذ مدّة عن تأمين أبسط الحقوق، فاضطر شباب لبنان إلى الهجرة.

لطالما لعب الإنتشار اللبناني دوراً أساسياً في صمود الداخل، ويُقدّر حجم تحويلات المغتربين بنحو 6 مليارات دولار سنوياً، ما يفسّر صمود الشعب على رغم السرقة الممنهجة للدولة والفساد المستشري في كل مفاصلها.

في الحرب وفي السلم وقف المغترب إلى جانب أهله، وكانت المقولة الشهيرة إن لبنان ينهض بجناحيه، المقيم والمنتشر، وكذلك ساند المغتربون شعب لبنان الذي ثار في 17 تشرين من أجل تغيير الواقع المرّ والتخلص من الطبقة الحاكمة والتأسيس لمرحلة جديدة تتوّج بعودتهم للعمل والنهوض ببلدهم لبنان.

وأمام تسارع الأحداث العالمية، لم تترك أزمة “كورونا” مجالاً للتفكير بالغد، في حين علت صرخات المغتربين للمطالبة بالعودة من الخارج، حتى ذهب بعضهم إلى القول إننا نريد العودة للموت في لبنان.

وفي حين يتم التركيز على إيطاليا وفرنسا وأفريقيا، إلا أن هناك جاليات لبنانية منتشرة في كل دول العالم، ومن بينها الجالية اللبنانية في روسيا، ذاك البلد الذي شهد رحلات حج سياسية لشخصيات لبنانية، قبل أن يصل “كورونا” إلى ربوعه. وكانت روسيا قبلة الطلاب اللبنانيين وخصوصاً في المرحلة الشيوعية، وهناك الكثير من المهندسين والأطباء المتخرجين من روسيا حيث كان العلم متاحاً وقتها بشكل شبه مجاني، في حين أن هذه الموجات الطالبية قد خفّت بعد انهيار جدار برلين وسقوط الشيوعية، وباتت وجهة الطلاب اللبنانيين إلى أوروبا وأميركا وكندا وأستراليا. الإستنفار يبدو واضحاً في سفارة لبنان في موسكو حيث لم يغادر السفير شوقي بونصار مركز السفارة منذ أواخر الصيف الماضي، فقد أتت الأزمة الإقتصادية التي فجّرت ثورة 17 تشرين ومن ثمّ أزمة “كورونا” التي زادت المسؤوليات، وفي السياق تواصلت “نداء الوطن” مع بونصار لمعرفة وضع الجالية هناك، حيث يؤكّد أن أبناء الجالية اللبنانية في روسيا بخير، “وأنا شخصياً على تواصل مع الجميع، وخصوصاً مع الجامعات الروسية حيث يوجد مئات الطلاب اللبنانيين الذين يتلقون التعليم، كما أنني اتواصل مع المؤسسات التابعة لأبناء الجالية اللبنانية في روسيا لنطمئن اليهم، ولم تسجل أي إصابة لبنانية حتى الساعة”.

ويلفت بونصار إلى أن الجالية اللبنانية في موسكو ليست كبيرة مقارنة بالجاليات اللبنانية في الخليج والدول العربية وأفريقيا وأميركا أو حتى أستراليا وكندا وأوروبا، مشيراً إلى أن عدد الجالية نحو 1500 مواطن لبناني نصفهم طلاب، والباقون من المتزوجين بروسيات ويعملون في روسيا، وبالتالي ليست مشكلة العودة إلى لبنان مطروحة مثل غير دول، لكن هذا لا يعني أنه لا يوجد لبنانيون يتصلون بالسفارة ويرغبون بالعودة إلى وطنهم، وقد عممنا نموذجاً لأبناء الجالية ليسجلوا أسماءهم لمن يريد العودة، وهناك البعض يسجلون أسماءهم وقد كلفت القنصل ولجنة من السفارة أن يتابعوا ويتلقوا الإتصالات 24 على 24 ساعة”.

وبالنسبة إلى طلبات العودة، يوضح بونصار أنها بالعشرات حتى الآن “لكن وضعهم ليس ضاغطاً وقاسياً مثل الموجودين في إيطاليا أو فرنسا أو أفريقيا، وهؤلاء يريدون العودة لأنهم طلاب ويعيشون بمفردهم، ويرغبون بالتواجد مع أهلهم وأقاربهم في هذه الأزمة، وهؤلاء يدرسون في مدن بعيدة عن موسكو”.

ويشير إلى انه أنشأ لجنة بالتنسيق مع وزارة الخارجية تتألف من 5 أشخاص يمثلون كل شرائح أبناء الجالية اللبنانية وأناساً موثوقين للسفارة ولي شخصياً لتلقي التبرعات وذلك بإشراف السفارة، والقنصل رودريغ خوري معهم في اللجنة، وللإشراف أيضاً على توزيع المساعدات عبر لوائح تأتينا إلى السفارة بحسب كل حالة على حدة وبعد تقييمها ونقرر المساعدات كيف تكون”.

إذاً ساعات قليلة وتبدأ رحلة العودة إلى الوطن الأم، في وقت يتمنى الجميع أن يخرج لبنان من أزماته وأن لا يضطر أبناؤه إلى الذهاب إلى أصقاع العالم طلباً للعلم وتأميناً للقمة العيش.